يعتبر المنهج التجريبي من أفضل مناهج البحث العلمي لأن هذا المنهج يعتمد بالأساس على التجربة العلمية مما يتيح فرصة عملية لمعرفة الحقائق وسن القوانين عن طريق هذه التجارب، ويجمع الكثير من كتاب ومؤلفي البحث الاجتماعي على أن المنهج التجريبي يعتبر المنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية؛ لأنه يتضمن تنظيماً يجمع الباحثين بطريقة تسمح باختبار الفروض أو التحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة للوصول إلى العلاقات بين الأسباب والنتائج، أي الوصول إلى معرفة أنواع العلاقات سواء كانت علاقات سببية أو وظيفية (1)

ومن الأمور التاريخية المؤكدة أنه يرجع الفضل في استخدام المنهج التجريبي في العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى كل من "جون استیوارت ميل، وفرنسيس بيكون، وكلود برنار، وأوجست كونت، وسيتورات  شاين، ومورينو" ولكل واحد من هؤلاء إسهاماته البارزة والهامة في مجال البحث الاجتماعي التجريبي.

وترد بداية استخدام المنهج التجريبي إلى خارج نطاق دراسة المجتمع، حيث فتح جون ستيوارت ميل طريق استخدام هذا المنهج في نطاق العلوم الطبيعية وذلك من خلال توضيحه للطرق الممكنة في إقامة البراهين والأدلة على أساس تجريبي . (2)

ولما كان المنهج التجريبي يعد من بين أكثر المناهج دقة وانتشاراً في العلوم الطبيعية فقد كانت رغبة علماء الاجتماع ودارسي المجتمع في أن يتشابه علمهم بالعلوم الطبيعية هي التي دفعت إلى ظهور التجارب واستخدام المنهج التجريبي في نطاق علم الاجتماع، ولكن نظراً للصعوبات والمشكلات العديدة التي تواجه تطبيق هذا المنهج في دراسة المجتمع الحصر نطاقه وضاق استخدامه (3) إذن يمكننا القول إن أكثر مناهج البحث أهمية بالنسبة للإنسان هو المنهج التجريبي لأن هذا المنهج ساعده على التطور وبناء حضارته عن طريق الملاحظة والتجريب والوصول إلى النتائج الصحيحة ومعرفة الطرق السلمية للتعامل مع الظواهر وتفسيرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد سيد فهمي وأمل محمد سلامة البحث الاجتماعي والمتغيرات المعاصرة، دار الوفاء، الإسكندرية، 2011، ص، 104، 105

(2) محمد سيد فهمي وأمل محمد سلامة البحث الاجتماعي والمتغيرات المعاصرة، دار الوفاء، الإسكندرية، 2011، ص. 105.

(3) W. Lawrence Nou Man, Basics of Social Research, Library of Congress Cataloging, New York, 2004, P: 194.