المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الغيرة و الحمية
29-7-2016
منزلة علي وفاطمة (عليه السلام)
21-01-2015
بداية نزول الوحي مقرون ببداية حركة علمية
29-09-2015
{ربنا اطمس على‏ اموالهم}
2024-06-25
Interpreting Chemical Equations
12-8-2020
سنن القبلة
2023-02-11


خبر علي (عليه السلام) مع أبي ذر عند إسلامه  
  
3240   04:51 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص84-85
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

رواه صاحب الاستيعاب بسنده عن ابن عباس وفيه ان أبا ذر لما بلغه مبعث النبي (صلى الله عليه واله) قدم مكة فاتى المسجد فالتمس النبي (صلى الله عليه واله) ولا يعرفه وكره أن يسال عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي بن أبي طالب فقال كان الرجل غريب قال نعم قال انطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شئ ولا أساله ، فلما أصبحت رجعت إلى المسجد فبقيت يومي حتى أمسيت وسرت إلى مضجعي فمر بي علي فقال أ ما آن للرجل أن يعرف منزله فاقامه وذهب به معه وما يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى إذا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فاقامه علي معه ثم قال له ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد ؟ قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت ، ففعل فأخبره علي أنه نبي وإن ما جاء به حق وأنه رسول الله وقال فإذا أصبحت فاتبعني فاني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي فانطلقت أقفوه حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه واله)  الحديث ويدلنا هذا الحديث على وجود علي (عليه السلام) وكرم أخلاقه وحسن أدبه و شدة حنوه على الغريب والضعيف ومسارعته إلى إقراء الضيف فإنه لما رآه وعلم أنه غريب دعاه إلى منزله وأضافه وقراه ولم يسأله عن شئ وذلك من حسن الأدب مع الضيف ولما رآه في الليلة الثانية عاتبه على عدم رجوعه إلى منزل ضيافته وبقائه في المسجد وأقامه معه ولم يسأله عن شئ إلا في الليلة الثالثة بعد ما أنس أبو ذر به وارتفعت عنه وحشة الغربة وقضى أيام الضيافة التي هي ثلاثة وربما يكون قد توسم فيه أنه جاء لينظر في الاسلام وقد يكون مانعهما عن السؤال شدة الخوف .

وسوق الحديث يدل على أن الخوف من قريش كان شديدا فهو حين أراد أن يذهب به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) خاف عليه أن يراه أحد معه فيظن أنه ذهب ليسلم فينال أبا ذر من ذلك أذى شديد فقال له أنه إذا رأى أحدا يخافه عليه جلس وتعلل بأنه يريد أن يبول ولا يعرف من يراه أن أبا ذر معه وأوصاه أنه إذا رآه قد مضى أتبعه بدون أن يلتفت إليه ولا يشير إليه لئلا يراه أحد فيعرف أنه سائر معه .

وكان أبا ذر وقع في قلبه من ذلك اليوم حب علي فساعده التوفيق على أن تولاه وشايعه طول حياته .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.