المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

إعجاز القرآن من جهة «علم الغيب»
8-10-2014
الوضع
30-8-2016
كيفية وفاة الإمام العسكري
15-10-2015
سعيد بن شيبان
17-10-2017
تفسير الاية (5-8) من سورة الجمعة
5-2-2018
ذكر بعض الشواهد في زمان النبي [صلى الله عليه واله] المفندة لنظرية عدالة جميع الصحابة
8-2-2018


الإسلام / قيم روحية  
  
3318   10:19 صباحاً   التاريخ: 25-4-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:11-15
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2021 2605
التاريخ: 19-7-2021 8279
التاريخ: 22-03-2015 2913
التاريخ: 2820

 

قيم روحية

تدل كلمة الإسلام باشتقاقها اللغوي على معني الخضوع والانقياد، وقد ترددت في القرآن الكريم بهذا المعني في مثل: {{وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له}} {{وأمرت أن أسلم لرب العالمين}} ومن ثم أطلقت علما على ديننا الحنيف في قوله تبارك وتعالي: {{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}} وهو دين لسعادة الناس كافة، دين يكمل الديانات السماوية السابقة ويسيطر على كل ما جاء به الرسل، يقول جل شأنه:

{{وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا)، } ويقول: {{شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}} ويقول: {{هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله}} ويقول: {{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}}

فالإسلام هو الشريعة الإلهية الأخيرة التي تفرض سلطانها على كل ما سبقها من شرائع سماوية. وهو يقوم على ركنين أساسيين هما: العقيدة والعمل.

وتسمي العقيدة بالإيمان من الأمن بمعني طمأنينة النفس وتصديقها بما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم. وأهم أصل في العقيدة الإسلامية الإيمان بوحدانية الله، يقول سبحانه وتعالي: {{قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}} فلا عبودية لغير الله من أوثان وأحجار وكواكب، وهو ليس إله قبيلة ولا إله شعب بعينه ولا إله نور أو ظلام بل هو {{رب العالمين}} رب كل شئ في الكون وخالقه {{ليس كمثله شيء}} {{لا تدركه الأبصار وهو}

11

 

12

{يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}} قد أحاط علمه بكل ما في الكون {{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}}

وعلي مثال علمه الواسع قدرته التي؟ ؟ ؟ على كل ما في العالم وتقبض على زمامه {{وسع كرسيه السماوات والأرض}} {{والله على كل شيء قدير}} وهو مع قدرته وسلطانه وعقابه للمذنبين الآثمين رحيم بعباده، يقول سبحانه {{ورحمتي وسعت كل شيء}} {{كتب ربكم على نفسه الرحمة}} وتقترن بالرحمة في القرآن الكريم المحبة التي يفيضها على عباده مستشعرين لجلاله وكماله المطلق {{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}} {{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}} ودائما تصحب محبة الله الدعوة الى العمل الصالح والنهي عن العمل الخبيث {{فإن الله يحب المتقين}} {{إن الله يحب المتوكلين}} {{إن الله يحب المحسنين}} {{والله لا يحب المفسدين}} {{والله لا يحب الظالمين}} ومن محبة الله للناس ورحمته بهم أن اصطفي لهم من خلقه أنبياء يوحي إليهم بما فيه سعادتهم في الدارين الاولى والآخرة {{رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}} وعلي الناس أن يؤمنوا بما جاءوا به من كتب سماوية، خاتمتها الذكر الحكيم {{قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل الى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}}

ووراء هذا العالم المادي الذي نشاهده عالم غيبي، به نوعان من الأرواح خير وشرير، والخير هو الملائكة الذين يتنزلون بالوحي على قلوب الرسل {{إنا أوحينا إليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده}} {{نزل به الروح الأمين على قلبك}} وهؤلاء الملائكة ينصرون المؤمنين ويستغفرون لهم ربهم ويتوفونهم ويكتبون أعمالهم {{وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون}} أما الأرواح الشريرة فهي الشياطين المطرودون عن الملأ الأعلي، وهم ينفثون غوايتهم فيمن ضلوا عن الصراط المستقيم {{وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم}} {{ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم}}

13

ويكثر القرآن من الحديث عن عقيدة المعاد، فالناس جميعا مبعوثون بعد موتهم {{ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون}} وهو يوم الحساب، كل يحاسب على أعماله {{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}} {{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد}} {{للذين أحسنوا الحسني وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}} {{لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا}}

ودائما يردد الذكر الحكيم أن الإنسان مشدود الى إرادة الله العليا ومشيئته الربانية وأنه ينبغي أن يتدبر إرادته الصغري بجانب هذه الإرادة الكبري، فلا يتبع هواه بل يراقب ربه في كل ما يأتي ويدع. فهناك مشيئة مطلقة هي مشيئة الله التي تسيطر على كل ما في الكون {{وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين}} وبجانبها مشيئة الإنسان التي تجعله مسئولا أمام ربه عن عقيدته وعمله وما كسبت يداه {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}} {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}} {{كل نفس بما كسبت رهينة}} {{لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}} {{ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه}}

وتلك هي أصول العقيدة الإسلامية، وبجانبها أعمال من العبادات يجب على المسلم أداؤها، وهي ترجع الى أربعة أصول: الصلاة والصوم والحج والزكاة.

الصلاة بما يسبقها من طهارة الوضوء وبما فيها من تلاوة للقرآن وتسبيح واستغفار، وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم للمسلمين كيفيتها وأوقاتها، وفي القرآن الكريم {{قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}} {{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}} والصوم هو صوم شهر رمضان تبتلا الى الله {{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. .} {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. .} {وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط}

 

14

الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل). والحج {{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}} وهو في أشهر معلومات، وقد بين الرسول للمسلمين كيفيته وما يقترن به من عبادة وذكر لله وتسبيح. ثم الزكاة وهي أن يرد من مال الغني على الفقير وعلي الصالح العام للأمة، وهي تذكر في القرآن دائما مع الصلاة تأكيدا لها وحثا عليها في مثل {{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}}

ولم يرسم القرآن الكريم للمسلمين معالم عقيدتهم وفروضها العملية فحسب، بل رسم لهم أيضا طريق الفضيلة وما ينبغي أن يتحلوا به في سلوكهم وأخلاقهم، حتي ينالوا رضا ربهم ومحبته، يقول تبارك وتعالي: {{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. .} {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. .} {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا. .} {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما}} {{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن. .} {وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}} ويقول جل وعز ناهيا عن الهزء بالناس والغيبة والظن الآثم: {{إنما المؤمنون إخوة. .} {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}}

وقد حرم الإسلام جملة الفواحش ما كبر منها وما صغر {{قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن}} ومما حرمه تحريما باتا آفة الخمر وآفة القمار {{إنما الخمر والميسر. .} {رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}}

15

 

ودائما تلقانا في الذكر الحكيم دعوة المسلمين الى الخير والارتفاع عن الدنايا والنقائص {{ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}}

وبهذه القيم الروحية جميعا يقوم الإسلام، فهو ليس عقيدة سماوية وفروضا دينية فحسب، بل هو أيضا سلوك خلقي قويم، إذ يدعو الى طهارة النفس ونبذ كل الفواحش والرذائل، ومراقبة الإنسان لربه في كل ما يأتي من قول أو فعل، فإنه معروض عليه يوم القيامة، يوم يجزي كل إنسان بما قدمت يداه. وقد مضي الصحابة يعبدون الله حق عبادته مستشعرين ضربا من القلق على مصيرهم، بعث فيهم الضمير الحي الذي يستشعر صاحبه الخوف من ربه في سره وعلنه، كما يستشعر الرجاء في نعيمه ورضوانه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.