أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
2063
التاريخ: 2023-02-27
2566
التاريخ: 2024-05-24
632
التاريخ: 7-12-2016
1925
|
الأم والأب هما أساس وجود الأبناء، والأبناء في جميع مراحل حياتهم منذ الولادة وقبل ذلك ومنذ مرحلة الرضاعة وحتى يصبح الواحد منهم طفلاً ثم فتى وبعده يصبح شاباً وحتى مرحلة البلوغ والكبر... دائماً وأبداً يحتاجون إلى مساعدة الوالدين ومراقبتهما وتوجيهاتهما بل ويحتاجون أيضاً إلى دعاء الوالدين الواعيين العاقلين ورضاهما. وهذه الحاجة تتجسد وتتجلى بشكل خاص عند الزواج وتشكيل الأسرة وعلى مدى الحياة الزوجية حيث إن الزوجين الشابين يجب أن يحظياً بشكل مستمر بعناية ومراقبة الوالدين ومساعدتهما وتوجيهاتهما وإرشاداتهما ونصائحهما القيمة وعلى الزوج والزوجة أن يأخذا بتلك النصائح المخلصة بكل رغبة ورحابة صدر ويلتزما بها في رحلة الحياة الزوجية. وحذارِ أن ينزعج الصهر ويتأذى من نصائح وتوجيهات والدة زوجته وبالتالي يقطع علاقته بها - وحذار أن تنزعج الزوجة من نصائح وتوجيهات والدة زوجها والتي تقدمها عن محبة وإخلاص. لأن الأمهات والآباء يقدمون لأبنائهم حصيلة التجارب التي حصلوا عليها طوال فترة حياتهم ويرغبون بأن يعيش أبناؤهم في ظل تلك النصائح والتوجيهات حياة حلوة ومشرقة وسعيدة.
إن توجيهات ونصائح الآباء والأمهات هي بمثابة درر ثمينة تسطع وتتلألأ لتضيء أمام الأبناء طريق الحياة المشرقة السعيدة. فالأزواج والزوجات الشباب هم بأمسّ الحاجة إلى هذا المطر الخفيف وإلى تلك الدرر المضيئة وإلى تلك الإرشادات والتوجيهات وإذا حرموا وهم في بداية الطريق وفي ربيع الحياة من مطر الرحمة هذا فإن حياتهم سوف يصيبها الجفاف ولا تثمر شيئاً. الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [المعرفة أصل خير الإنسان وسعادته وتجارب الحياة هي أفضل أنواع المعرفة وكل من يستغني عن المعرفة وتجارب الحياة لا يرى مستقبله وينخدع](1).
إذن يجب على الأزواج والزوجات الشباب أن يسمعوا نصائح الآباء والأمهات (ولا سيما أم الزوج وأم الزوجة ويتقبلوا تلك النصائح ويأخذوا بأفضلها ويطبقوها، ويقول عليه السلام: [من لم يتعلم من الآخرين لم يحصل على المعرفة](2)، وعنه عليه السلام أيضاً: [من لم يكن له نصيب من المعرفة غرق في الجهل](٣).
إياكم أن تقولوا عن جهل وعدم معرفة بأن الآباء والأمهات يتدخلون في حياتنا وتعتبروا توجيهاتهم ونصائحهم المخلصة بأنها تدخل في شؤونكم، بل عليكم أن تروا أنفسكم دائماً بحاجة إلى دعاء الوالدين ومساعدتهم وتقدموا لهم الشكر والامتنان لما اكتسبتموه منهم من فهم ومعرفة حيث إن شكر الوالدين هو شكر لله تبارك وتعالى ودعاء الوالدين ورضاهم هو سر السعادة والهناء في الحياة. وأوصيكم يا من تريدون أن تزوجوا ابنكم وتبحثون له عن الفتاة المناسبة، بأن تختاروا الفتاة التي هي من عائلة تتمتع بالفهم والإدراك ورجاحة العقل والحياء والعفة والشرف والإيمان والوفاء، زوجوا ابنكم من عائلة تسودها المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل بين أفرادها، عائلة بعيدة عن الطمع قليلة الطلبات والتوقعات أفرادها ملتزمون بالصلاة وأداء الواجبات الدينية وخدمة الآخرين. وعندما تختارون مثل هذه الفتاة كزوجة لابنكم فعليكم أن تحافظوا عليها وتعتزوا بها وتعتبروها كابنتكم، عليكم أن تدركوا لطافة روحها وحساسية مشاعرها وتتجاوزوا عن هفواتها وأخطائها وتغضوا النظر عن عيوبها وتستروها ولا تحكموها بعبارات تجرح مشاعرها ولا تمتدحوا أحدا وتتبجحوا به أمامها ولا تنتقدوها في غيابها ولا تستغيبوها وتوجهوا التهم لها وتجعلوا زوجها يسيء الظن بها وتتغير أفكاره تجاهها فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [الغيبة إدام كلاب النار](4).
فإذا كنت أنت أيها القارئ الكريم وأفراد أسرتك تتمتعون بهذه الصفات الطيبة والسجايا الخلقية الكريمة فحبذا لو أعطيت جزءاً من وقتك الثمين لقراءة الرسالة التالية التي تعاتب فيها هذه الأخت الكريمة صاحبة الرسالة زوجها على بعض تصرفاته:
الرسالة:... زوجي طيب الأخلاق وحسن التصرفات عادة في داخل المنزل، ولكنه في بعض الأحيان عندما يذهب إلى بيت والدته وشقيقته يعود إلى البيت منقلباً سيء الأخلاق وكأنه سقط من السماء إلى الأرض وتنقلب أخلاقه رأساً على عقب، فيبدأ بالبحث عن مختلف الذرائع والحجج ويصرخ في وجهي... وعندما أسأله عن سبب ذلك يقول. أنت السبب في ذلك. لقد فعلت كذا وقلت كذا...
عدماً بأني لم أقم بذلك العمل ولم أتكلم قط بذلك الكلام. ورغم ذلك فإني أحاول السيطرة على أعصابي وأتجنب الغضب وأبذل ما في وسعي من الصبر والتأني لأثبت له بأن هناك خطأ أو سوء فهم قد حصل ولم يكن الأمر أبداً كما يقول. وبالنتيجة يفهم هو الحقيقة ويذعن لها ويعترف بأن كل ذلك أخبرته به والدته وشقيقته. ولم تكن تمر عدة أسابيع حتى تتكرر هذه القضية ومرة أخرى يستمع إلى ما ينقله الاخرون له عني واستغابتهم لي أمامه ويقبل ما يقولونه عني بدون أي ديل ويبدأ الشجار بيننا مرة أخرى.
فحبذا لو نصحتم الأمهات وقلتم لهن بأن لا يتدخلن في شؤون أبنائهن ويمتنعن عن الغيبة والنميمة ولا يدمرن حياة هذين الزوجين الشابين وكل الزوجات والأزواج الحديثي العهد بالزواج.
وحبذا لو نصحتم الأزواج أيضا وقلتم لهم بأن لا يصدقوا فوراً ودون أن يكون لديهم دليل كل كلام يقال لهم...
ولكن لا تتصوروا بأن والدة زوجي من هذا النوع. كلا إنها ليست كذلك والحمد لله!... فكل ما ذكرته كان على لسان جارتي وأردت أن أنقله إليكم لكي تقدموا ما أمكنكم من نصح وإرشاد وتوجيه.
١- هل تعلمين ما هي الغيبة وماذا يعني الافتراء على الآخرين واتهامهم بتهم باطلة؟ وما هي النتائج التي تترتب على الغيبة والافتراء؟ لقد خاطب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أبا ذر سلام الله عليه قائلاً: [يا أبا ذر! تجنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار] فقال أبو ذر: يا رسول الله! وما الغيبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [ذكرك أخاك بما يكره، قلت: يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به، قال: اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته](5).
ويترتب على الغيبة والافتراء والاتهام، انتشار السيئات والآثام وزوال الصداقات وازدياد العداوات والأحقاد والأم التي تستغيب زوجة ابنها وتتكلم عنها في غيابها كلاماً سيئاً فهي في الحقيقة تقف من نفسها ومن ابنها موقف العداء والخصومة وتجلب لنفسها المزيد من العذاب والتألم والشقاء وفي الواقع تخدش وجهها بأظافرها - فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: [مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم](6).
ولهذا السبب فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن [ترك الغيبة أحب إلى الله عز وجل من عشرة آلاف ركعة تطوعاً](7).
٢- المسألة الأخرى هي الاستماع إلى ما يقوله الآخرون وتصديقه وإصدار الحكم على أساس ذلك. قال أمير المؤمنين عليه السلام: [لا تجعلوا يقينكم شكاً ولا علمكم جهلاً](8).
وقال علي عليه السلام: [المؤمن يرى يقينه في عمله وإن المنافق يرى شكّه في عمله](9).
وقال سلام الله عليه: [يفسدُ اليقينَ الشك وغلبة الهوى](10).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: [لا تدع اليقين بالشك والمكشوف بالخفي ولا تحكم على ما لم تره بما يروى لك عنه وقد عظم الله عز وجل أمر الغيبة وسوء الظن بإخوانك المؤمنين ](11).
نسأله تعالى أن يجنبنا الغيبة والافتراء على الآخرين ويمنحنا الاستقامة في القول والعمل ويختم أعمارنا بالسعادة وحسن العاقبة. وليكن قلبكم سليماً ولسانكم مستقيماً.
__________________________________________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم، حرف الغين.
(5) بحار الأنوار ج٧٧ ص ٨٩ باب٤.
(6) ميزان الحكمة ج٧ ص٣٣٣ حديث ١٥١٧٧.
(7) بحار الأنوار ج٧ ص٢٦١.
(8) ميزان الحكمة ، ج10 ص٧٨٤ حديث٢٢٦٧١.
(9) ميزان الحكمة ، ج١٠ص ٧٨٤ حديث ٢٢٦٦٨ و٢٢٦٧٣
(10) المصدر نفسه.
(11) ميزان الحكمة ، ج٧ ص ٣٣٦ حديث ١٥١٩٢.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|