المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أسماء الإمام المهدي (عج) وألقابه  
  
17491   03:32 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2، ص563-566
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

انّ شيخنا المرحوم ثقة الاسلام النوري (رحمه اللّه) ذكر في كتابه النجم الثاقب اثنين و ثمانين و مائة اسم له (عليه السلام) و نكتفي هنا بذكر بعضها :

الأول: بقية اللّه: فقد روي انّه (عليه السلام) إذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و أوّل ما ينطق به هذه الآية: {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [هود: 86] ثم يقول: أنا بقية اللّه في أرضه و خليفته و حجته عليكم فلا يسلّم عليه مسلّم الّا قال:

السلام عليك يا بقية اللّه في أرضه‏ .

الثاني: الحجة: و هذا اللقب من القابه الشائعة الواردة كثيرا في الأدعية و الأخبار و ذكره اكثر المحدثين و هذا اللقب مع انّه مشترك بين سائر الائمة (عليهم السّلام) فانّهم حجج اللّه على خلقه لكنّه اختص به (عليه السلام) بحيث لو ذكر بدون قرينة لكان المقصود هو لا غيره و قيل انّ لقبه (عليه السلام) حجة اللّه بمعنى غلبة اللّه أو سلطته على خلقه لانّ كليهما يتحققان عند ظهوره (عجل اللّه فرجه) ونقش خاتمه (عليه السلام) : انا حجة اللّه .

 الثالث: الخلف و الخلف الصالح: ذكر هذا اللقب على السنتهم (عليهم السّلام) كثيرا و المراد من الخلف الذي يقوم مقام غيره فهو (عليه السلام) خلف جميع الأنبياء و الأوصياء و وارث جميع صفاتهم و علومهم و خصائصهم و سائر مواريث اللّه التي كانت لديهم , و ذكر في حديث اللوح المعروف الذي رآه جابر عند فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد ذكر الامام الحسن العسكري (عليه السلام) انّه: ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب  .

و جاء في رواية المفضّل المشهورة انّ الامام (عليه السلام) حينما يظهر يدخل الكعبة ثم يسند ظهره إليها و يقول: يا معشر الخلائق ألا و من أراد أن ينظر إلى آدم و شيت فها أنا ذا آدم و شيث ؛ثم يذكر (عليه السلام) على هذا النسق سائر الأنبياء من نوح و سام و ابراهيم و اسماعيل و موسى و يوشع و شمعون و رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و سائر الائمة (عليهم السّلام) .

الرابع: الشريد: ذكر الائمة (عليهم السّلام) هذا اللقب كثيرا لا سيما أمير المؤمنين و الامام الباقر (عليهما السّلام) و الشريد بمعنى الطريد من قبل هؤلاء الناس الذين ما رعوه حقّ رعايته و ما عرفوا قدره و حقّه (عليه السلام) و لم يشكروا هذه النعمة بل سعى الاوائل بعد اليأس من الظفر به و القضاء عليه إلى قتل و قمع الذريّة الطاهرة لآل الرسول (صلى الله عليه واله) و سعى اخلافهم إلى انكاره و نفي وجوده باللسان و القلم و أقاموا الأدلة و البراهين على نفي ولادته و محو ذكره .

و قد قال هو (عليه السلام) لإبراهيم بن عليّ بن مهزيار: انّ أبي صلوات اللّه عليه عهد إليّ أن لا أوطّن من الأرض الّا أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري و تحصينا لمحلّي من مكائد أهل الضلال و المردة إلى أن قال: فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض و تتبّع أقاصيها فانّ لكلّ وليّ من أولياء اللّه عز و جل عدوّا مقارنا و ضدّا منازعا  .

 الخامس: الغريم: و هو من القابه الخاصة و يطلق عليه (عليه السلام) في الأخبار كثيرا و الغريم بمعنى الدائن و المقرض و يستعمل بمعنى المدين و المقروض أيضا و المراد هنا المعنى الأول على الأظهر و يستعمل هذا اللقب تقيّة كما يستعمل لقب الغلام له (عليه السلام)  فكان الشيعة يطلقون هذا اللقب عليه إذا أرادوا ارسال الاموال إليه أو إلى أحد وكلائه و كذا حينما يوصون بشي‏ء له أو يريدون أخذ المال له من الغير لأنّه (عليه السلام) كان له أموال في ذمّة الزرّاع و التجّار و أرباب الحرف و الصناعات و قد مضت حكاية محمد بن صالح في ذكر أصحاب الامام الحسن العسكري (عليه السلام) .

و قال العلامة المجلسي (رحمه اللّه) : يحتمل أن يكون المراد من الغريم هو المعنى الثاني أي المدين و ذلك لتشابه حاله (عليه السلام) مع حال المديون الذي يفرّ من الناس مخافة أن يطالبوه أو بمعنى انّ الناس يطلبونه (عليه السلام) لأجل أخذ الشرائع و الأحكام و هو يفرّ عنهم تقيّة فهو الغريم المستتر (صلوات اللّه عليه) .

السادس: القائم: أي القائم في أمر اللّه لأنه ينتظر أمره تعالى و يرتقب الظهور ليلا و نهارا ؛ و قد روي انّه (عليه السلام) سمّي بالقائم لقيامه بالحق‏  و في رواية الصقر بن دلف انّه قال لأبي جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول اللّه و لم سمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت‏ ذكره و ارتداد اكثر القائلين بامامته‏ .

و روي عن أبي حمزة الثمالي انّه قال: سألت الباقر صلوات اللّه عليه يا ابن رسول اللّه أ لستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: بلى قلت: فلم سمّي القائم قائما؟

قال: لما قتل جدي الحسين صلوات اللّه عليه ضجّت الملائكة إلى اللّه عز و جل بالبكاء و النحيب و قالوا: إلهنا و سيدنا أ تغفل عمّن قتل صفوتك و ابن صفوتك و خيرتك و ابن خيرتك من خلقك فأوحى اللّه عز و جل إليهم قرّوا ملائكتي فو عزّتي و جلالي لأنتقمنّ منهم و لو بعد حين ثم كشف اللّه عز و جل عن الائمة من ولد الحسين (عليهم السّلام) للملائكة فسرّت الملائكة بذلك فاذا أحدهم قائم يصلّي فقال اللّه عز و جل: بذلك القائم أنتقم منهم‏ .

 يقول المؤلف: سيأتي في الفصل السادس كلام حول استحباب القيام عند ذكر هذا الاسم المبارك تعظيما له.

السابع: محمد صلى اللّه عليه و على آبائه و أهل بيته و هو اسمه الذي سمّي به كما ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة من طرق الخاصة و العامة عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال: المهدي من ولدي اسمه اسمي ؛ و جاء اسمه (عليه السلام) في حديث اللوح المستفيض بهذا الشكل: أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم؛ و لكن لا يخفى ان مقتضى الاخبار الكثيرة المعتبرة حرمة ذكر هذا الاسم الشريف في المحافل و المجالس إلى أن يظهر (عليه السلام) و هذا الحكم من خصائصه (عليه السلام) و من المسلّمات عند الامامية و الفقهاء و المتكلّمين و المحدّثين بل يظهر من كلام الشيخ الأقدم الحسن بن موسى النوبختي انّ هذا الحكم من خصائص مذهب الاماميّة و لم ينقل عنهم خلاف ذلك إلى زمن الخواجه نصير الدين الطوسي الذي قال بالجواز ثم لم ينقل خلافه بعد ذلك الّا من صاحب كشف الغمّة.

و صارت هذه المسألة في زمن الشيخ البهائي مطرحا للبحث و النقاش بين الفضلاء و العلماء فكتبوا كتبا و رسائل حولها منها (شرعة التسمية) للمحقق الداماد و رسالة (تحريم التسمية) للشيخ سليمان الماخوزي و (كشف التعمية) لشيخنا الحر العاملي رضوان اللّه عليهم و غير ذلك و تفصيل الكلام المذكور في كتاب النجم الثاقب .

 الثامن: المهدي صلوات اللّه عليه؛ من أشهر أسمائه و ألقابه عند جميع الفرق الاسلامية .

 التاسع: المنتظر: أي الذي ينتظر حيث انّ جميع الخلائق تنتظر قدوم طلعته البهيّة .

 العاشر: الماء المعين : روي في كمال الدين و غيبة الشيخ عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال في قول اللّه عز و جل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] .

فقال: هذه نزلت في القائم يقول: إن أصبح امامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بامام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء و الأرض و حلال اللّه جلّ و عزّ و حرامه ثم قال: واللّه ما جاء تأويل الآية و لا بد أن يجي‏ء تأويلها .

و هناك عدة أخبار بهذا المضمون فيها و كذا في الغيبة للنعماني و تأويل الآيات و وجه تشبيهه (عليه السلام) بالماء باعتباره سببا لحياة كل ظاهر بل ان تلك الحياة قد وجدت و توجد بسبب وجوده المعظم بمراتب اعلى و أتم و أدوم من الحياة التي يوجدها الماء بل ان حياة نفس الماء من وجوده (عليه السلام) .

و قد روي في كمال الدين عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال في قول اللّه عز و جل: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد: 17]  قال: يحييها اللّه عز و جل بالقائم بعد موتها يعني بموتها كفر أهلها و الكافر ميّت‏ .

و على رواية الشيخ الطوسي انّه يصلح الأرض بقائم آل محمد من بعد موتها يعني من بعد جور أهل مملكتها .

و لا يخفى أن الناس ينتفعون من هذه العين الربانيّة الفيّاضة في أيام ظهوره كالعطشان الذي يرى نهرا عذبا فلا همّ له سوى الاغتراف منه فلذا سمّي (عليه السلام) بالماء المعين و اما في الغيبة حيث انقطع عن الناس اللطف الالهي الخاص لسوء أفعالهم و أعمالهم فلا بد من التعب و المشقة و الدعاء و التضرّع لتحصيل الفيض منه (عليه السلام) كالعطشان الذي يريد اخراج الماء من بئر عميق بواسطة الوسائل القديمة و المتعبة فلذا قيل له (عليه السلام) البئر المعطّلة و لا يسع المقام اكثر من هذا الشرح .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.