أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
3158
التاريخ: 2023-11-23
1061
التاريخ: 21-04-2015
1819
التاريخ: 2024-03-26
759
|
يستفاد من بعض الآيات أن نزول الوحي القرآني كان على بطؤٍ ، بحيث كان
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتسرّع عنه ويجعل به .
كقوله
تعالى : {وَلَا
تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه : 114] وقوله تعالى : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ
لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة : 16، 17] .
وذلك أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يجعل في قراءة الآيات ، ويشرع فيها بتحريك
شفتيه قبل فراغ جبرئيل (عليه السلام) عن إنزالها ، فنزلت هذه الآية ، كما جاء في
تفسير علي بن إبراهيم ومجمع البيان وغيرهما ، وهذا إنما يلائم بطؤ نزول الوحي
القرآني ؛ بحيث لم يصبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على فراغ الجبرئيل (عليه
السلام) منه .
وقد
يشكل على ذلك بأنّ بالاستعجال بالتكلُّم في أثناء كلام الغير ، لاينافي .
سرعة
كلام ذلك الغير ، غاية الأمر يكون تكلّم الشخص المستعجل أسرع من كلام ذلك الغير ،
فلا ينافي ذلك كون كلام ذلك الغير المسبوق سريعاً أيضاً .
ويمكن
الجواب : أن الاستعجال في مقابل البطؤ وظاهر المقابلة في الآيتين المزبورتين يقتضي
كون نزول الوحي في حدّ من البطؤ بحيث يقبل استباق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
عنه واستعجاله في القراءة قبل تمامه ، كما لو أبطأ شخصٌ من أهل العرف في كلامه ،
فيسبق إليه مخاطبه في الجواب قبل تمام كلامه معتذراً باطنه وإطالته .
وعلى أي
حال السرعة والبطؤ أمران إضافيان نسبيان . فما من سريع ، إلا ويوجد ما هو أسرع منه
وما من بطيءٍ ، إلا ويوجد ما هو أبطأ منه . ولكن المعيار فيهما الصدق العرفي .
والمقصود
أن الوحي القرآني لم يؤخذ السرعة فيه ، بل يشهد بعض الآيات على أنّ نزوله كان على
بطوءٍ . نعم لا يبعد دعوى أخذ السرعة في الوحي الالهمامي ؛ نظراً الى كونه
من قبيل الخطورات القلبية وإلقاءِ المعنى في الرّوع ، لا بالقراءة والتلفظ ، كما
في الوحي القرآني .
ومحصّل
الكلام أن الوحي لم تؤخذ في حقيقته السرعة ولا البطؤ ، بل يختلف في ذلك بحسب
اختلاف اقسامه وأنواعه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|