المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
معنى السفيه
2024-04-30
{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شي‏ء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا}
2024-04-30
مباني الديك الرومي وتجهيزاتها
2024-04-30
مساكن الاوز
2024-04-30
مفهوم أعمال السيادة
2024-04-30
معايير تميز أعمال السيادة
2024-04-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عوامل دفع الابداع في أدب الأطفال / جوائز أدب الاطفال  
  
2011   12:13 صباحاً   التاريخ: 13-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص263 ـ 274
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 1812
التاريخ: 19-6-2016 1673
التاريخ: 2023-03-01 712
التاريخ: 18/10/2022 931

لا شك ان هناك العديد من العوامل الأساسية التي تعمل على دفع حركة الإبداع، وتوسيع دائرة نشاطه، وفعالياته في ميدان أدب الأطفال، وتساعد على الارتقاء الكبير بمستوى تقديم هذا الأدب وانتشاره، الذي يعني انتشار تجارب مبدعيه بشكل واسع وأكيد..

ومن بين أبرز هذه العوامل، جوائز أدب الأطفال..

إن خلق المنافسة الإبداعية بين أدباء وكتاب ورسامي أدب الأطفال، مسألة حـيـويـة لتوسيع قـواعـد هذا الأدب، وتـطـويـر أساليبه التعبيـريـة والتجسيدية في الكتابة والرسم بشكل متواصل، ويساعد على تنمية المواهب الجديدة وتحفيزها على مواصلة التطور عبر التوسع بالخبرة، وإجادة المهارات والتقنيات الفنية والأسلوبية وإطلاق المخيلة لمديات أوسع في عمليات الإبداع الأدبي والفني للطفولة، مع الاستمرار في تصعيد الدوافع الذاتية في هذا الإبداع، والإخلاص لها، وتعميقها في روح المبدع، للوصول بها إلى حالة متقدمة وعميقة من (الصنعة) والإبداع. . لتأخذ بذلك صيغتها المثلى في مخاطبة الطفل، وسبيلها الصحيح إلى (التخصص) في هذا الخطاب.. بعد إدراك هذا الخطاب، إدراكاً كاملاً، والتفنن في لغته، وسبل صياغته وإطلاقه وتوجيهه، الوجه الصحيح الذي يأخذ مداه، وفاعليته إلى وجدان الطفل، والتأثير في هذا الوجدان، والتفاعل معه، على قدر كبير من التفاعل الحي بين روح المبدع وروح المتلقي.. والانتقال بهذا التفاعل من حالته العميقة إلى حالة أعمق، يشعر المبدع من خلالها ان علاقته بالطفل علاقة إنسانية وروحية وأخلاقية لا يمكن الانفكاك منها.. وان مشاكل الطفل مشاكله، وقضايا الطفل قضاياه، وان واقع الطفل، والإحاطة به، والإبداع له، يشكل هاجساً أساسياً من هواجسه، وان هذا الهاجس الذي كان يأتيه بين الحين والحين، ليشعره بالطفل، ويدفعه إلى الإبداع له، أصبح شغله الشاغل.. وهماً عاماً له، هو همه الإبداعي الذي يشغله في الحياة، ويستولي على تفكيره، وخيالاته، وتأملاته، ونشاطاته. واطلاعاته بصورة عامة..

وبذلك فقد انتقلت حالة المبدع، من حالة الرؤية العميقة للطفل، إلى حالة التلبس بعوالم الطفل وروحه والتماهي معه.. وبذلك أيضا انتقلت حالة التلقي التقليدي، والاستمتاع بهذا التلقي، إلى حالة النشوة الجمالية، في الاندماج الكامل مع المبدع، في إبداعه الفني في صدمته الادهاشية، بحيث يشعر الطفل، إزاء ذلك، شعوراً كاملاً، انه قد ساهم إلى حد ما في إيجاد هذا الأثر الفني، والإسهام في صياغته، شعورياً وحسياً، في عملية شعورية وحسية متبادلة بين المبدع وبين الطفل، تبدأ بإحساس المبدع وشعوره بما يختلج في أعماق الطفل، وما يفرزه من تطلعات، وتفاعل ذلك في داخل المبدع عبر الإسهام والاستلهام الروحي والفني، الذي ينتهي به الحال إلى صياغته التعبيرية في الأثر الفني، وانتقال هذا الأثر إلى أعماق الطفل ومداعبتها والاندماج معها بحصول المتعة الجمالية والانشداد الروحي، والانفعال النفسي، الذي هو انعكاس واضح للمتعة الجمالية، والانشداد الروحي ، والانفعال النفسي للمبدع، في حالته الإبداعية خلال صياغته لهذا الأثر الفني..

من هنا يتعمق الاندماج الروحي والنفسي والحسي والفني والجمالي بين المبدع وبين الطفل، وتظهر ملامحه وآثاره في تلك العلاقة الإبداعية المشتركة بين الطرفين، والمبنية على أساس الفهم العميق والاستجابة لهذا الفهم، في محورين فرعيين ينتهيان إلى محور أوسع، هو محور الطفل والإبداع.. إذ نـجـد فـي الـمـحـور الأول: الإبداع حـيـن يـفـهـم الـطـفـل ويستجيب له.. ونجد في المحور الثاني: الطفل حين يفهم الإبداع ويستجيب له.. وهكذا نفهم العلاقة الإبداعية المشتركة بين المبدع وبين الطفل، وننطلق بذلك الفهم من منطلق واسع ينظر إلى المبدع والطفل بمنظور واحد، ومن جهتين محددتين، تختلفان وتتفقان في آن واحد، في هذا المنظور، الذي يرى المبدع كمبتكر، والطفل كملهم، ومحفز على هذا الابتكار، من جهة.. ويرى المبدع كمبتكر ومرسل، والطفل كمدار، ومستلم لهذا الابتكار من جهة أخرى.. وفي الحالين تتوضح لنا معاني العلاقة الإبداعية العميقة بين المبدع وبين الطفل..

ولكي نكتشف هذه الحقيقة، ونطل على حدودها، ونصل إلى معانيها، ونحدد دلالاتها الموضوعية والفنية، نحتاج إلى قياسات محددة، وأدوات للملاحظة والفحص، وشرائط معاينة واقعية، إلى آليات الإبداع في مجال الطفولة، وآليات تلقيه من قبل الطفل، لنصل إلى النتائج الصحيحة.

وهذا لا يتم دون وجود المعايير النقدية للنقد المتخصص في أدب الأطفال، الذي يضع الاسس الصحيحة، والمنطلقات الفنية الحقيقية للإبداع الموجه للطفولة، من خلال رؤيته النقدية الدقيقة التي تعاين الواقع الإبداعي لهذا الأدب، وتراقبه، وتلاحظه، وتتفحصه جيدا.. ولا تترك شاردة أو واردة فيه إلا وتضعها في المعيار النقدي، الذي يقيمها ويقومها، ويشخص ضعفها وقوتها، ويدفع بما هو صحيح فيها إلى صحته، ويمنع الدخول إلى عالم هذا الأدب من قبـل الـطـارئـيـن والـذيـن لا يـدركـون حقيقته..

وبهذا يمكن ان يسير هذا الأدب مساراً صحيحاً نوعاً ما، ويظهر فيه الإبداع الحقيقي، ويتميز عن غيره من (الأدب) الذي يستغفل الطفل، ولا يرتقي إلى ذائقته ومخيلته..

إلا أن النقد في ميدان أدب الأطفال يشكل غياباً واضحاً عن هذا الميدان، وهذا الغياب قد أصاب أدب الأطفال بانتكاسات عديدة، من خلال ذلك الكم الهائل من الكتابات الخاطئة التي تظهر هنا وهناك تحت واجهة أدب الأطفال.. وهي لا تنطلق من المنطلقات الحقيقية لهذا الأدب الصعب، ولا يستجيب لأبسط شروط الكتابة للأطفال..

ومع ان النقد لا بديل عنه في تنقية الجيد عن الرديء في الكتابات التي تخاطب الطفل، إلا إننا بغياب هذا النقد يمكن ان نحتكم إلى المعايير الصحيحة للإبداع، من خلال انفعال الطفل مع الكتابات التي تثيره وتشده إليها.. ويمكن اعتبار المسابقات الإبداعية وتخصيص الجوائز للكتابات المتميزة في هذا الميدان، حالة صحية يمكن لها ان تسد جانباً من الفراغ، وليس كل الفراغ الذي خلفه غياب النقد.. من خلال حالة النقد والتقييم التي تتخذها اللجان المشرفة على أنشطة المسابقات والجوائز.. مع ان بعض هذه اللجان، في البعض من وقائعها لا تنطلق من المعايير الحقيقية للتقييم، وتحكمها في بعض الأحيان المعايير الشخصية، وبعض الدوافع السياسية الضيقة، وتلجأ في بعض التقييمات إلى اعتبارات أخرى خارج إطار النص المرشح لهذه المسابقة أو تلك..

ومع ذلك فان وجود هذه الفعاليات أفضل من عدمها، برغم السلبيات التي تفرزها، والأخطاء التي ترتكبها (علناً)، إلا انها بسلبياتها وايجابياتها، التي تختلف نسبها ومقاييسها من فعالية إلى أخرى، تمثل حراكاً نشطاً لواقع أدب الأطفال.. ومجالاً مهماً لتسليط الضوء على هذا الأدب وتنشيط مفاصله.. وإثارة النقاش والجدل حوله.. وهذا وحده يشكل فضيلة مهمة من فضائل هذه الفعاليات..

إن الفعاليات الخاصة بمسابقات وجوائز أدب الأطفال في الوطن العربي، ضعيفة إلى حد ما، بالقياس إلى الفعاليات المشابهة في الدول المتقدمة.. وما يقام من فعاليات في هذا المجال في الأقطار العربية، يأتي اغلبه دعائياً، أو إعلاميا، أو لأغراض سياسية، أو ثقافية، أو اجتماعية محصورة في نطاق معين، ولا ترقى بالقيمة الحقيقية لأدب الأطفال.. إلا ان ما يدعونا إلى التفاؤل، هو وجود العديد من الفعاليات الجيدة والجادة في هذا المجال تقام هنا وهناك.. والتي يتواصل بعضها وبعضها الآخر اختفى بريقه، على الرغم مما تركه من أثر طيب في هذا الاتجاه خلال سنوات عديدة..

ومن بين الفعاليات التي برزت: (جائزة الملكة نور لأدب الأطفال) و(جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال) في الأردن، و(جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال) في مصر، و(جائزة أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل العربي) في الأمارات العربية المتحدة..

وإلى جانب هذه الجوائز هناك جوائز عامة متنوعة، وضعت ضمن أبوابها جائزة خاصة لأدب الأطفال مثل (جائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداعات المرأة العربية في الأدب) في الأمارات العربية المتحدة، والتي تضمنت (مسابقة خاصة لأدب الأطفال).. وغيرها من الجوائز الأخرى..

وبالإضافة إلى هذه الجوائز، هناك جوائز ومسابقات محلية أخرى تقام بشكل دوري ومحدود في بعض الأقطار العربية، كمسابقات (دار ثقافة الأطفال) في العراق..

والمتابع لأبرز هذه الجوائز التي ذكرناها، ان أسماءها ارتبطت بأسماء الملوك والأمراء والشيوخ والمسؤولين في الدول التي أنشأت هذه الجوائز، وهذا شيء حسن، وحسن جداً ان نرى الاهتمام المباشر بأدب الأطفال ودعمه، وتعضيده، وهو يأتي من أعلى المستويات في السلطات الحاكمة في هذه الدول.. وذلك لما يحتاجه أدب الأطفال من دعم مادي كبير، ودعم معنوي واسع، ورعاية متواصلة.. لكي يبقى ميدانه ميداناً نشطاً وحيوياً.. غير أن هذه الجوائز لم ترتكز على قواعد ثابتة، وتقاليد واضحة في توجهاتها الفنية، التي تديم صلتها بأدباء وأدب الأطفال.. فيأتي بعضها نشطاً وفاعلاً في بدايته، ويخف حماسه ويضعف شيئاً فشيئاً، وكأنها جاءت لأهداف محدودة، تنتهي وتتوقف فعالياتها بمجرد ان تتحقق تلك الأهداف، وتصل إلى غاياتها في المدى القريب..

كان الأولى بالمسؤولين عن إدارة هذه الجوائز وشؤونها - ان كانت هناك إدارات تذكر - التزام الدقة والجدية والحرص الشديد، في وضع البرامج الممكنة، والخطط العملية الناجحة في توجهها لمنح الجائزة وإدامتها.. ويتم ذلك من خلال التخطيط الصحيح لاستراتيجية العمل، لتكون هذه الجائزة تقليداً أصيلاً ومتواصلاً مع تواصل فعاليات وإبداعات أدب الأطفال في وجوده المادي والمعنوي في حياة المجتمع الثقافية، ولتأخذ هذه الجائزة قيمتها الكبيرة، ومعناها الحقيقي في حياة المبدع ولا نستثني من ذلك جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال، التي أخذت ترسخ وجـودهـا في السنوات الأخيرة، حيث راحت تعمـق تـقـالـيـدهـا ووجودها الحقيقي وصلتها الحقيقية بأدب الأطفال من خلال التواصل والتعمق في اتجاهات الجائزة.

ولا ننسى في هذا المجال دور الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وكافة الاتحادات والجمعيات والروابط والمنظمات الأدبية والثقافية في الوطن العربي، وما يجب ان تضطلع به من مسؤوليات وواجبات كبيرة، في إيجاد الصيغ العملية والعلمية المناسبة لجوائز أدب الأطفال، وسبل الارتقاء بها ودعمها بشكل متواصل..

كما لا ننسى ذلك الدور الكبير الذي قامت به (منظمة التربية والثقافة والعلوم العربية)، والتي كانت حريصة، كل الحرص، على إدامة صلتها بأدب الأطفال، ودعمه بجوائزها الخاصة، التي منحتها لعدد من كبار المبدعين العرب في أدب الأطفال، خلال الأعوام الماضية.. ومن المفيد جداً، ان تعاد هذه المنظمة الكبيرة، اهتمامها الكبير بأدب الأطفال، ومنح جوائزها للمبدعين فيه مثلما كانت..

وفي كل الأحوال نحن نتطلع إلى ان تكون لدينا جائزة كبيرة ومهمة في أدب الأطفال.. جائزة تلبي طموح المبدع، بما تحمله من قيمة مادية ومعنوية عالية، وبما تعبر عنه من دلالات ومعاني عميقة.. وان يكون لها وقعها البالغ، وتأثيرها الكبير في منحها لمن يستحقها.. بحيث تحمل الكثير من المغريات والمحفزات والمكتسبات التي تغري الأدباء والكتاب والـرسـامـيـن وتـدفـعـهـم إلى مزيد من الإبداع، ابتغاء الـوصـول إلى هذه الجائزة، ونيلها، بعد ان تصبح - هاجساً مهماً لدى المبدعين جميعاً.. لأن الحصول عليها سيرتقي بمستويات المبدع المادية والحياتية والإبداعية.. إلى جانب الشهرة الواسعة التي ستطاله.

وتقديراً لمن أرسى قواعد أدب الأطفال في الوطن العربي يمكن لهذه الجائزة ان تحمل اسماً بارزاً من أسماء الرواد الأوائل.. كأن تحمل اسم (رفاعة الطهطاوي) أو (محمد الهراوي) أو (مصطفى صادق الرافعي) أو (أحمد شوقي) أو (باقر سماكه) أو (كامل كيلاني) وغيرهم.. لتقف هذه الجائزة بجدارة مع الجوائز العالمية في أدب الأطفال.. والتي من بينها (جائزة هانز كريستيان أندرسن) الشهيرة..

ان هذه النقاط السريعة جزء من نقاط تفصيلية موسعة لمشروع جائزة عربية مقترحة لا نريد طرحها هنا بالكامل، ومناقشتها كاملة ونحتفظ بها لدينا، ويسعدنا عرضها أمام من يعنيه أمرها في حالة طلبها لغرض التنفيذ ونقلها من الواقع النظري إلى الواقع التطبيقي، وجعلها حقيقة واقعة يطمح إليها الجميع..

ويهمنا في هذا الأمر ان تكون هناك مؤسسة ثقافية كبيرة تعنى بجائزة أدب الأطفال، لها شهرتها وسمعتها الواسعة في الأوساط الثقافية والعلمية العربية، على غرار المؤسسات الثقافية العملاقة في الوطن العربي، كمؤسسة (جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية) التي تقام دورتها كل سنتين، وتبلغ قيمة جائزتها المالية (500) ألف دولار، تقسم إلى خمس جوائز متساوية تمنح لحقول الجائزة الخمسة الخاصة بحقل الشعر، وحقل القصة والرواية والمسرحية، وحقل الدراسات الأدبية والنقد، وحقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وجائزة الانجاز الثقافي والعلمي . .

وإلى جانب هذه المؤسسة العريقة، تقف مؤسسة ثقافية عملاقة أخرى هي: مؤسسة (جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري)، التي قامت بنشاطات ثقافية موسعة إلى جانب الجائزة، كان من أبرزها إصدار (معجم شعري) كبير للشعراء العرب، يعد تحفة ثقافية لا مثيل لها في التاريخ المعاصر.. فهل سيتحقق حلمنا في المستقبل القريب ونشهد ولادة مؤسسة ثقافية عملاقة تحت عنوان: مؤسسة (جائزة أدب الأطفال) أو ما شابه ذلك.. هذا ما نطمح له، ونأمل تحققه بعون الله.. خاصة إذا ما نهض المخلصون للثقافة من أبناء أمتنا الخيرين، مثلما نهض المخلصون، الخيرون في (مؤسسة العويس)، وفي (مؤسسة البابطين).

لقد ابتهجنا بولادة جائزة جديدة ومهمة لعائلة جوائز أدب الأطفال العربية، وهي (جائزة الدولة لأدب الأطفال في قطر)، إلا أن هذه الجائزة بعد دورتها الأولى قد توقفت، ولا ندري ما هي الأسباب.

 وخلاصة لهذا المحور يمكن التوقف عند فعالية مهمة من الفعاليات العربية الواضحة في إطار جائزة أدب الأطفال، وتسليط الضوء عليها ومناقشتها، لمعرفة الواقع الحالي للجهود العربية الداعمة لأدب الأطفال وجوائزه..

والتي تعد الأكثر حضوراً وجدية من غيرها في الوطن العربي حالياً. والفعالية التي نقصدها هنا، والتي تعد الأكثر حضوراً وجدية، من غـيـرهـا فـي الـوطـن الـعـربـي حـالـياً، هي (جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال).

وهذه الجائزة، جائزة سنوية تقام في القاهرة كل عام بإشراف المجلس القومي لكتب الأطفال المصري.. وقد بدأ العمل بها قبل ستة عشر عاماً، وما زالت تتواصل بنشاط واضح، حيث أقيمت دورتها الأخيرة عام (٢٠٠٦).. لتعبر عن الزخم الكبير لأدب الأطفال، ولتأخذ جانباً مهماً لدعم هذا الأدب، عبر تكريم مبدعيه وتقييمهم.. من خلال هذه الجائزة التي أصبحت وسيلة تقليدية ثابتة لتقييم وتكريم الإبداع الجديد في أدب الأطفال.. وقد عكست هذه الجائزة صورة واضحة عن مساحة التعاطي الواسع مع نتاجات هذا الأدب، وقيمته الحقيقية في الإبداع الإنساني، وتقييم المجتمع بنخبه الثقافية والسياسية والاجتماعية لهذا الأدب..

حيث شهدت الجائزة في دورتها الأخيرة لعام ٢٠٠٦، والتي أقيمت في شهر حزيران من نفس العام في دار الأوبرا في القاهرة، وخصصت هذه الدورة لأدب الأطفال في مجالات البرمجيات وتطبيقات الإنترنيت والكتابة والرسوم للطفل، من قبل الهواة والمحترفين، شهدت حضور رئيس مجلس الشورى وعدد من الوزراء والشخصيات السياسية والبرلمانية والثقافية وسفراء الدول العربية والأجنبية في القاهرة، وعدد كبير من الأدباء والفنانين والكتاب.. بحضور السيدة سوزان مبارك التي رعت توزيع الجوائز وتفاعلت مع نشاطها وفعالياتها المختلفة.. خاصة في العرض الفني الرائع الذي كان بعنوان (وبنرسم صورة لبكره) المقدم من قبل مجموعة كبيرة من الأطفال عبروا فيه عن أحلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل..

لـقـد وصـلـت قـيـمـة الـجـوائـز إلى (أربعين ألف جنيه) في مجال البرمجيات، وفي مجال الكتابة والرسم للهواة إلى (عشرين ألف جنيه) و(100 ألف جنيه) للمحترفين.. وقد قدمت هذه الجوائز بالتعاون بين المجلس المصري لكتب الأطفال وهيئة الكتاب والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات ودار نهضة مصر، وقد تقدم لمسابقة هذا العام ألف مشارك و(۱۸) دار نـشـر قـدمـت مـائـتـي عـمـل متميز، كما شارك في المسابقة (50) كاتب أطفال بـ (٨٥) عملاً و(٣٢) رساماً شاركوا بتسعين عملاً..

إلا ان ما يؤخذ على هذه الجائزة المهمة، بروز بعض الملاحظات في آلية تنظيمها وإدارتها.. وقد أثرنا مناقشتها هنا..

ومن بين هذه الملاحظات: لاحظنا ضعف الإعلام والإعلان عنها، قبل وبعد إعلانها، فهناك الكثير من الأدباء والكتاب العرب لم يسمعوا بها إلا بعد الانتهاء من الإعلان عنها في حفل الختام.. وكان الأولى بالقائمين عليها، القيام بتكثيف الإعلام حولها، لغرض توسيع دائرة المشاركة فيها، والدعوة اليها، ليتسنى لجميع الأدباء وكتاب ورسامي الأطفال العرب المشاركة فيها، وان لا تختصر على المشاركة والتمثيل الواسع لأدباء الطفل المصريين مع المشاركة المحدودة والتمثيل الضئيل لأدباء الطفل في الأقطار العربية الأخرى.. مع تقييمنا الكبير وتقديرنا العالي لقمم الإبداع والكتابة للأطفال من قبل الأشقاء في مصر، الذين يشكلون علامات بارزة في أدب الطفل العربي، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، أو تجاهل رموزها الإبداعية الكبيرة (عبد التواب يوسف، أحمد نجيب، يعقوب الشاروني، وغيرهم).. فوجود الجائزة في بلاد أنجبت هؤلاء الأساتذة له معنى كبير، وقيمة عالية للجائزة، لذلك فان المشاركة فيها – بغض النظر عن القيمة المادية للجائزة – تشكل مسألة مهمة وتعد فرصة مناسبة لالتقاء الخبرات والمعارف والاطلاع وتبادل وجهات النظر حول الآليات والسبل والآراء المتقدمة لتطوير القواعد والمنطلقات التخصصية في الكتابة للأطفال وسبل الارتقاء المتواصل بالواقع الإبداعي لأدب الطفل العربي..

ولكي تكون هذه الجائزة (جائزة سوزان مبارك لأدب الأطفال) في دورتها القادمة، الجائزة الأولى والأهم في جوائز أدب الطفل في الوطن العربي، لابد من ان يكون لها صوت واضح في كل الأقطار العربية عبر قيمتها المعنوية قبل قيمتها المادية، من خلال اتصالها بأبرز أدباء الأطفال في هذه الأقطار ودعوتهـم وتكريمهم خارج أطر المسابقة وضمن إطار الجائزة في جانب من جوانبها الاحتفالية، كأن تمنحهم وساماً أو شارة أو شهادة تقديرية تدلل على استذكارها لهم وتقييمهم كمبدعين في أدب الأطفال، وان يصار إلى إصدار دليل أو قاموس جامع لأدباء الأطفال العرب.. وغير ذلك من الفعاليات التي تحتفي بإبداعات هؤلاء وتجمعهم في دائرة واحدة.. وعند ذلك يـمـكـن لـهـذه الجائزة ان تأخذ صداها الواسع، وسمعتها الأوسع، لدى أدباء وكتاب الأطفال بشكل عام..

وتصبح ضمن الجوائز العالمية المعتمدة في ميدان أدب الأطفال والتي يطمح الجميع بالوصول إلى تقييمها والحصول عليها..

كما يمكن لهذه الجائزة ان ترتقي وتتوسع بقيمتها المادية من المبالغ المحدودة إلى المبالغ الطائلة خاصة للمحترفين، لتكون طموحاً كبيراً لكاتب الأطفال وحلم كل الأدباء في هذا الميدان، شأنها شأن الجوائز الكبيرة في ميادين الإبداع الأخرى التي تتجاوز مبالغها الممنوحة في الجائزة الواحدة المائة أو المئتي ألف دولار.. ويمكن لإدارة الجائزة ان تتعاون مع المؤسسات المتخصصة في عموم الوطن العربي لدعم هذه الجائزة وتطويرها لتلبي طموح كل الأدباء المعنيين بأدب الطفل، ولترتقي بهذا الأدب ومستواه، وترتفع بمكانته من السهل إلى القمة ... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






بالصور: ويستمر الانجاز.. كوادر العتبة الحسينية تواصل اعمالها في مشروع سرداب القبلة الكبير
بحضور ممثل المرجعية العليا.. قسم تطوير الموارد البشرية يستعرض مسودة برنامجه التدريبي الأضخم في العتبة الحسينية
على مساحة (150) دونما ويضم مسجدا ومركزا صحيا ومدارسا لكلا الجنسين.. العتبة الحسينية تكشف عن نسب الإنجاز بمشروع مجمع إسكان الفقراء في كربلاء
للمشاركة الفاعلة في مهرجان كوثر العصمة الثاني وربيع الشهادة الـ(16).. العتبة الحسينية تمنح نظيرتها الكاظمية (درع المهرجان)