أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-25
1267
التاريخ: 17-7-2019
1430
التاريخ: 30-11-2020
1914
التاريخ: 16-2-2022
1770
|
وهناك اختلافات كبيرة بين تشغيل الجريدة الأسبوعية والجريدة اليومية الصغرى بسبب إضاقة العنصر الأساسي المتعلق بدقة توقيت إصدارها ، ويحتل مبدأ " خبر اليوم بنشر اليوم " عقول رجال الصحيفة اليومية بصرف النظر عن مدى صغر الحجم الذي تميز به جريدتهم .
ونظرا لأن عملية تجمع وطباعة الجريدة تتم ست أو سبع مرات أسبوعيا بدلا من مرة واحدة ، فإن تفكير الرجال الذين يؤدون العمل يميل نحو استخدام السرعة , والعمل بالجريدة اليومية لا يجعل المحرر أو أخصائي الإعلانات صحفيا أفضل من زملائه بالجرائد الأسبوعية ، ولكنه قد يجعله أسرع منهم . ويصح لدقة المواعيد معنى جديدا ومقنعا . وقد تجعل الجريدة الأسبوعية وقت صدورها الدقيق مميزا فتجعله مثلا " بعد ظهر الثلاثاء " وتظل قادرة على الإفلات بصفحتين متأخرتين تصدرهما صباح الأربعاء ، دون التأثير في وقت الطباعة المرن . وهذا لا يحدث بالنسبة للجريدة اليومية ، فإذا كان الوقت المحدد لصدور الطبعة هو الساعة ١٢ : ٤٠ بعد الظهر فإن أية أخبار تصل إلى غرفة الجمع بعد هذه الدقيقة تؤدي إلى تأخير تشغيل المطبعة ، وهذا يعنى بدوره بالنسبة لإدارة التوزيع ، تأخير تحرك السيارات وضياع مبيعات الشارع ، وعلى أية حال فإنه خلال المدة التي تسبق عملية الطباعة (٢٤ ساعة ) فإن الجريدة الأسبوعية تطبع كمية كبيرة من النسخ ربما أكثر مما يمكن طبعه بالنسبة للجريدة اليومية.
ويحدث تداخل لا يستهان به بين الجريدة الأسبوعية والجريدة اليومية الصغرى في مجالات العمل لأن المدن التي تصدر بها الجرائد الأسبوعية تكون أحيانا أكبر من المدن التي تصدر بها الجرائد اليومية الصغرى . ولكن إذا خير معظم الصحفيين بين الأجور من حيث ارتفاعها فإنهم سيختارون الجريدة اليومية ، لأنهم يجدون حافزا أكبر متمثلا في سرعة العمل ، والإسراع بنشر موضوعاتهم بعد كتابتها مباشرة ، وتحقيق صلة أكبر بالشئون العالمية من خلال الأخبار الواردة على المبرقات اللاسلكية . إذن فما الذي يجعل بعض المدن لديها جرائد يومية بينما بعض المدن الأخرى ليس إلا مجلة أسبوعية ؟ لا شك أن السبب هنا جغرافي ، تسانده أحيانا الحالة الاقتصادية للناشر . وعندما تكون إحدى المدن ذات الحجم المعقول مجاورة لمدينة ضخمة فإن المنافسة مع جريدة الجارة الكبرى قد تجعل النجاح المالي بالنسبة للجريدة اليومية بالمدينة الصغرى غير ممكن. ولكن هناك موضع لقيام جريدة اسبوعية بعرض أخبار المجتمع وإعلانات التجار المحليين . وقد تحقق جريدة صغرى في منطقة منعزلة نسبيا أرباحا كثيرة ، بينما نفس الجريدة قد تفشل إذا نشرت في ظل جريدة يومية تصدر بمدينة كبرى .
وربما كنا سنجد جرائد أكثر إذا رغب الكثيرون من ناشري الجرائد الأسبوعية في المقامرة وحولوا جرائدهم إلى يومية ، ولكنهم ينظرون إلى إيراداتهم الحالية المريحة ، ويحسبون تكاليف تشغيل الجريدة اليومية الشديدة الارتفاع ، وينزعجون لدى التفكير فيما إذا كانوا سيحصلون على إعلانات إضافية وإيرادات من التوزيع بما يكفى لتغطية الزيادة في التكاليف أم لا . ويقرر الكثيرون منهم أن يلعبوا في المضمون بالإبقاء على الجرائد الأسبوعية حتى إذا كانت الجريدة اليومية مؤكدة النجاح . وعموما فإن اقتصاديات طباعة الجريدة في هذه الحالة كما يبين عنصر البحث ، هي أن العديد من المدن التي تساند الجريدة الأسبوعية التي تحقق أرباحا ، لن تقبل ببساطة الموافقة على إصدار جريدة يومية . وعلى الرغم من هذا فهناك القليل من المدن التي تجمع بين جريدتين يومية وأسبوعية عبر الولايات المتحدة . والأسبوعية ضعيفة ماليا وتستمر في العمل لأنها تلتقط فضلات الإعلانات التي يقدمها التجار المحليون والمرافق العامة.
وتتمثل المشكلة الرئيسية التي يواجهها ناشر الجريدة اليومية في أن تكلفة إنتاج جريدته تتزايد يوميا بصرف النظر مع زيادة أو نقصان كمية الإعلانات التي تنشرها ، أما تضخم الجريدة بالإعلانات يوما أو يومين أسبوعيا فلا يستطيع تحمل كل الحمل إذا كانت الحصيلة الإعلانية في الأيام الأخرى ضئيلة ، وتحاول معظم الجرائد أن تخصص نصف مساحة الجريدة للأعمال التحريرية والنصف الآخر للإعلانات ، وقد ترتفع مساحة الإعلانات لتصل إلى نسبة 65% أو تتجاوزها قليلا في بعض الأيام .
ويمكن أن تصبح جريدة يومية صغيرة في موقع جغرافي مناسب ، ناجحة ماليا بشكل متواضع من خلال توزيع 5 آلاف نسخة يوميا إذا تمت إدارتها بكفاءة . وهي بالطبع لن تستطيع إمداد قرائها بالكثير من الأخبار ، والمواد الإضافية ، والإعلانات بالقدر الذي يجدونه في جريدة تصدر في إحدى العواصم ، ولكنها تستطيع أن تقدم لهم العناصر البارزة في الأخبار العالمية والمحلية عن طريق البرقيات الواردة من وكالة الأنباء بدون الخلفية المفصلة التي يجدونها في جريدة يومية تصدر في مدينة كبرى ، بالاضافة إلى تغطية كاملة للأخبار المحلية وإعلانات التجار المحليين . وفي هذا الكفاية بالنسبة لمعظم الأفراد المقيمين في المجتمع الذي تخدمه - وإذا أرادوا الاعتماد على جريدة المدينة الكبرى التي تبعد عن مدينتهم بمسافة 50 أو مائة ميل ، فإنهم سيتحصلون على أخبار اضافية عن بقية أنحاء العالم ، ولكنهم سيحرمون من أخبار جيرانهم ، والمدرسة المحلية ، والكنيسة ، والشئون المدنية .
ولكي نعرف كيف تعمل الجريدة اليومية الصغيرة علينا أن نتوقف هنا أمام الطاقم الفعلي وأسلوب تشغيل الجريدة الناجحة مع توزع يومي يقل عن 5 آلاف نسخة . ونلاحظ أن أفراد الطاقم بالرغم من قلة عددهم إلا أنهم يعملون في مجالات تخصصهم بدون ازدواج في المهام . وقد اعتادوا على ذلك في الجرائد الاسبوعية حيث يندر تدخل المحرر في العمل الإعلاني كما يندر أن يشغل بائع الإعلانات نفسه بمشاكل التوزيع . ويتكون طاقم تحرير الجريدة من أربعة أفراد : المحرر الإداري ، وهو مخبر عمومي يساعد في تحرير صفحات معينة ، ومحرر ركن المرأة الذي يساعد أيضا في نقل بعض الأخبار من مواقع الأحداث ، ومخبر مبتدئ يتعامل مع الرياضة المحلية . وهؤلاء الثلاثة يقومون بالتمرير - أما الرجل الذى ترتيبه الثاني بين أفراد الطاقم فهو الذي يؤدي مهام الغرفة المظلمة (غرفة تحميض وطبع الأفلام).
ويعتبر المدير الإداري هو صاحب التعرف بين أفراد طاقم التحرير ومهامه مختلفة ومعقدة . وهو يؤدي هذه المهام في الجريدة بينما يؤديها في الجريدة اليومية الكبرى أفراد متعددون ومختلفون ربما يكون بينهم الحاجب . ولكنه يجعل الأعمال كلها تتم وتدخل الجريدة إلى المطبعة في الوقت المحدد . ويقوم بتحديد مهام المخبرين الصحفيين ، ويختار ويحرر القصص الإخبارية الواردة في برقيات وكالات الأنباء ، ويجهز صفحات الأخبار ، ويكتب عناوين القصص الإخبارية ، ويرد على المكالمات التليفونية ، ويكتب القصة التي تنشر بين حين وآخر ، ويتشاور مع طاقم العمل حول المشاريع المستقبلية ، ويكتب الافتتاحيات ، ويراجع مع رئيس غرفة الجمع ما تم إنجازه عدة مرات خلال اليوم . وفي الوقت المحدد للطبع يشرف على توضيب الصفحة الأولى ، ويقوم بتغطية اللقاءات المدنية عدة ليال خلال الشهر . وفي العادة فإن المدير الإداري للجريدة حتى لو كانت صغيرة لا بد وأن يكون على الأقل من خريجي الكلية مع خبرة بالعمل الصحفي لا تقل عن خمس سنوات أو تزيد . وهو يشرف على عمل المحرر ، ومحرر أخبار المدينة ، ويجمع كافة أعمال المنضدة في عمل واحد ، وهذه المجموعة من المهام لا يمكن أن تتحقق على الورق بأكفأ من ذلك . ويتم إنجاز ست صفحات من الجريدة على الأقل في كل يوم ، وفي أيام الخميس المزدحمة يتم إنجاز ما بين ١٤ إلى ١٦ صفحة . وفي أيام معينة من السنة وإن كانت قليلة ، قد يتم إنجاز 20 صفحة يوميا .
أما طاقم الإعلانات بهذه الجريدة اليومية الصغيرة فإنه يتكون من مدير أعمال الاعلانات الذي يتعامل مع الحملات الإعلانية الكبيرة ، وشخص آخر يمثل أخصائي الإعلانات ، وسكرتير إداري ، ومدير تصنيف الإعلانات ، ويوجد ايضا في المكتب الأمامي مدير التوزيع ، وسيدتان لسكرتارية إمساك الحسابات ، وقارئ البروفات . أما في الإدارة الميكانيكية فهناك أربعة من عمال الطباعة ، وعامل تشغيل المطبعة ، وهذه القوة المكونة من ١٧ رجل وسيدة تخرج الجريدة اليومية على مدى ست فترات عمل بعد الظهر أسبوعيا وهذه الجريدة رغم تواضع توزيعها تمثل جزءا ضروريا من حياة المدينة .
ولا يستطيع أي رجل أو سيدة مهما كان اهتمامه بالعمل التحريري أو الإعلاني أن يحقق خبرة أفضل في مكان آخر خلاف هذه الجريدة اليومية الصغيرة . ولما كانت المعدات الميكانيكية محدودة فلا بد من التحكم في إخراج الجريدة حب جدول زمني يحقق للمبتدئ خبرة ذات قيمة في موضوع الوقت المحدد شديد الأهمية ، وبذلك يتعلم أن يعمل في حدود الوقت المتاح والمعدات التي تحت تصرفه . ولديه فرصة في إدارة التحرير لتغطية قصص الأخبار المحلية ، ومراقبة أعمال برقيات وكالات الأنباء اللاسلكية ، وكتابة العناوين , وتظهر أخطاؤه في القصص الإخبارية أمامه سريعا لأنه وهو في هذه المدينة الصغيرة يمارس عملا مستمرا وعلاقات اجتماعية مع الناس الذين يكتب عنهم . ولديه أيضا فرصة ممتازة لممارسة عملية التصوير - ولا بد أن مقدرته على التقاط الصور ستساعده على مدى تدرجه الوظيفي خاصة مع ازدياد أهمية العمل بحقل التصوير الصحفي الذي يستخدم فيه الفرد مهارة التحرير ومهارة التصوير معا . وإذا كان المبتدئ يتميز بهذه اللمحة الإضافية المتعلقة بالخيال الخلاق فإن الجرائد بمختلف أحجامها ستبحث عنه وستلمع موهبته بسرعة أكبر في جريدة يومية صغيرة عنها في أي موقع صحفي آخر يمكن أن يعمل به الشاب أو الفتاة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|