أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1530
التاريخ: 14-06-2015
1474
التاريخ: 12-06-2015
2792
التاريخ: 6-12-2015
2171
|
قال تعالى : { يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 20 - 22].
{يَكادُ الْبَرْقُ} اي ما ذكرناه من برق الإسلام وأنوار عزه وسعادته. {يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ} بشدة أنواره فهم {كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ} وارتاحوا لبهجته وعلقت آمالهم بسعادة الدنيا {مَشَوْا فِيهِ} وجاروا المسلمين وأظهروا موافقتهم {وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ} بأن انقطع عنهم ضوء الآمال لما يرونه أحيانا من ظلمات الشدائد {قامُوا} ووقفوا في مكانهم في النفاق وثبتوا على حيرة ضلالهم {وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأَبْصارِهِمْ} فلا يسمعون بما حصل من المبشرات في الإسلام ولا بما يرد أحيانا على المسلمين من الشدائد ولا يبصرون ذلك فلا يترددون في ضلال النفاق {إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (21) يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا اللّه رَبَّكُمُ} واخضعوا له حق الخضوع للآلة وأطيعوه فإنه هو ربكم ومالككم ومدبركم ومربيكم {الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لم تجئ لعلّ للترجي بل لبيان انه لا يلزم من عبادتهم للّه انهم يتقونه حق تقاته بل يجوز أن تقع منهم التقوى المذكورة بحسن اختيارهم ويجوز ان لا تقع لسوء اختيارهم. ولأجل الاحتجاج بآلاء الربوبية وآثار القدرة ذكر من صفات الرب ايضا انه {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً} ممهدا يتيسر لكم الانتفاع بها في السكنى ونحوها والزرع والغرس {وَالسَّماءَ بِناءً} لا تخشون سقوط أجرامها عليكم. وليس في ذلك صراحة بموافقة الهيئة القديمة ولا صراحة بمخالفة الهيئة الجديدة فإن حقيقة الأمر لا يعلمها إلا اللّه وان الأوضاع المذكورة في الهيئتين لا مبنى لها إلا الحدس الذي تدافعه الشكوك والردود. والمحسوس إنما هي حركات الكواكب {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ} أي من جهتها او ان المراد من السماء هنا جهة العلو {ماءً} وهو المطر الذي يحيي بهالأرض بعد موتها {فَأَخْرَجَ بِهِ} بما خلقه فيه وقدره من الخواص {مِنَ الثَّمَراتِ} يجوز ان يراد بها ما يعم الحبوب والأطعمة {رِزْقاً لَكُمْ} وهل يكون ذلك من غير الإله القادر العليم الحكيم.
وانكم لتعترفون بالإله وان هذا كله من خلقه وانعامه فما بالكم تجعلون معه آلهة ولو بزعم انها من تنزلات الإلهية. او انها منبثقة من الإله. او انها مظاهره. او بناء على مزاعم العقول العشرة وانه لا يمكن أن يصدر من اللّه إلا العقل الأول تعالى اللّه عما يصفون {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً} جمع ندّ بكسر النون. قيل ان الندّ المثل وقيل الضدّ. وفي النهاية هو مثل الشيء الذي يضادّه في أموره وينادّه أي يخالفه. وفي المصباح لا يكون الندّ إلا مخالفا. وفي التبيان ومجمع البيان في الآية المائة والستين وأصل الندّ المثل المناوئ. وفي الكشاف في هذه الآية ولا يقال إلا للمثل المخالف المناوي ومثله في جمع الجوامع. وفي المصباح ناويته عاديته او فعلت مثل فعله مماثلة. وفي القاموس فاخره وعاداه ونحوه في النهاية. والمشركون يجعلون لأوثانهم وما يؤلهونه صفة الإلهية واعمالها وبذلك يجعلون كلا مما يشركون به ندّا للّه ومثلا معارضا له في إلهيته واعمالها {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ان الإله الخالق المعبود والمطاع هو اللّه فما هذه المزاعم وما هذا الشرك المناقض لعلمكم ومعرفتكم ولو تدبرتم الحجج الساطعة لعرفتم كيف لبست عليكم الأوهام ودلست على عقولكم الأهواء. فوحدوا اللّه ايها الناس كما هو حقه وآمنوا بعبد اللّه رسوله الذي جاء بالحجج الباهرة وأنزل عليه القرآن العظيم.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|