أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1983
التاريخ: 1-07-2015
2394
التاريخ: 1-07-2015
1668
التاريخ: 11-08-2015
1316
|
قال[صاحب التجريد]: ( ولا تصير مبدأ صورة الآخر ، وإلاّ لبطل ما أصّلناه من التعادل ).
أقول: قال بعض الحكماء المشّائين : « إنّ النفس الكاملة بتصوّر حقائق
الأشياء وإدراك الاعتقادات البرهانيّة الجازمة المطابقة الثابتة إذا حصل لها
التنزّه عن العلائق الجسمانيّة والهيئات الرديئة اتّصلت بعد مفارقة البدن بالعالم
القدسي ، والنفس الناقصة بالتقصير إذا ظهر لها النقصان مع فوت سبب الكمال تكون في
كلال ، والقاصرة كانت سالمة للبلاهة ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وآله : « أكثر أهل
الجنّة البله » (1) .
قال شارح الهداية : « هذا هو المشهور بين الجمهور » (2).
وقال أهل التناسخ (3) : إنّما تبقى مجرّدة عن الأبدان النفوس الكاملة التي
خرجت قوّتها إلى الفعل ولم يبق شيء من الكمالات الممكنة لها بالقوّة فصارت طاهرة
عن جميع العلائق الجسمانيّة واتّصلت إلى عالم القدس. وأمّا النفوس الناقصة التي
بقي شيء من كمالاتها الممكنة بالقوّة فإنّها تدور في الأبدان الإنسانيّة وتنقل
من بدن إلى بدن آخر حتّى تبلغ النهاية فيما هو كمالها من علومها وأخلاقها ، وحينئذ
تبقى مجرّدة ومطهّرة عن التعلّق بالأبدان ، ويسمّى هذا الانتقال نسخا.
وقيل : ربّما نزلت من بدن الإنسان إلى بدن حيوان يناسبه في الأوصاف كبدن
الأسد للشجاع والأرنب للجبان ، ويسمّى مسخا.
وقيل : ربّما تنزّلت إلى الأجسام النباتيّة ، ويسمّى رسخا.
وقيل : إلى الجمادية ، كالمعادن والبسائط ، ويسمّى فسخا ، أو بالعكس في
التسمية بالنسبة إلى الأخيرين.
وقد يقال : هي تتعلّق ببعض الأجرام السماويّة للاستكمال.
وبالجملة اختلف الناس هنا ، فذهب جماعة من العقلاء إلى جواز التناسخ في
النفوس بأن تنتقل النفس التي كانت مبدأ صورة لزيد ـ مثلا ـ إلى بدن عمرو ، وتصير
مبدأ صورة له ، ويكون بينهما من العلاقة كما كان بين البدن الأوّل وبينها.
وذهب أكثر العقلاء إلى بطلان هذا المذهب ، كما هو من قطعيّات المذهب.
واختاره المصنّف أيضا ، واستدلّ عليه بأن ... النفوس حادثة ، وعلّة حدوثها قديمة ،
فلا بدّ من حدوث استعداد وقت حدوثها ؛ ليتخصّص ذلك الوقت بالإيجاد فيه ،
والاستعداد إنّما هو باعتبار القابل ، فإذا حدث وتمّ وجب حدوث النفس المتعلّقة به
، فإذا حدث بدن تعلّقت به نفس تحدث عن مبادئها، فإذا انتقلت إليه نفس أخرى مستنسخة
لزم اجتماع نفسين لبدن واحد ، وقد بيّنّا بطلانه ووجوب التعادل في الأبدان والنفوس
حتّى لا توجد نفسان لبدن واحد وبالعكس.
__________________
(1) «
بحار الأنوار » 5 : 128. « الهداية الأثيرية » ضمن « شرح الهداية الأثيرية » : 200
ـ 201.
(2) «
شرح الهداية الأثيرية » : 202.
(3) لمزيد
الاطّلاع عن الأقوال في التناسخ انظر : « شرح حكمة الإشراق » : 476 ـ 496 ؛ «
الأسفار الأربعة » 9 : 1 ـ 56.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|