في خلال الفترة القصيرة ما بين عامي ١٩٤٨ ، ١٩٥٥ سقطت جميع برامج شبكات الإذاعة الدرامية والكوميدية والموسيقية وعروض الإثارة ، وذلك بعد أن تحول الرعاة إلى نفس هذه البرامج بالتليفزيون سعيا وراء جهور أكبر مع الارتفاع في الأجور والتسليم بوجود تأثير أكبر على المشاهد . واضمحلت أهمية شبكات الإذاعة بشدة ، وأخذت العديد من المحطات المحلية في تقديم برامج " الموسيقى والأخبار والرياضة " حتى تجعل التكلفة متوازية مع تدهور الإيرادات . ولكن خدمات الإذاعة توسعت حتى لا تضيع في مواجهة شعبية التلفزيون . وزادت أعداد المحطات العاملة على الهواء على موجات AM من ٢٠٨٦ في سنة ١٩٥٠ إلى ٤٠٤٦ في سنة ١٩٦٥ . أما الإذاعة على موجات فقد زاد جهورها في السبعينيات من القرن العشرين ، ففي سنة ١٩٦٥ كانت هناك ١٢٨٠ محطة FM تعمل على الهواء ، كما انتشرت أجهزة الراديو في كل مكان . واصبح عددها ٢٢٨ مليون جهاز في المنازل والسيارات وجيوب الجاكتات . واستطاعت الإذاعة أن تبيع للرعاة فترات زمنية قصيرة واذاعات مواقع الأحداث ، ونتج عن ذلك ظهور " فارس القرص Disk Jockey " وهو مذيع لبق يستطيع تصوير شخصية صوتية على الهواء ويعطى من خلال الدردشة معها مظهر الوحدة لخليط من التسجيلات والإعلانات وملخصات الأنباء التي لها طابع شعبي . وقد حققت العديد من المحطات مزيدا من الأرباح لأصحابها مع ظهور هذا الطراز الجديد من البرامج .

وتم توفيق أخبار الشبكات الإذاعية مع النوعية الجديدة ، فبدأت شبكة NBC في سنة ١٩٥٧ تقدم الأخبار في حينها على مدى ١٨ ساعة يوميا في ملخصات مدة كل منها 5 دقائق ، واضافت المحطات تغطية للأخبار المحلية والطقس والرياضة - أما المحطات الكبرى فقدمت عروضا إخبارية أكثر شمولا للجمهور في فترات الصباح والظهر والمساء ولكن العديد من المحطات الأصغر لم تستطع أن تتجاوز عناوين الأخبار . وفي أواسط الستينات من القرن العشرين قدمت شبكة CBS تحليلا جديدا عميقا بعنوان : " العالم هذا المساء " ، كما قدمت شبكة  NBC في نهاية الأسبوع عرضا بعنوان " المراقب " على أساس توفير قدر كبير من الأخبار والتعليقات . وأحدثت كل شبكة برنامجا للمعلومات مدته ٤ دقائق يتوافق مع رغبة الرعاة الجدد للفترات التي يختاروا وهي كما يلي : برنامج " الأبعاد " على شبكة CBS ، و " التأكيد " على شبكة NBC ، و " الاستعداد الفطري ، على شبكة ABC.

وتستطيع الإذاعة باستخدام الوحدات المتحركة ، وتليفونات تسجيل المكالمات ، الوصول إلى مواقع الأخبار بأقل مجهود، واستمرت الإذاعة في تقديم التغطية للأخبار والأحداث الرئيسية كما حدثت بالضبط . وتقوم المحطات الجريئة بتغطية اللقاءات المنزلية داخل المدن ، والمقابلات التي على الهواء ، وتنظيم عروض " الميكروفون المفتوح " الخاصة بالرأي . واستمرت الإذاعة في القيام بدورها كوسيلة إخبارية مهمة اعتمادا على قدرتما الإذاعية الواسعة الانتشار .