أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016
2994
التاريخ: 9-10-2014
1691
التاريخ: 2024-08-29
257
التاريخ: 9-10-2014
1894
|
يذكر الله تعالى في هذه الآية : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [البقرة : 258] عدّة شواهد لذلك ، وأحدها ما ورد في الآية أعلاه وهي تتحدّث عن الحوار الذي دار بين إبراهيم (عليه السلام) وأحد الجبّارين في زمانه ويدعى (نمرود) فتقول : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ).
وتعقِّب الآية بجمله اُخرى تشير فيها إلى الدافع الأساس لها وتقول : إنّ ذلك الجبّار تملّكه الغرور والكبر وأسكره الملك (أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ).
وما أكثر الأشخاص الذين نجدهم في الحالات الطبيعيّة أفراد معتدلين ومؤمنين ، ولكن عندما يصلون إلى مقام أو ينالون ثروةً فأنّهم ينسون كلّ شيء ويسحقون كلّ المقدّسات.
وتضيف الآية أنّ ذلك الجبّار سأل إبراهيم عن ربّه : من هو الإله الذي تدعوني إليه ؟ (إذ قال إبراهيم ربّ الذي يحيي ويميت).
الواقع أنّ أعظم قضيّة في العالم هي قضيّة الخلقة ، يعني قانون الحياة والموت الذي هو أوضح آية على علم الله وقدرته.
ولكن نمرود الجبّار إتخذ طريق المجادلة والسفسطة وتزييّف الحقائق لإغفال الناس والملأ من حوله فقال : إنّ قانون الحياة والموت بيدي (قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ).
ومن أجل إثبات هذه الدعوى الكاذبة استخدم حيلة كما ورد في الرواية المعروفة حيث أمر بإحضار سجينين أطلق سراح أحدهما وأمر بقتل الآخر ، ثمّ قال لإبراهيم و الحضّار : أرأيتم كيف أحيي وأُميت.
ولكنّ إبراهيم قدّم دليلاً آخر لإحباط هذه الحيلة وكشف زيف المدّعي بحيث لا يمكنه بعد ذلك من إغفال النّاس فقال : (قال إبراهيم فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب) وهنا ألقم هذا المعاند حجراً (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
وبهذا اُسقط في يدي العدوّ المغرور ، وعجز عن الكلام أمام منطق إبراهيم الحيّ ، وهذا أفضل طريق لإسكات كلّ عدوّ عنيد. بالرغم من أنّ مسألة الحياة والموت أهم من قضيّة حركة الشمس وشروقها وغروبها من حيث كونها برهاناً على علم الله وقدرته ، ولهذا السبب أورده إبراهيم دليلاً أوّل ، ولو كان في ذلك المجلس عقلاء ومتفكِّرون لاَكتفوا بهذا الدليل واقتنعوا به ، إذ أنّ كلّ شخص يعرف
أنّ مسألة اطلاق سراح سجين وقتل آخر لا علاقة له بقضيّة الإحياء والإماتة الطبيعيتين أبداً ، ولكن قد يكون هذا الدليل غير كاف لأمثال هؤلاء السذّج ، ويحتمل وقوعهم تحت تأثير سفسطة ذلك الجبّار المكّار ، فلهذا قدّم إبراهيم (عليه السلام)دليله الآخر وهو مسألة طلوع وغروب الشمس لكي يتضح الحق للجميع (1).
وما أحسن ما صنع إبراهيم (عليه السلام) من تقديمه مسألة الحياة والموت كدليل على المطلوب حتّى يدّعي ذلك الجبّار مشاركة الله تعالى في تدبير العالم ، ثمّ طرح مسألة طلوع وغروب الشمس بعد ذلك ليتّضح زيف دعواه ويحجم عن دعوى المشاركة.
ويتّضح ضمناً من جملة (والله لا يهدي القوم الظالمين) أنّ الهداية والضلالة بالرغم من أنّهما من أفعال الله تعالى ، إلاّ أنّ مقدّماتهما بيد العباد ، فارتكاب الآثام من قبيل الظلم والجور والمعاصي المختلفة تشكّل على القلب والبصيرة حجبٌ مظلمة تمنع من أدراك الحقائق على حقيقتها.
_____________________
1- تفسير مجمع البيان ، ذيل الاية مورد البحث ، وبحار الانوار ، ج12 ، ص34 .
2- ان الاستدلال الثاني يبدأ (بالفاء) وقد يكون اشارة الى ان الاستدلا الثاني لايعني صرف النظر عن الاستدلال الاول بل تضاف اليه .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|