أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
3699
التاريخ: 14-06-2015
2020
التاريخ: 14-06-2015
1920
التاريخ: 12-06-2015
1437
|
قال تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ
بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ
يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ
وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا
إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة : 265، 266]
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ
ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} أي ولأن يثبتوا أنفسهم على طاعة اللّه وطلب
رضاه. فإن بذل المال عند نوع الناس صعب وان سهلت عليهم العبادات البدنية ويقال ان
نوع الأعراب كانوا يستصعبون الزكاة ويعدونها كالاتاوة فالذين يسمحون بأموالهم وينفقونها
ابتغاء مرضاة اللّه يكون لهم من الغايات الحميدة تثبيت أنفسهم على الطاعة وعمل
الخير. ودخول «من» الجارة على أنفسهم مع انها مفعول للتثبيت مثله شايع في اللغة
كقولهم روض من عريكته وهزمن عطفه ولعل السر في ذلك ان هذا المنفق ينفق من نفس قد
روضها وثبتها في الجملة على الطاعة حتى سمحت للّه بالمال العزيز عندها فهو يجعل من
مقاصده في الإنفاق تثبيتها على طاعة اللّه وابتغاء مرضاته بالنسبة للمستقبل من
الأزمان والحالات وبهذا الاعتبار يكون هؤلاء المنفقون الكرام كأنهم يثبتون من
أنفسهم بعضها فمثلهم {كَمَثَلِ جَنَّةٍ} بستان {بِرَبْوَةٍ} ارض مرتفعة لأنها تكون ازكى شجرا واحسن ثمرا وأنقى هواء
لسلامتها من وخامة المستنقعات ونز الأرض وإضرار ذلك بالشجر والثمر {أَصابَها وابِلٌ} تقدم تفسيره ومن المعلوم ان سقي المطر
للبستان بل كل زرع احسن لتنميتها وجودة تربتها من كل سقي {فَآتَتْ أُكُلَها} اي ثمرها المأكول {ضِعْفَيْنِ} لما تؤتيه إذا سقيت بغيم المطر {فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ} يكفيها في ذلك لجودة منبتها وان كان مطرا
صغير القطر {وَاللَّهُ
بِما تَعْمَلُونَ}
ومنه انفاقكم بحسب نياتكم {بَصِيرٌ} ثم كرر المثل في الزجر عن ابطال الصدقة بالمن والأذى بقوله
تعالى {أَيَوَدُّ
أَحَدُكُمْ} وكيف يود ومن ذا الذي يود
{أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ
مِنْ نَخِيلٍ وأَعْنابٍ} ومن حيث بهجة منظرها ودوام سقيها {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} حال كونه {لَهُ فِيها}زيادة على
النخيل والأعناب الذين تكون ثمراتهما فاكهة وغلة وقوتا {مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ} التي يستغل ويتفكه بها وهو في زمان وحال
يكون فيهما احرص ما يكون على هذه الجنة حيث انه {أَصابَهُ الْكِبَرُ} والشيخوخة وانقطع عن الكسب وشب فيه الحرص ولَهُ
زيادة على ذلك {ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ} يحرص على الإنفاق عليهم وعلى توريثهم {فَأَصابَها} أي تلك الجنة العزيزة {إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ} الاعصار ريح ترتفع بتراب فتلتف وتستدير وتقلع
الشجر والنخل بقوتها {فَاحْتَرَقَتْ} تلك الجنة العزيزة بالنار وتلاشت بالاعصار. وإذا كان أحدكم
لا يود ذلك بل هو عليه من أعظم المصائب فلما ذا يسلط نار المن والأذى في اعصار
جهله ويحرق بها إنفاقه ويبطله مع ان الحاجة إلى ثمراته أشد من الحاجة إلى تلك
الجنة من ذلك المحتاج {كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} أي لغاية ان تتفكروا فتعرفوا رشدكم.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|