تفسير قوله تعالى : { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ..} |
1964
04:56 مساءاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1370
التاريخ: 6-12-2015
1746
التاريخ: 14-06-2015
2673
التاريخ: 12-06-2015
2545
|
قال تعالى : { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ
مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل
عمران : 146]
{وَكَأَيِّنْ} الظاهر
من المغني وشرح الكافية للشيخ الرضي اتفاق النحويين وأمثالهم على انها مركبة من
كاف التشبيه و«أي» الموصولة ورسمت النون للمحافظة على التنوين في الأصل وانها صارت
بعد التركيب اسما يفيد معنى «كم» الخيرية والتكثير وان خالفتها من وجوه وان محلها
الابتداء وما بعد تمييزها خبرها وعلى ذلك جرى مجمع البيان بل وظاهر التبيان وأما
الكشاف فلم يتعرض في تفسيره لشيء من ذلك أقول ان لم يجدوا منها في موارد
استعمالها معنى كاف التشبيه ومعنى «اي» فمن أين جاؤوا بحديث تركيبها وأصلها وصيرورتها
بالتركيب اسما فإن العرب لا يتحدثون ولا يحدثون بمثل ذلك وإنما يستعملون ما في
لغتهم بمقتضى غريزتهم العربية وعلى رسلهم بدون تحليل.
وإذا كانوا يجدون منها معنى جزءيها
فلما ذا يقولون انها صارت اسما ولماذا لا يجرون على مقتضى جزءيها. وقد جاءت في
القرآن الكريم سبع مرات كما في الآية وسور يوسف 105 والحج 44 و47 والعنكبوت 60 ومحمد
(صلى الله عليه واله وسلم) 14 والطلاق 8 قال حسان :
كأين قد
أصيب غداة ذاكم |
من ابيض
ماجد من سر عمرو |
|
وقد تسهل همزتها وتكون على وزن فاعل
كقول زهير في معلقته :
وكائن
ترى من صامت لك معجب |
زيادته
او نقصه في التكلم |
|
{مِنْ نَبِيٍ} تمييز وبيان {قاتَلَ} خبر {مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} «ربيون» فاعل لقاتل وفي الكشاف ومجمع البيان جواز ان يكون الفاعل ضمير يعود للنبي و«معه ربيون» جملة حالية لقاتل ويدفع ذلك ان الجملة الاسمية تحتاج في كونها حالا إلى ربطها بالواو او بها مع الضمير.
واما الاكتفاء بالضمير وحده فهو من الضعيف الذي يجل عنه قدر القرآن الكريم. والزمخشري يصرح بالضعف في نحوه. اما الربيون ففي الكشاف ان الربي كالرباني هو المنسوب إلى الرب وكسرت الراء من تغيير النسب. يعني ان النسبة تكون معها تغييرات كثيرة في بناء الكلمة حتى في أولها كما يقال في المنسوب إلى الدهر دهري بضم الدال. وبصريّ بكسر الباء وتوافقه احدى الروايتين عن ابن عباس. وقد اختلفت الرواية في تفسير الربي ففي الدر المنثور عن ابن عباس علماء كثير وعنه ايضا جموع. والجموع الكثيرة. وعن ابن مسعود ألوف.
وفي
التبيان الربي عشرة آلاف وهو
المروي عن أبي جعفر يعني الباقر (عليه السلام) ولم
أجد الرواية وكأنها من رواية أبي الجارود في تفسيره وهو ضعيف.
وعن العياشي عن
منصور بن الصيقل عن الصادق (عليه السلام) ألوف
الألوف.
ومنصور مجهول الحال ورواية العياشي عنه
مرسلة. وفي تفسير القمي الربيون الجموع الكثيرة والربوة الواحدة عشرة آلاف. وفي
القاموس الربوة بالكسر عشرة آلاف والربي واحد الربيين وهم ألوف من الناس. وعليه
فنسبة الربي الى الربوة يحتاج إلى تصرف زائد بقلب الواو ياء ثم حذف الياء مع ان
ظاهر الآية توبيخ اصحاب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في احد لأجل وهنهم
بفرارهم وعدم صبرهم في الجهاد في سبيل ربهم وحماية الدين مع ان اصحاب النبيين
قاتلوا معهم فما عراهم ذلك فإذا كان اصحاب كل نبي ينسبون إلى الربوة والجموع
الكثيرة وعشرات الألوف لم يأخذ التوبيخ موقعه من الحجة لأن الجموع الكثيرة والعشرات
من الألوف فما زاد إلى ألوف الألوف يعتزون بحسب العادة بكثرة جموعهم وعدد ألوفهم
مضافا إلى كون وصفهم بالكثيرين لا فائدة فيه وبهذا تزداد الرواية ضعفا واستيجابا
للاطراح اللهم إلا ان يقال انهم ينسبون إلى الربوة وعشرات الألوف فما زاد باعتبار
تكرر المعارك الكثيرة مع ذلك النبي وتناوب المجاهدين وفي جميعها يثبتون. وفيه بعد.
وعليه يكون المعنى وكم من نبي قاتل معه في جهاده كثيرون فثبتوا وصبروا على ما
أصابهم فما لكم لم تصبروا ولم يثبت منكم إلا اثنان ونحو ذلك. وعلى قول الكشاف ايها
المنتسبون إلى الرب والجهاد في سبيل ربهم لماذا فررتم ولم تصبروا كما صبر الكثيرون
من المنتسبين بالإيمان والطاعة إلى ربهم الذين جاهدوا في سبيل ربهم مع الأنبياء {فَما
وَهَنُوا لِما} اي لأجل ما {أَصابَهُمْ} من
شدائدالحرب والجهاد { فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وما ضَعُفُوا} وهذا يدل على ان معنى الوهن
اما ما هو قريب في المعنى من الضعف او هو قسم خاص منه فإن محض التأكيد بالمترادفين
بعيد فيمكن ان يراد فما اختل نظام اجتماعهم ولم يعرض لهم الهلع وخمود العزائم وما
ضعفت أبدانهم لكونهم استسلموا للرعب والخوف وروعة الحرب {ومَا اسْتَكانُوا} الاستكانة
الذل والخضوع. ويحتمل ان يكون ذلك تعريضا بما يروى من ان بعضا هموا بأن يوسطوا عبد
اللّه بن سلول ليطلب لهم الأمان من قريش. بل ان الربيون صبروا صبر الكرام في
حروبهم {واللَّهُ
يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وكفاهم
بذلك فضلا وفخرا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|