الثورة الكمية في الجغرافية البشرية المعاصرة

تعد الثورة الكمية تطورا كبيرا وسريعا في مجال البحث الجغرافي ، ففي أوائل الخمسينيات كان هناك تصور وشعور متزايد في البحث الجغرافي حول عدم كفاية الأساليب المستخدمة في تفسير الجوانب الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنظم الإيكولوجية المتصلة بالمكان ، وقد أدت الثورة الكمية إلى تزايد استخدام التقنيات الإحصائية : الإحصاء الوصفي ، الاستنتاجي ، المعادلات الرياضية ، النماذج الاحتمالية ، وفي تحليلات خاصة متعددة المتغيرات مكنت هذه الثورة من استخدام الحاسوب في البحث الجغرافي نتج عنه استخدام نظم المعلومات الجغرافية، الاستشعار عن بعد، نظام المواقع لعالمي (Gps) والإنترنت.

و تتعدد فروع الجغرافية البشرية المعاصرة بشكل كبير، تطرق الجغرافيون لموضوعات جديدة لم يتم بحثها من قبل ودخلت في مجال الجغرافية العامة ، وأصبحت تكون هذه فروعا جديدة  كالجغرافية الطبية، وجغرافية الخدمات، وجغرافية الجريمة، وجغرافية الأديان، وجغرافية التذوق الجمالي، وجغرافية الطاقة، وجغرافية السياحة والترويح ، والجغرافية العسكرية، الجغرافية الكمية، والجغرافية السلوكية، الجغرافية الحضارية، الجغرافية الثقافية، جغرافية الألعاب الرياضية، وجغرافية اللغات، وجغرافية التسويق، وجغرافية الانتخابات، وجغرافية الاتصالات، وجغرافية التجارة الدولية، وجغرافية العشوائيات السكنية، وجغرافية العلاقات الدولية، وجغرافية الغذاء، جغرافية الاستهلال، جغرافية النفط، جغرافية التنمية البشرية، وغيرها، وكل هذه الدراسات الجغرافية اصبحت تهتم بالتفاصيل الدقيقة ، مثل دراسة  في مدينة معينة او دراسة استغلال الأرض في مساحة محدودة ، وهكذا نجد ان دراسات الجغرافية البشرية المعاصرة تسعى إلى التفاصيل الدقيقة وتنحي بصورة ملحوظة إلى المجالات المتبقية.