المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المَثل الاعلى للــزهـــد  
  
1911   08:23 مساءً   التاريخ: 14-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 233-236
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/10/2022 1597
التاريخ: 11-3-2022 1969
التاريخ: 29-7-2016 1538
التاريخ: 29-7-2016 1241

وأروع من ضرب المثل الاعلى في الزهد بالدنيا بعد رسول الله هو سيد الأوصياء علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي اكتفى من دنياه بطمريه وسد فورة جوعته بقرصية، وصدق عمر بن عبد العزيز بقوله : (ما علمنا احداً في هذه الأمة أزهد من علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه واله) وقال ابن عينية: (ازهد الصحابة علي بن بي طالب)(1).

وكان صلوات الله عليه يعلم الناس الزهد بسلوكه قبل قوله ، في ملبسه ومأكله، ومسكنه، ومركبه، فقد رئي وعليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم ورثي عليه إزار مرقوع، فقيل له في ذلك، فقال : (يقتدي به المؤمنون، ويخشع له القلب، وتذل به النفس، ويقصد به المبالغ)(2).

بل يفضل  خادمه قنبر على نفسه بالثوب الأفضل، فقد روى الأصبغ وأبو مسعدة والباقر (عليه السلام) (انه اتى البزازين ، فقال لرجل : يعني ثوبين فقال الرجل: يا امير المؤمنين عندي حاجتك ، فلما عرفه مضى عنه، فوقف على غلام فأخذ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين ، فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة فقال: انت أولى به تصعد المنبر تخطب الناس فقال: وأنت شاب ولك شره الشباب ، وأنا استحي من ربي ان أتفضل عليك سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : (ألبسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون، فلما لبس القميص مدكم القميص فأمر بقطعه، واتخاذه قلانس للفقراء ، فقال الغلام : هلم اكفه، قال : دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك)(3).

بل رفض أن يلبس ولو ثوباً من أموال بيت المال، يقول الاصبغ بن نباتة: قال علي (عليه السلام) مخاطباً اهل العراق : (دخلت بلادكم بأشمالي (4) هذه ورحلتي وراحلتي ها هي فإن انا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين (5).

واما طعامه فقد روض نفسه بأشد أنواع الترويض، وقد اكد ذلك في كتابه إلى عثمان بن حنيف قائلاً : (وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف الاكبر، وتثبت على جوانب المنزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات ان يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الاطعمة)(6).

ولهذا كان موضع تعجب أصحابه ومريديه، لما يرونه من خشونة عيشه وجشوبة مطعمه، فكانوا يعترضون عليه، ويتساءلون عن هذا المسلك الوعر، فقد (ترصد غداءه عمرو بن حريث، فأتت فضة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزاً متغيراً خشناً، فقال عمرو : يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبتيه؟

قالت : كنت افعل فنهاني، وكنت أضع في جرابه طعاماً طيباً فختم جرابه ! ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) فته في قصعة وصب عليه الماء، ثم ذر عليه الملح، وحسر ذراعه فلما فرغ، قال: يا عمرو لقد حانت هذه – ومد يده إلى محاسنه – وخسرت هذه إن أدخلها النار من أجل الطعام ، وهذا يجزيني)(7).

وحين رأى عدي بن حاتم شطف عيشه في غذائه الذي لم يزد على كسيرات من خبز الشعير، وجريش ملح، فقال : إني لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاوياً مجاهداً، وبالليل ساهراً مكابداً، ثم يكون هذا فطورك، فقال :

علل النفس بالقنوع وإلا               طلبت منك فوق ما يغنيها (8)

وأما مسكنه فقد رفض ان يسكن قصر الإمارة في الكوفة، وسماه قصر الخبال(9) وسكن كما تسكن رعيته، وقد قال ولده الإمام الباقر (عليه السلام)

(ولقد ولي الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة عطائه أراد ان يبتاع بها لأهله خادماً)(10).

تلك هي الروح الزاهدة المتعالية على تراب الأرض، والمتطلعة لنور السماء حتى أصبح الزهد في زخارف الدنيا زينة لها، فلقد زين الله علياً(عليه السلام) بالزهد كما نطق بذلك معلمه وقائده وحبيبه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : (إن الله زينك بزينة لم تزين العباد بشيء أحب إلى الله منها، ولا أبلغ عنده منها : لزهد في الدنيا، وإن الله قد اعطاك ذلك، جعل الدنيا لا تنال منك شيئاً ، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها)(11).

وفي حديث عمار : (يا علي إن الله زينك بزينة لم تزين العباد بزينة احب إلى الله منها، زينك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ منها شيئاً، ولا ترزأ منك شيئاً)(12).

______________

(1) المصدر نفسه : 40/320 .

(2) المصدر نفسه : 323 .

(3) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 16/324 .

(4) الصحيح كما في لسان العرب أسمالي تقول : سمل الثوب يسمل سمولاً وأسمل : أخلق وثوب سملة وسمل وأسمال راجع لسان العرب: 11/345 نشر أدب الحوزة.

(5) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 40/325.

(6) نهج البلاغة كتاب : 45.

(7) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 40/325.

(8) المصدر نفسه.

(9) (لما وقدم علي (عليه السلام) الكوفة نزل على باب المسجد ... فقيل له : أتنزل القصر ؟ قال قصر الخبال لا تتزلوه !!) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 32/355.

(10) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 40/340.

(11) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 318.

(12) المصدر نفسه : 319.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.