المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



سدّ كورش ( ذي القَرنَينِ ) التأريخي  
  
16096   02:08 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 505-508 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة ذي القرنين وقصص أخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014 1589
التاريخ: 11-10-2014 2079
التاريخ: 11-10-2014 6731
التاريخ: 16-1-2023 1256

في وصف شامل لسدّ كورش ( ذي القَرنَينِ ) وتحديد موقعه الجغرافي حاليّاً على الخريطة السياسيّة ، وتحديد نوعيّة الدَولة التي كانت تُسيطر على المنطقة الجبليّة التي شُيّد فيها ، يُمكن القول : إنّه من المُعطيات السابقة ، تتبلور ملامح سدّ كورش التأريخي في :

أنّ السّدّ بُنيَ فيما بين عامَي ـ 539 ق . م . و 529 ق . م ـ في مكان جبليّ شاهق شديد التَضرّس قائم كجدارَينِ شامخَينِ على جانبَيه ، وبذلك ـ وعلى هذه الصورة ـ يكون السّدّ حجازاً مضافاً على الجدارَينِ ، في مكان المَضيق الجبليّ الذي كان موجوداً بينهما ، ويُعرف بمَضيق

( داريال ) ، وهو موسوم في جميع الخرائط الإسلاميّة والروسيّة في جمهوريّة جورجيا ( كرجستان ) .

وقد استُخدِمت في تشييد السدّ زُبُر الحديد أي قطع الحديد الكبيرة ، وأُفرغ عليها النُحاس المُنصهِر . وهذا هو وصف القرآن ، ولا نقبل عنه بديلاً ، مهما كانت درجة التقارب أو التشابه ، ونرفض أيّ سدٍّ آخر يكون قد شُيّد من الحِجارة ـ مِثل سور الصين العظيم ـ حتّى ولو كانت عناصر ومُقوّمات وظروف إنشائه مُشابهةً لِما جاء عن سدّ ذي القَرنَينِ .

وقد رأينا خلال السرد التأريخي أنّ القبائل المَغولية ـ وراء سِلسلة جبال قوقاز ـ كانت لا تَتَكاسل عن الانقضاض على مناطق آسيا الغربيّة خلال القرن السادس قبل الميلاد .

وكلّ صفحات التأريخ تَذكر لنا أنّ ثَمّة تَوقُّف مُفاجئ حَدث في عمليّة تَدفّق هذه القبائل البدائيّة المُتوحِّشة ، وتُشير أَصابع الدقّة التأريخيّة نحو الحُقبة التي ظهر فيها كورش الهخامنشي !

ومِن ثَمّ جاء قول المُؤرّخينَ بأنّ هذه القبائل التي سُمّيت ( ميكاك ) عند اليونان و ( منكوك ) عند الصينيّين ، هم قوم ( يأجوج ومأجوج ) الذي جاء ذِكرهم في القرآن ، وقد تقدّم الكلام عن ذلك .

هذا وقد تَتَّبع مولانا أبو الكلام آزاد ، من خلال استقراء التأريخ ومُراجعة النَصوص في العهد القديم وما جاء فيها عن يأجوج ومأجوج ، ووصل إلى نفس ما هو قائم في الواقع في جمهوريّة جورجيا ( كرجستان ) الآن ، وقد عُثر على كُتَل هائلة من الحديد المخلوط بالنُحاس ، موجودة في جبال قوقاز ، مُبعثَرة في منطقة مضيق ( داريال ) الجبلي .

وهذه حقيقة قائمة لكلّ من أراد أنْ يشاهدها برَأْي العَين .

جبال شاهقة تمتدّ من البحر الأسود حتّى بحر قزوين ، التي تمتدّ لتصل بين البحرين طول ( 1200 ك . م ) وهي جبال التوائيّة حديثة التكوين ، شامخة مُتجانسة التركيب ، إلاّ من كُتَل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنُحاس الصافي في مَضيق داريال ، غير أنّ جسم الجبال الصخري ( جبال قوقاز ) من جانبي السدّ تآكل بفعل عوامل التَعريَة طِوال 2500 سنة وصار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبليّة وجسم السدّ الحديدي النُحاسي ، وأصبح كُتَلاً ضَخمة تَبعثرت في مَعبَر المَضيق .

ويُشار إلى هذا السدّ في الأطالس الجغرافيّة الحديثة بين فلادي ( Fladi ) وكوكس ( Kiuakass ) وبين تفليس ، ويَذكره الأَرمَن ـ هناك ـ في صفحات تأريخهم ( الشاهد على أحداثهم ) باسم ( بهاك غورائي ) و ( كابان غورائي ) أي مَضيق كورش أو ( ممرّ كورش ) ، كما أنّ سُكّان كرجستان يَعرفونه في بلادهم باسم الباب الحديدي ، وذَكره الأتراك في كتاباتهم أيضاً باسم ( دامركابو ) ( قابو ) (1) ، و ( دامر ) ـ بالتركيّة ـ يعني : الحديد . و ( قابو ) : الباب .

فالسدّ شُيّد في منطقة جبليّة بين صَدفَينِ في مَضيق داريال ، وليس في مناطق سَهليّة مِثل سور الصين العظيم ، وقد أُقيم لإيقاف زحف الأجناس المُتوحِّشة عِبر جبال القوقاز إلى شمال مَملكة فارس وغرب آسيا ، ولم يكن لحجز مياه السيول والفيضان مثل سدّ مأرب .

وقد شُيّد من خامات الحديد وأُشعلت النيران لصهر النُحاس ليُصَبّ فوق الحديد ، وبقاياه تدلّ فعلاً على انطباق مواصفاته مع ما جاء في القرآن الكريم .

ولذلك عبّر القرآن عن متانته بقوله تعالى : {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97] .

إذن ، لم يكن السدّ من الحَجَر ، مثل سور الصين العظيم (2) ، أو جدار ( دربند ) الذي بَناه

أنوشيروان المَلِك الساساني (3) بعد ( 1000 عام ) من بِناء سدّ كورش ، أو سدّ ( مأرب ) الذي شُيّد لتنظيم الريّ ووقاية المنطقة ـ وعاصمتها مدينة مأرب قاعدة المَملكة السبئيّة ( باليَمن ) ـ من أخطار الفيضانات المُوسميّة ، وتَهدَّم بين ( 507 ـ 542 ق . م ) على أثر السيل العَرِم ( الهائج المُدمّر ) ونتيجةً للإهمال بشأن ترميم ثُلَمها (4) .

هذا هو سدّ كورش ذي القَرنَينِ ـ كما وَصَفه القرآن الكريم ـ يَشهد على ذلك جميع الشُعوب التي دخلت أُوربا عن شمال جبال قوقاز وشاهدته بعد ما شُيّد أو اجتازت مضيق داريال قبل تشييده ، هذا هو السدّ ، في منطقة استراتيجيّة ذات أهميّة كبيرة ، جرَّ عليها موقعها هذا صِعاباً كثيرةً ، فطَمعت فيها كلّ الدُول المُجاورة !

وهكذا ، فكلّ مَن سيطر على الإقليم صارت كلّ المناطق شماله وجنوبه تحت رحمته ؛ لذلك فقد وصل الغُزاة إلى المنطقة من فجر التأريخ ، فغزاها الآشوريّون والكلدانيّون والمصريّون والقُدماء والفارسيّون ، ثُمّ اليونانيّون ... وخضعت لنُفوذ بيزانطة في القَرن الثالث الميلادي بعد أن انتشرت المسيحيّة في جنوبها في القرن الأوّل الميلادي ، وكذلك استولت الصين على جنوب قوقاز في القَرن الرابع الميلادي ، وكانت دَولَتا الفُرس والروم كفَرَسَي رِهان على امتلاك أرمينيا وقوقاز وآذربيجان طول التأريخ .
___________________ 
(1) كورش الكبير ، ص 280 .

(2) بَناه الإمبراطور ( تشين شيه هوانج ) بعد سنة ( 221 ق . م ) ، حاجزاً بين ( منغوليا ) والصين، وهو مُشيّد من الطُوب ( اللِبْن المحروق ) والطين والحجارة ، يبلغ طوله ( 1500 مِيلاً  ) ويمتدّ من البحر الأصفر حتّى سَلاسل جبال ( تاين تاغ ) ؛ لتَحول دون القبائل الهمجيّة ـ التي كانت تسكن صحراوات منغوليا ـ الدائمة الإغارة على سُهول الصين ، ويَشتمل السور على عدد مِن البوّابات الضَخمة في مناطق مُتباعدة يقوم على حراستها جُنُود أشدّاء ، مفاهيم جغرافيّة ، ص 128 ـ 129 .

(3) بَناه في مُنحدَرات جبال قوقاز حتّى شواطئ بحر قزوين حيث مدينة دربند في طول سبعة فراسخ ؛ سدّاً لهجمات الرومان البيزنطيّين والأتراك حيث كانوا يتدفّقون على شمال فارس عِبر الشريط الساحلي الذي بلغ اتّساعه 30 مِيلاً بين بحر قزوين وجبال قوقاز ، مفاهيم جغرافيّة ، ص 315 ، ولغت نامه دهخدا ، حرف الدال.

(4) المُنجد في الأعلام ، حرف الميم .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .