من المستحيل تحديد بداية تنفيذ أول مسح، فقد قام الرومان بعمل إحصاء للسكان تمهيداً لجمع الضرائب، وفي إنجلترا تم حصر أسماء ملاك الأراضي عام 1806. وفي أواخر القرن التاسع عشر، تم تنفيذ مسوحات اجتماعية من قبل بعض الأفراد والهيئات الحكومية في كل من انجلترا والولايات المتحدة لدراسة الظروف الاجتماعية وطبيعة الفقر، وبعد فترة قصيرة بدأت الصحف والأحزاب السياسية تنفيذ إجراء عمليات استطلاع رأي. وخلال الفترة من 1916--1932 أجريت العديد من استطلاعات الرأي التي تتنبأ بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وقد شارك العديد من الباحثين في الجامعات في إجراء هذه الاستطلاعات لصالح الحكومة الفيدرالية خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديداً لمعرفة آراء الناس حول التحكم في أسعار المواد الغذائية، والسياسة الخارجية وكذلك دراسة آراء الجنود.

عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية سعى بعض الباحثين في الجامعات لتأسيس مراكز للبحوث الاجتماعية، وفي عام 1964 أصبحت بعض هذه المراكز تعمل بشكل أكثر احتراقية، وقد نضج مجال استطلاع الرأي بداية من الربع الأول من النصف الثاني من القرن العشرين، واستطاع معهد جالوب الأمريكي تنفيذ العديد من مسوحات الرأي لصالح شبكات الأخبار الأمريكية.

ولقد أصبح استخدام المسح عاملا مهماً في المجتمعات المعاصرة لحاجة المسئولين وصناع القرار للمعلومات، وعلى سبيل المثال قامت مؤسسة "ميريا جينرال أسوشيتدبرس" باستطلاع الآراء حول الخوف من الجريمة وقبل إجراء أي انتخابات تجرى المؤسسة مسوحاً للتنبؤ بنتائج الفائز فيها وتبحث في دوافع المصوتين في الانتخابات وسلوكياتهم. ولذلك أصبحت استطلاعات الرأي جزءاً دائماً من حياتنا اليومية.