المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اصحاب الربع من الورثة
15-12-2019
Many Hotspots Result from Modified Bases
27-2-2021
{والذين يمسكون بالكتاب}
2024-05-26
القيـادة ( اهم مهاراتـها وأهميتها وأدوارها وابرز مصادرها ومراحلها )
4-12-2020
لا تواصل نفس الأشياء وتتوقع نتيجة مختلفة
25-10-2020
buccal (adj.)
2023-06-20


مذهب المعتزلة في الرؤية  
  
8044   10:10 صباحاً   التاريخ: 25-05-2015
المؤلف : الدكتور عبد الهادي الفضلي
الكتاب أو المصدر : خلاصة علم الكلام
الجزء والصفحة : ص222ــ 228
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / المعتزلة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-05-2015 8045
التاريخ: 25-05-2015 1738
التاريخ: 25-05-2015 12877
التاريخ: 25-05-2015 16476

 وهو مذهب النفاة من الحكماء ومن سوى أهل السنة من المسلمين.

ومن البداية، وقبل عرض الادلة، يقولون : ان الرؤية بالمعرفة والعلم جائزة.

والرؤية بالبصر مستحيلة، لبداهة منافاتها لخلوص الوحدانية، وأصل التوحيد الخالص.

أدلتهم على نفي الرؤية وعمدة دليلهم العقل.

ويتلخص ما استدلوا به عقلياً بأن قالوا :

 إن اللّه تعالى واجب الوجود. ووجوب الوجود يقتضي تجرده تعالى ونفي الجهة والحيّز عنه. والمشروط فيمن تراد رؤيته أن يكون في جهة وحيز، وأن يكون غير مجرد لأنها من اساسيات وقوع الرؤية عليه. ولما كان اللّه تعالى متجرداً ومنزهاً عن الجهة والحيّز يستحيل وقوع الرؤية عليه. وباختصار شديد ومفيد : دليل الوجوب هو دليل نفي الرؤية. وقالوا أيضاً : ان الذي تقع عليه الرؤية البصرية هو اللون والشكل من الاجسام المنظورة، وهما من الأعراض. واللّه منزه عن ذلك. والى المعنى يشير ما رواه الصدوق عن اسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن اللّه تبارك وتعالى : هل يُرى في المعاد ؟ فقال : سبحان اللّه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. يا ابن الفضل، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية، واللّه خالق الألوان والكيفيات». واستدلوا أيضاً بالآيات الكريمة :

 1 - {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]. وهي عمدة ما استدلوا به من النقول. قال القاضي المعتزلي : «إدراك البصر ورؤية البصر في اللغة لا يختلفان. فاذا صح ذلك فيجب أن نقطع بأنه تعالى لا يرى بالأبصار»(1). وذلك لظهور الآية في ذلك، ولقرينة العقل التي تلزم بعدم صرفها عن هذا الظهور وحملها على معنى آخر غير هذا الذي هو ظاهرها.

وقرره الفاضل المقداد بشكل آخر، قال : «تمدح تعالى بنفي إدراك الأبصار له فيكون اثباته له نقصاً»(2). وذهب الزمخشري الى أن قوله تعالى : { اللَّطِيفُ} [الأنعام: 103] معناه : أنه تعالى يلطف عن أن تدركه الابصار لتجرده وبساطته كمال وتمام التجرد والبساطة، و(الخبير) أنه تعالى خبير بكل لطيف مهما لطف ودق. فهما قرينة على أنه تعالى يدرك الابصار، لا تلطف عن إدراكه، وهي لا تدركه للطفه. وهذا من باب اللف»(3). وهي التفاتة أدبية خبيرة، ونكتة علمية لطيفة.

 وجمع السيد شرف الدين أطراف الاستدلال بالآية الكريمة على نفي الرؤية بقوله : «ولنا من الكتاب الحكيم آيات محكمات تؤيد حكم العقل بامتناع الرؤية : الآية الأولى قوله تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]. فان الادراك متى قرن بالبصر لا يفهم منه إلا الرؤية بالعين، وكما أنه اذا قرن بآلة السمع فقيل (ادركته باذني) لا يفهم منه إلا السماع. وكذلك اذا اضيف الى كل واحدة من الحواس أفاد ما تلك الحاسة آلة فيه، فقولهم (ادركته بفمي) معناه : وجدت طعمه، و(ادركته بأنفي) معناه : وجدت رائحته. وقد دلت هذه الآية على أنه سبحانه وتعالى قد تعالى على جميع الموجودات بمجموع هذين الأمرين اللذين اشتملت عليهما الآية الكريمة لأن من الأشياء : ما يَرى ويُرى كالأحياء من الناس.

ومنها : ما يُرى ولا يَرى كالجمادات والأعراض المرئية. ومنها : ما لا يَرى ولا يُرى كالأعراض التي لا تُرى. فاللّه تعالى خالقها جميعها، وتعالى عليها، وتفرد بان يَرى ولا يُرى، وتمدّح بمجموع الأمرين، كما تمدّح بقوله : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ } [الأنعام: 14] وقوله : {يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} [المؤمنون: 88]. وحسبنا من التعليق على هذه الآية ما أخرجه العياشي بسنده المتصل : أن الفضل بن سهل ذا الرئاستين سأل الامام أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال : أخبرني عما اختلف فيه من الرؤية ؟ !. فقال : من وصف اللّه بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على اللّه تعالى، لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير. ثم قال : لا تقع عليه الأوهام، ولا يدرك كيف هو»(4).

2 - {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [طه: 110] قال السيد شرف الدين : «فانها في معناها على حد الآية الأولى (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار). وحسبنا من التعليق عليها ما أخرجه ثقة الاسلام في باب إبطال الرؤية من كتاب التوحيد من أصول الكافي بسنده الى صفوان بن يحيى، قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على الامام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته في ذلك فأذن لي فأدخلته عليه، فسأله عن الحلال والحرام حتى بلغ سؤاله الى التوحيد. فقال ابو قرة : إنّا روينا أن اللّه قسم الرؤية والكلام بين النبيين، فقسم الكلام لموسى، ولمحمد الرؤية. فقال الامام (عليه السلام) : فمن المبلغ عن اللّه الى الثقلين من الانس والجن في أنه لا تدركه الأبصار ولا يحيطون به علماً وليس كمثله شيء ؟

أليس هو محمداً صلى الله عليه وآله ؟

قال : بلى.

قال : كيف يجيء رجل الى الخلق جميعاً فيخبرهم أنه جاء من عند اللّه وأنه يدعوهم الى اللّه بأمر اللّه ويقول لهم عن اللّه : إنه {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] و {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110] ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، ثم يقول لهم : أنا رأيت اللّه بعيني، وأحطت به علماً، وهو على صورة البشر ؟ !! أما تستحون ؟ !.

ما قدرت الزنادقة أن ترميه صلى الله عليه وآله بهذا أن يكون يأتي من عند اللّه بشيء ثم يأتي بخلافه !!

قال له أبو قرة : فانه تعالى يقول : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } [النجم: 13]..!

فقال الامام (عليه السلام) : إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى صلى الله عليه وآله حيث قال تعالى : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى فقال : { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] فآيات اللّه غير اللّه تعالى.

قال : وقد قال عزّ من قائل : {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110] فاذا رأته الأبصار فقد احيط به علماً.

قال أبو قرة : أفنكذب الروايات ؟!

قال الامام : اذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذّبتها.

وقد اجمع المسلمون على أنه لا يحاط به علماً ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شيء.»

قلت : هذا هو فصل الخطاب ومفصل الصواب، وإنه للحدّ الفاصل بين الحق والباطل، لا يرد على سمع ذي لب فيصدر الا عن إذعان، ذلك فضل اللّه يؤتيه عترة نبيه وأعدال كتابه، واللّه ذو الفضل العظيم»(5).

3 - {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } [البقرة: 54، 55] .

قال السيد شرف الدين: «هاتان آيتان متصلتان - كما اوردناهما - والحجة على ما نحن فيه من امتناع الرؤية انما هي الآية الثانية، وإنما أوردنا الأولى لأن لها دخلاً في بيان الوجه في الاحتجاج بوضوح، وذلك أن أولاهما نصت على عقوبة متخذي العجل بقتل انفسهم، ونصت الثانية على عقوبة الطالبين رؤية اللّه جهرة بالصاعقة تأخذهم وهم ينظرون.

وهذا بمجرد يوجب القطع بتساوي الجرمين في الكفر لتساويهما في العقوبة من اللّه تعالى الملك الحق العدل المبين، وليس شيء أدل من هذا على امتناع الرؤية، ووجوب الانكار على القائلين بها، بل وجوب كفرهم اذا أصروا عليها عناداً بعد أن تتم عليهم الحجة بامتناعها كما تمت على اصحاب الصاعقة من قوم موسى فانه عليه الصلاة والسلام حين سألوه الرؤية أخبرهم بامتناعها فألحوا عليه ولجوا في طغيانهم، فعرّفهم أن رؤية اللّه تستلزم تحيزه وتكيفه، والاشارة اليه، واللّه تعالى منزه عن ذلك، وأوضح لهم أن من استجاز الرؤية على اللّه عز وجل فقد جهله وجعله من جملة الأجسام أو الاعراض، فعتوا وأصروا على طلبها عناداً فكانوا بذلك كعبدة العجل، فأخذتهم الصاعقة بأمر اللّه كما أخذ القتل أولئك بأمره تعالى لتساوي الجرمين.

هذا ما استفدته من الآيتين في توجيه الاستدلال على امتناع الرؤية»(6).

4 - { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143].

يقول السيد شرف الدين: «وحسبنا من التعليق على هذه الآية الكريمة ما أخرجه الشيخ الصدوق ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي في باب ما جاء في الرؤية من كتاب التوحيد بسنده إلى علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه أليس من قولك إن الانبياء معصومون؟

قال بلى.

فسأله عن آيات من القرآن.

فكان مما سأله أن قال له: فما معنى قول اللّه عز وجل {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] الآية.

قال: فكيف يجوز أن يكون كليم اللّه موسى بن عمران لا يعلم أن اللّه تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأل هذا السؤال؟

فقال الرضا (عليه السلام): إن كليم اللّه موسى بن عمران (عليه السلام) علم أن اللّه تعالى عزّ أن يُرى بالأبصار، ولكنه لما كلّمه اللّه عز وجل وقرّبه نجياً رجع الى قومه فأخبرهم أن اللّه عز وجل كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت، فاختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربه.

فخرج بهم الى طور سيناء وسأل اللّه تبارك وتعالى أن يكلّمه ليسمعهم كلامه، فكلّمه اللّه تعالى ذكره وسمعوا كلامه من الجهات الست لأن اللّه عز وجل أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثاً منها يسمعونه من جميع الوجوه.

فقالوا: لن نؤمن لك أن هذا الذي سمعناه هو كلام اللّه تعالى حتى نرى اللّه جهرة. فلما قالوا هذا القول العظيم، واستكبروا، وعتوا، بعث اللّه عز وجل عليهم صاعقة تأخذهم بظلمهم فماتوا.

فدعا موسى ربه: يا رب ما أقول لبني اسرائيل اذا رجعتُ اليهم وقالوا: إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقاً فيما ادعيت من مناجاة اللّه إيّاك؟!.

فأحياهم اللّه تعالى وبعثهم معه، فقالوا: إنك لو سألتَ اللّه أن يُريك أن تنظر اليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو ؟ فتعرفه حق معرفته.

قال موسى: يا قوم إن اللّه لا يُرى بالأبصار ولا كيفية له، وانما يُعرف بآياته ويعلم بأعلامه.

فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله.

فقال موسى: يا رب انك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وانت أعلم بصلاحهم.

فأوحى اللّه جل جلاله اليه: يا موسى إسألني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم.

فعند ذلك قال موسى: رب أرني نظر اليك.

قال لن تراني، ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه - وهو يهوي - فسوف تراني.

فلما تجلّى ربه للجبل بآية من آياته جعله دكاً وخرّ موسى صعقاً، فلما أفاق، قال: سبحانك تبت اليك، يقول: رجعت الى معرفتي بك عن جهل قومي، وأنا أول المؤمنين منهم بأنك لا تُرى.

فقال المأمون، للّه درك يا أبا الحسن»(7).

 

من احاديث أهل البيت:

احتج بها اصحابنا الامامية خاصة، لتمسكهم بأهل البيت (عليهم السلام) أخذاً بقول رسول اللّه صلى الله عليه وآله : «اني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

وقد عرف عن أهل البيت أنهم قاوموا فكرة التجسيم وشبهاتها، مقاومة شديدة لا هوادة فيها ولا مهادنة.

ويكفينا أن أنقل منها هنا بعض ما روي عن امير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة:

1 - إلا أنّا نعلم أنك حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، لم ينته اليك نظر، ولم يدركك بصر، أدركت الأبصار، وأحصيت الأعمار، وأخذت بالنواصي والأقدام(8).

2 - لا تدركه العيون بمشاهدة العيان(9).

3 - الحمد للّه الكائن قبل أن يكون كرسي أو عرش أو سماء أو أرض أو جان أو إنس، لا يدرك بوهم، ولا يقدّر بفهم، ولا يشغله سائل، ولا ينقصه نائل، ولا ينظر بعين(10).

4 - الحمد للّه الذي لا تدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد ولا تراه النواظر(11).

5 - لا يشمل بجدٍّ، ولا يحسب بعدٍّ، وانما تحدُّ الادواتُ أنفسها، وتشير الى نظائرها، منعتْها (منذ) القدمية، وحملْتها (قد ) الأزلية، وجنّبتْها (لولا) التكملة، بها تجلى صانعها للعقول، وبها امتنع عن نظر العيون(12).

6 - لا تناله الأوهام فتقدره، ولا تتوهمه الفطن فتصوره، ولا تدركه الحواس فتحسه (13).

 

حقيقة الرؤية وكيفيتها عندهم:

الرؤية عندهم هي الرؤية الطبيعية المعروفة، وكيفيتها هي الكيفية الطبيعية المعروفة أيضاً.

وتتحقق عن طريق (العين) التي هي عضو البصر وحاسته. «ويتم الابصار بها عندما يدخل الضوء العين من طريق البؤبؤ، فتركزه العدسة في بؤرة بحيث تتشكل صورة تقع على الشبكية، فينقلها العصب البصري مقلوبة رأساً على عقب الى الدماغ حيث تُعكس بطريقة لا يزال العلماء عاجزين عن فهمها»(14).

ومدركات القوة الباصرة هي الأضواء والألوان والاشكال. وذكرت لتحقق الرؤية والابصار شروط هي:

1 - المقابلة بين الرائي والمرئي.

2 - المسافة الكافية بينهما قرباً وبعداً.

3 - ان يكون حجم المرئي بالقدر الذي يمكن أن يقع عليه الابصار، بمعنى أن لا يبلغ غاية الصغر واللطف أو أن يكون مجرداً.

4 - أن يكون الجسم المرئي كثيفاً.

5 - أن يكون الجسم المرئي مضيئاً أو مضاءاً.

___________________

(1) المختصر في اصول الدين 337.

(2) النافع يوم الحشر 39.

(3) الكشاف : تفسير الآية المذكورة.

(4) كلمة حول الرؤية 298 - 300.

(5) كلمة حول الرؤية 305 - 307.

(6) م . ن 308 .

(7) كلمة حول الرؤية 311 - 313 والتوحيد 121 - 122 .

(8) نهج البلاغة ط الشعب 182 .

(9) 207 .

(10) 211 .

(11) 216 .

(12) 220 .

(13) 220 .

(14) موسوعة المورد: مادة Vison .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.