المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك
11-8-2016
تقدّم الشيعة في علم أصول الفقه
2-5-2018
عصمة أمير المؤمنين عليه السلام
2024-07-12
قطف ثمار الزيتون
2023-08-04
تعريف كلمة التفسير
13-10-2014
موعد زراعة الفول (الباقلاء)
10-4-2016


حسن لقاء الناس / المصافحة  
  
1839   01:57 صباحاً   التاريخ: 9-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 361 ـ 362
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يمثل اللقاء والإلتقاء بالناس مقدمة التعامل معهم، ومن شأن هذه المقدمة أن توسم بالحسن والجمال لكي تحسن معاملتهم، ألا يرى الواحد منا كيف تقابل الوردة ناظرها وتلتقيه؟ إنها تلقاه بألوانها الجميلة، ورائحتها الزكية، وهكذا يجب أن يكون حال الإنسان في لقائه الناس والتقائه بهم، كما الوردة، يلتقي بهم بحسن وجمال، ومن حسن اللقاء بالناس: حسن البشر، وطلاقة الوجه، والتبسّم، والبشاشة، وطيب الكلام.

ومن الآداب الحسنة في لقاء الإخوة والناس ـ بعد السلام ـ التصافح أو المصافحة، وهي أن يمسك كل من الشخصين المتلاقين كف الآخر بالطريقة المتعارف عليها، والمعروفة بين الناس.

ورب سائل يسأل: وما الداعي الى المصافحة؟ وما فائدتها؟ إن المصافحة المخلصة تعبير عن الإخاء والسلم والوئام بين الشخصين الملتقين، وهي ليست حركة فارغة يؤديها المرء بشكل ميكانيكي مجرد، بل هي ذات معنى ومغزى، ومغزاها التعبير عن حالة الإخاء والحب والموافقة والوئام مع الشخص الآخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنها تعمل على إزالة الأوزار والاحقاد والسخائم والاغلال النفسية من قلبي الشخصين المتصافحين.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب) (1).

ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (صافحوا فإن التصافح يُذهب بالسخيمة) (2).

ويقول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (تصافحوا فإنه يذهب بالغل) (3).

هل تحمل في قلبك شيئا ما على أخ من إخوانك، أو على شخص من الناس؟ أو هل يحمل عليك شخص آخر شيئا ما في قلبه؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فلتجرب المصافحة معه، فإن من شأن المصافحة ان تصهر الجليد المتراكم على بوابة قلبك وبوابة قلبه.

والمصافحة ليست وسيلة لجلي الأغلال عن القلوب فحسب، بل هي وسيلة لجلي العدوان عنها، فرب أمرئ يصافح عدوه فيتحول هذا العدو الى ولي حميم له.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (صافح عدوك وإن كرِه، فإنه مما أمر الله - عز وجل - به عباده، ويقول: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35]، ما تكافى عدوّك بشيء أشد عليه من ان تطيع الله فيه) (4).

وفيما يرتبط بالمصافحة بين الجنسين لا يجوز للرجل ان يصافح المرأة التي هي غير ذات محرم (*) بالنسبة له كما لا يجوز للمرأة ان تصافح الرجل غير ذي المحرم بالنسبة لها، إلا من وراء الثوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج76، ص20.

(2) اصول الكافي، ج2، ص182.

(3) بحار الأنوار، ج77، ص165.

(4) المصدر السابق، ج71، ص421.

(*) المرأة ذات المحرم بالنسبة للرجل هي التي لا يجوز له أن يتزوجها، وغير ذات المحرم هي التي يجوز له أن يتزوجها، والرجل ذو المحرم بالنسبة للمرأة هو من لا يجوز لها أن تتزوجه، وغير ذي المحرم هو من يجوز لها أن تتزوجه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.