في كتب اللّه تعالى قال اللّه تعالى: { {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25] . و قال اللّه تعالى: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ } [البقرة: 136]. فمن ذلك كتاب التوراة النازلة باللغة العبرانية على قلب‌ موسى عليه السّلام أولا، ثم على الألواح الزبرجدية، {وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: 154]، {فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [المائدة: 44] ، {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: 91] . ومنها الإنجيل النازل باللغة السريانية على قلب عيسى عليه السّلام‌ {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138] . ومنها الزبور النازل على قلب داود عليه السّلام الذي قال اللّه فيه: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]  . و منها الفرقان النازل على قلب نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بلسان عربي مبين مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه، و فيه العلوم الربانية و الأسرار الفرقانية التي تعلّمها النبي منه كما قال‌ تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]  و فيه كرائم الأخلاق ‌التي تخلق بها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] .و منها غير ذلك كصحف إبراهيم عليه السّلام و كانت عشرين صحيفة، و صحف‌ ادريس عليه السّلام و كانت ثلاثين، و صحف شيث (ابن آدم) و كانت خمسين، كما روي ذلك‌ كله عن أمير المؤمنين عليه السّلام و عن أبي ذر(رض)أنه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما كانت‌ صحف إبراهيم قال اقرأ يا أبا ذر: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } [الأعلى: 14 - 19].