المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



تفسير الآيات [216 الى 217] من سورة البقرة  
  
2203   02:49 صباحاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1, ص192-194
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة : 216، 217] .

{كُتِبَ}‏ وفرض‏ {عَلَيْكُمُ الْقِتالُ}‏ فرض كفاية لتنالوا فضيلة الجهاد ونصر الدين ويحظى بعضكم بكرامة الشهادة وحياتها الحسنى‏ والحال‏ {هُوَ كُرْهٌ لَكُمْ‏} الكره بالضم مصدر بمعنى المكروه كراهة طباع وإن رغب فيه المخلصون في نصر الإسلام‏ {وَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}‏ وأحسن أثرا وعاقبة في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما {وَعَسى‏ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وهُوَ شَرٌّ لَكُمْ واللَّهُ يَعْلَمُ‏} ما هو خير لكم وما هو شر {وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏} بذلك فيختار لكم بلطفه وتوفيقه ما هو خير {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ‏}  ذكر القمي في تفسيره في سبب نزولها ما حاصله ان سرية لرسول اللّه يرأسها عبد اللّه بن جحش وافوا ببطن نخلة عيرا لقريش فقتلوا عبد اللّه بن الحضرمي وغنموها وأسروا أسيرين وكان ذلك في أول يوم من رجب من الأشهر الحرم. وذكر في الدر المنثور رواية عن جندب بن عبد اللّه وفيها ان اصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) شكوا أن ذلك اليوم من رجب او من جمادى وفيما ذكره عن ابن عباس انهم كانوا يظنون ان تلك الليلة من جمادى وكانت أول رجب ولم يشعروا. ونحوه ما رواه عن أبي مالك الغفاري. وعن الزهري وأبي مقسم. واضطرب ما ذكر روايته عن عروة في ذلك وتدافع.

وفي الكافي في الصحيح عن عمر بن يزيد عن الصادق (عليه السلام) في ان اليوم يتبع الليلة الماضية لا الآتية قال (عليه السلام) لأن اهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام انتهى‏.

والرواية تشير إلى القصة. والمعنى يسألك المشركون على سبيل الإنكار او المسلمون على سبيل الاستفهام عن الشهر الحرام قتال فيه. قتال بدل اشتمال من الشهر الحرام‏ {قُلْ}‏ ما معناه ان ترك القتال في الشهر الحرام إنما هو وسيلة لنوع من احترام الناس وتسكين للشر واما إذا كان الناس هم الهاتكون للحرمات فأولئك لا حرمة لهم ولا كرامة فكيف يستنكر قتال المشركين في الشهر الحرام وهم الطواغيت المحادون للّه ورسوله والمؤمنين دائما وفي الشهر الحرام ولهم‏ {قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وصَدٌّ} للناس‏ {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ولا يزالون على هذا الصد منذ ظهرت دعوة الإسلام والتوحيد محادة للّه‏ {وَكُفْرٌ بِهِ وَ} صد عن‏ {الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} فلا يخلون سبيل المسلمين اليه‏ {وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ} وهم رسول اللّه ومن آمن به من اهل مكة بذلك الإخراج المزعج عداوة للّه وتوحيده ورسوله ودعوته إلى الصلاح‏{أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} مما تحسبونه كبيرا من قتال المشركين في الشهر الحرام. بل انهم لا يزالون يريدون أن يفتنوا المؤمنين عن التوحيد ودين الحق بالمخادعة أو ما تيسر لهم من انواع الإيذاء {وَالْفِتْنَةُ} عن الدين ‏{أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} مع ان غزوهم وقتالهم إنما كانا لأجل تهديدهم وإرهابهم وردعهم عن أذى المؤمنين فإنهم لا يزالون مصرين على عداوة دين الحق‏ {وَلا يَزالُونَ}‏ في ضلالهم وغيهم‏ {يُقاتِلُونَكُمْ} هذا التفات إلى خطاب المسلمين وفيه مناسبة لأن يكونوا هم السائلين عن قتال المشركين في لشهر الحرام‏ {حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ}وهذا غرضهم من قتالهم لكم‏ {إِنِ اسْتَطاعُوا} ان يدوموا على قتالكم وفيه بشرى بأنهم لا يستطيعون ولا يدومون‏ {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ}‏ جمع باعتبار معنى «من» {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ‏} وسقطت كأنها لم تكن فلا اثر لها ولا كرامة ولا استحقاق مع الكفر والارتداد {فِي الدُّنْيا} باعتبار افتخارهم بأعمالهم في الإسلام او ترتيب آثار لها {وَالْآخِرَةِ} فإن المرتد الذي يموت على الكفر قد أسقط نفسه بكفره عن أهليته للجزاء وان عمل العمل في حينه على وجهه‏ {وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}‏ في التبيان والمبسوط روى أصحابنا انه «اي قتال المشركين في الأشهر الحرم» باق على التحريم فيمن يرى لهذه الأشهر حرمة وافتى بذلك في النهاية ولم يحضرني كتاب الجهاد من خلافه والرواية هي مضمرة تهذيبيه وتفسير العياشي عن العلاء بن فضيل وفي طريقها محمد بن سنان. وفي المنتهى انه قول أصحابنا وفي الجواهر لا خلاف فيه عندنا وجعل المضمرة مجبورة بذلك. ولا يعارضه قتال الرسول (عليه السلام) عام الفتح لهوازن في شوال والطائف في ذي القعدة لأن الذين قاتلهم ممن هتكوا حرمة الشهر وبدأوا بالقتال بل يدل عليه قوله تعالى في سورة براءة {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} [التوبة : 5] .

والتعليق على ذلك ليس من حيث مهلة العهد فانها خاصة وهذه الآية عامة وتلك اربعة أشهر وهذه نحو خمسين يوما.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .