المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرُمَّاني  
  
3696   05:03 مساءاً   التاريخ: 28-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص191-193
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 2141
التاريخ: 10-04-2015 2304
التاريخ: 25-12-2015 4502
التاريخ: 29-12-2015 5830

أبو الحسن الوراق، كذا قال الزبيدي. وقال التنوخي هو يعرف بالإخشيدي. قال التنوخي وممن ذهب في زماننا إلى أن عليا عليه السلام أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المعتزلة أبو الحسن علي بن عيسى النحوي المعروف بابن الرماني الإخشيدي. قال المؤلف: أرى أنه كان تلميذ ابن الإخشيد المتكلم أو على مذهبه لأنه كان متكلما على مذهب المعتزلة وله من ذلك تصانيف مأثورة وكان إماما في علم العربية علامة في الأدب في طبقة أبي علي الفارسي وأبي سعيد السيرافي. وكان قد شهد عند أبي محمد بن معروف. مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في خلافة القادر بالله. ومولده في سنة ست وسبعين ومائتين. أخذ عن ابن السراج وابن دريد والزجاج. وله تصانيف في جميع العلوم من النحو واللغة والنجوم والفقه والكلام على رأي المعتزلة كما ذكرنا وكان يمزج كلامه في النحو بالمنطق حتى قال أبو علي الفارسي إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء وإن كان النحو ما نقوله نحن فليس معه منه شيء. وكان يقال النحويون في زماننا ثلاثة واحد لا يفهم كلامه وهو الرماني وواحد يفهم بعض كلامه وهو أبو علي الفارسي وواحد يفهم جميع كلامه بلا أستاذ وهو السيرافي.

 وللرماني من التصانيف الأدبية: كتاب تفسير القرآن المجيد كتاب الحدود الأكبر كتاب الحدود الأصغر كتاب معاني الحروف كتاب شرح الصفات كتاب شرح الموجز لابن السراج كتاب شرح الألف واللام للمازني كتاب شرح مختصر الجرمي كتاب إعجاز القرآن كتاب شرح أصول ابن السراج كتاب شرح سيبويه كتاب المسائل المفردات من كتاب سيبويه كتاب شرح المدخل للمبرد كتاب التصريف كتاب الهجاء كتاب الإيجاز في النحو كتاب الاشتقاق الكبير كتاب الاشتقاق الصغير كتاب الألفات في القرآن كتاب شرح المقتضب كتاب شرح معاني الزجاج.

 قرأت بخط أبي حيان التوحيدي في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ وقد ذكر العلماء الذين كانوا يفضلون الجاحظ فقال ومنهم علي بن عيسى الرماني فإنه لم ير مثله قط بلا تقية ولا تحاش ولا اشمئزاز ولا استيحاش علما بالنحو وغزارة في الكلام وبصرا بالمقالات واستخراجا للعويص وإيضاحا للمشكل مع تأله وتنزه ودين ويقين وفصاحة وفقاهة وعفافة ونظافة.

 وقرأت بخط أبي سعد: سمعت أبا طاهر السنجي سمعت أبا الكرم بن الفاخر النحوي سمعت القاضي أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي سمعت شيخنا أبا الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي يقول وقد سئل فقيل له لكل كتاب ترجمة فما ترجمة كتاب الله عز وجل فقال {هذا بلاغ للناس ولينذروا به}.

 وقال أبو حيان: سمعت علي بن عيسى يقول لبعض أصحابه لا تعادين أحدا وإن ظننت أنه لن ينفعك فإنك لا تدري متى تخاف عدوك أو تحتاج إليه ومتى ترجو صديقك أو تستعلي عنه وإذا اعتذر إليك عدوك فاقبل عذره وليقل عيبه على لسانك.

 قال أبو حيان: ورأيت في مجلس علي بن عيسى النحوي رجلا من مرو يسأله عن الفرق بين من وما ومن ومم فأوسع له الكلام وبين وقسم وفرق وحد ومثل وعلق كل شيء منه بشرطه من غير أن فهم السائل أو تصور وسأل إعادته عليه وإبانته له ففعل ذلك مرارا من غير تصور حتى أضجره ومن حد الحلم أخرجه. فقال له: أيها الرجل يلزمني أن أبين للناس وأصور لمن ليس بناعس وما علي أن أفهم البهم والشقر والدهم مثلك لا يتصور هذه المسألة بهذه العبارة وهذه الأمثلة فإن أرحتنا ونفسك فذاك وإلا فقد حصلنا معك على الهلاك قم إلى مجلس آخر ووقت غير هذا. فأسمعه الرجل ما ساء الجماعة، وعاد بالوهن والغضاضة ووثب الناس لضربه وسحبه فمنعهم من ذلك أشد منع بعد قيامه من صدر مجلسه ودفع الناس عنه وأخرجه صاغرا ذليلا مهينا والتفت إلى أبي الحسن الدقاق وقال له متى رأيت مثل هذا فلا يكونن منك إلا التؤدة والاحتمال وإلا فتصير نظيرا لخصمك وتعدم في الوسط فضل التمييز وأنشأ يقول: [الوافر]

 (ولولا أن يقال هجا نميرا ... ولم يسمع لشاعرها جوابا)

 (رغبنا عن هجاء بني كليب ... وكيف يشاتم الناس الكلابا)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.