السياحة

بدأ مفهوم السياحة بالتبلور والوضوح بعد أن استقرت الدول المتقدمة واصبح للشعوب وقت فراغ للسفر والتجوال من اجل المتعة والترويح والاطلاع والتثقف، وهذا ما ذكره (الشاكري، 2007: 70) حيث سلط الضوء على البداية الحقيقية للسياحة بمفهومها الحالي فذكر انه بعدما نفضت أوربا غبار حروبها وتحررت بلدانها من قوقعة العزلة التي وصلت الى عزل كل بلد عن جيرانه من البلدان، بدأت حركة السفر بالشروع وبدأت مفاهيم السياحة بالبروز وأخذت تتطور اقتصاديا وواقعيا وعلميا. ومن هذا المنطلق أخذت المؤسسات السياحية والدول وانتقالا الى الشعوب تتحسس وتلمس أهمية هذه الاتجاهات الحضارية والاقتصادية الجديدة، فبدأت تهتم بما خلفت أجيالها السابقة من المواقع والآثار والكنائس واخذت على عاتقها إبراز ونشر وتعليم الثقافة السياحية بين شعوبها لجذب الزوار لدولها. 

ولذلك هناك الكثير من التعاريف التي ظهرت للسياحة ويختلف احدها عن الاخر لاختلاف الزاوية التي ينظر منها الى السياحة، فالبعض عرفها من ناحية انها ظاهرة اجتماعية واخرون عرفوها من ناحية انها ظاهرة اقتصادية، ومنم من ركز على دورها في العلاقات الثقافية والإنسانية والسياسية سواء على الصعيد المحلي او الدولي.

استمرت محاولات إيجاد تعريف للسياحة منذ أوائل القرن العشرين فمن التعاريف الأولى التي ظهرت هو التعريف التالي عام 1905 والذي يقول بأنها ظاهرة عصرية تنبثق من الحاجة المتزايدة للراحة والى تغيير الهواء والى مولد للإحساس بجمال الطبيعة، ونمو هذا الإحساس وإلى الشعور بالبهجة والمتعة والإقامة في مناطق لها طبيعتها الخاصة وأيضا الى نمو الاتصالات وبالأخص بين الشعوب واوساط مختلفة من الجماعات الإنسانية، وهي الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة سواء كانت كبيرة او متوسطة او صغيرة وثمرة تقدم وسائل النقل. (كامل ، 1975 : 14). 

ان السياحة حسب تعريف منظمة السياحة العالمية للأمم المتحدة اخذت مفهوم ما بعد الصورة الشكلية المبسطة لـ (صناعة العطلة) فالتعريف الرسمي المقبول للسياحة هو: السياحة تشمل الفعاليات لأشخاص يسافرون الى أماكن يبقون بها خارج بيئتهم المعتادة لمدة ليس أكثر من سنة واحدة للراحة، العمل، وللأغراض الأخرى) (Goldner12thedition: 5)

كما عرفت السياحة بانها ترحال الناس للمتعة او لقضاء الاعمال والبقاء في الخارج على الأقل اكثر من ليلة (Donald , 1976 : 6)

كما تم ذكر السياحة أيضا كما يلي:

إن السياحة تتمثل بانتقال الأفراد من أماكن إقامتهم المعتاد إلى أماكن أخرى لغرض الحصول على خدمات وسلع وبيئة حياتية تحقق لهم اشباعا في رغباتهم خلال مدة اقامتهم المؤقتة في تلك الأماكن لصعوبة او تعذر الحصول على مثل تلك السلع والخدمات والبيئات التي يبغونها في أماكن اقامتهم الدائمة كأماكن الاسترخاء والمناظر الطبيعية والأماكن التاريخية. (صالحي، 2002 ، عدد 49 : 140).

 واستقر رأي معظم الباحثين في علم السياحة على ان اول تعريف "علمي" غطى سمات السياحة الرئيسية هو التعريف الذي اطلقه الأستاذ "هونزيكير" السويسري رئيس الجمعية الدولية لخبراء السياحة العلميين في بحث له نشره بالألمانية عام 1959والذي ذهب فيه إلى ان السياحة هي:

"مجموع العلاقات والظواهر التي تترتب على سفر وعلى إقامة مؤقتة لشخص اجنبي في مكان ما طالما ان هذه الإقامة المؤقتة لا تتحول إلى إقامة دائمة وطالما لم ترتبط هذه الإقامة بنشاط يغل ربحا لهذا الأجنبي" وقد أوضح "هونزيكير" في شرحه لهذا التعريف انه من وجهة النظر الاقتصادية فالسائح (مستهلك بحت). (كامل ، 1975 : ص 15 – 16) 

كما عرفت أيضا بأنها ظاهرة طبيعية من ظواهر العصر الحديث، والاساس فيها الحاجة المتزايدة للحصول على الاستجمام وتغيير الجو والوعي الثقافي المنبثق عن تذوق جمال المشاهد الطبيعية. (NEGI , 1990 , 152).