الإخراج والجهاز الاخراجي في الحشرات

هي من العمليات الفسيولوجية الهامة في حياة الحشرات للمحافظة على الصفات الخاصة بالوسط الداخلي للجسم وتنظيم التركيب الأيوني للدم ولخلايا وانسجة الجسم. يتم من خلالها عزل او طرد المواد الضارة والعديمة القيمة غير المرغوب بوجودها بداخل الجسم حتى لا تسبب تراكمها حدوث الضرر او التسمم، او بالاحتفاظ بها وتخزينها في أعضاء متخصصة (اذا لم تتمكن اعضاء الاخراج طردها خارج الجسم)، او بإعادة امتصاص بعض عناصرها المفيدة للجسم بعد تحليلها لنواتج بسيطة غير معقدة غير سامة.

أعضاء الجهاز الاخراجي:

تتخلص الحشرات من المواد السامة بصورة رئيسية عن طريق انابيب ملبيجي، يساعدها في ذلك جدار الجسم وزوائده حيث تترسب فيهما هذه المخلفات في صورة صبغات. ويعتبر الجسم الدهني وغدد الرأس (الغدد الشفوية) والخلايا الكلوية (النفروسایت) من الأعضاء التي تقوم بوظيفة اخراجية. كما يقوم المستقيم (من اجزاء المعي الخلفي) بإعادة امتصاص الماء من الفضلات، (الشكل التالي). ويعد حمض البوليك من مواد الإخراج الأساسية وأهم النواتج النيتروجينية السامة الناتجة من عمليات التمثيل الغذائي للبروتين في صورة بلورات غير قابلة للذوبان في الماء. كذلك اليوريا والأمونيا والأكسالات.

شكل يبين التركيب الأساسي لأجزاء القناة الهضمية في الحشرات وكيفية اتصالها بكل من أنابيب ملبيجي والغدد اللعابية.

- الجسم الدهني: ينشأ من طبقة الميزودرم حيث يتركب من تجمع مفكك او مدمج متماسك غير منتظم من خلايا مستديرة او عديدة الأوجه ذات انوية مستديرة او بيضاوية داخل غلاف غشائي من نسيج ضام، كما يحتوي على فجوات عادة ما تترتب على هيئة شرائط او رقائق غير منتظمة. يأخذ الجسم الدهني ألوان مختلفة قد يكون ابيضا او اصفرا او برتقاليا او اخضرا. توجد خلايا الجسم الدهني موزعة في طبقتين: طبقة خارجية جدارية تبطن جدار الجسم، وهي تقع أسفل خلايا البشرة وبين طبقة العضلات التي تقع اسفلها، وخلايا هذه الطبقة تكون فردية أو في مجاميع قليلة او كثيرة وطبقة داخلية حشويه تحيط بالأحشاء وأجهزة الجسم الداخلية، وخلايا هذه الطبقة تكون في صورة فصوص سميكة غير منتظمة وكثيرة العدد، يتغير شكل وتركيب الجسم الدهني اثناء دورة حياة الحشرة، حيث يفقد تركيبه الخلوي ويأخذ شكل المدمج الخلوي. يوجد نوعان رئيسيان من خلايا الجسم الدهني هما: (أ) الخلايا المغذية، وهي تكون الجزء الأكبر من الجسم الدهني وهي ذات أنوية صغيرة بها فجوات قليلة تقوم بتركيب وتخزين الغذاء الاحتياطي من النشا الحيواني (الجليكوجين) والبروتين والدهون لحين الحاجة اليها عند فترات الجوع او الطيران السريع وطويل الفترة (في حالة الهجرة) او خلال فترات السكون او الكمون. كما تستغل هذه المواد المخزنة في انتاج المواد اللازمة لتكوين جدار الجسم وغيره من الأنسجة الجديدة اثناء تطور الحشرة او تكوين البيض في اناث الحشرات التي لا تتغذى اطلاقا اثناء طورها البالغ. تقوم هذه الخلايا ايضا بالتهام الاجسام الغريبة (ظاهرة البلعمة) التي تتكون خلال عمليات التمثيل او عند الإصابة ببعض الكائنات الحقيقة. و(ب) خلايا اليوريا، وهي قليلة العدد مبعثرة بين الخلايا المغذية في الجسم الدهني، تقوم باستخلاص بلورات حمض البوليك من الدم وسائل الجسم.

- المعي الخلفي: يكون للمعي الخلفي دورا هاما في الاخراج وربما يكون العضو الأساسي في هذه العملية في مجموعات خاصة من الحشرات حيث تتراكم بلورات حمض البوليك في جدار المعي الأوسط في الحشرات ذات الذنب القافز (الكولمبولا)، وتتخلص منها الحشرة بصورة دورية عند تجديد طبقة الخلايا الطلائية المبطنة لها كما تتراكم بلورات حمض البوليك في جدار ومحتويات المعي الخلفي في الصرصور الأمريكي.

- الغدد الشفوية: في الحشرات ذات الذنب القافز (الكوليمبولا)، تنعدم أنابيب ملبيجي، توجد غدد في الرأس تسمى الغدد الشفوية هي عبارة عن كيس صغير يخرج منه قناة ملتوية ذات خلايا تشبه خلايا أنابيب ملبيجي وظيفيا ويتصل بها بالقرب من قاعدتها غدة اخرى مساعدة، تمتد بعد ذلك القناة لتفتح في قاعدة الشفة السفلى. تقوم هذه الغدد باستخلاص الصبغات من الدم. كما أنها تساعد في التخلص من الماء الزائد عن طريق فتحة الشفة السفلى.

- الخلايا الخمرية (الأيونوسایت): تنشأ من طبقة الاكتودرم او من خلايا البشرة توجد بالقرب من الفتحات التنفسية البطنية وهي ذات ألوان متعددة بني، احمر، اصفر. تنمو منها امتدادات سيتوبلازمية تشبه الاقدام الكاذبة حيث يبدو السيتوبلازم داخلها غير منتظم ومملوء بالفراغات، كما تتفرع انويتها. وظيفة الخلايا هي تنقية الدم من المواد الغريبة وبإفراز الانزيمات التي تذيب المواد المخزونة في الجسم الدهني عند زيادة حجم الحشرة عند كل انسلاخ. تفرز ايضا البروتين الدهني الذي يكون الجليد السطحي.