المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

انـواع الرقابـة السـتراتيجـية
24-5-2022
Overview of the production of plosives
30-6-2022
الآثار البيئية على الاقتصاد - النمو الاقتصادي
2023-03-10
مراحل تطور المدن - مرحلة النمو
29-9-2020
Alkylation of Enolate Ions
18-11-2019
أنت الخاسر الوحيد من وراء فقدانك لأعصابك
11-4-2017


حسن لقاء الناس / المعانقة  
  
1369   02:21 صباحاً   التاريخ: 25-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص363 ـ 364
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-03 1046
التاريخ: 28-3-2021 2986
التاريخ: 2024-11-18 367
التاريخ: 4-6-2022 2017

يمثل اللقاء والإلتقاء بالناس مقدمة التعامل معهم، ومن شأن هذه المقدمة أن توسم بالحسن والجمال لكي تحسن معاملتهم، ألا يرى الواحد منا كيف تقابل الوردة ناظرها وتلتقيه؟ إنها تلقاه بألوانها الجميلة، ورائحتها الزكية، وهكذا يجب أن يكون حال الإنسان في لقائه الناس والتقائه بهم، كما الوردة، يلتقي بهم بحسن وجمال، ومن حسن اللقاء بالناس: حسن البشر، وطلاقة الوجه، والتبسّم، والبشاشة، وطيب الكلام، ومن آداب حسن اللقاء بالناس: المعانقة.

من المستحب في لقاء الإخوان والمؤمنين: المعانقة، وهي جعل اليدين على العنق والضم الى الصدر. وحين المعانقة المخلصة يشعر كل من المتعانقين بدفء الأخوة والمودة والوئام بينهما، بل لو كان في قلب كل منهما شيء على الآخر فإن من شأن المعانقة ان تذيب ذلك الشيء وأن تعيد المياه الى رَوقها السابق: أي ترجعهما الى حالة التصافي والصفاء التي كانا عليها.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك الا وجه الله، ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا، قيل لهما: مغفوراً لكما، فاستأنفا) (1).

ويقول (عليه السلام) ايضاً: (أيما مؤمن خرج الى أخيه يزوره عارفا بحقه، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة، وإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه) (2).

ويقول (عليه السلام): (إن من تمام التحية للمقيم المصافحة، وتمام التسليم على المسافر المعانقة) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأصول من الكافي، ج2، ص184.

(2) المصدر السابق، ص184.

(3) المصدر السابق، ص646. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.