أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-06
904
التاريخ: 27-3-2021
1399
التاريخ: 2023-03-30
1031
التاريخ: 2023-04-09
1426
|
ان أول ما يعرفه القارئ عن الشخصية التي تصفها يتلقاه من ملامحها الجسدية التي تضفيها عليها. بيد أنه من غير المفيد الإغراق في وصف أدق الملامح الجسدية لشخصياتك بما يزيد عن ملامحها العامة: الجنس، العمر التقريبي، لون الشعر وطوله، لون العينين، طريقة ارتداء الملابس. وإذا كان للشخصية علامات فارقة (وشم، حلقات، ندوب)، فمن الضروري تحديدها.
غير أن الحكمة تقتضي هنا أن يكون الوصف الجسدي للشخصية نسبياً. فربما تقرر، بوصفك كاتباً للسيناريو، أن يكون بطلك ضخماً، وأشقر، وشعره مجعداً وعيناه خضراوين، غير أن المخرج قد يقرر، من جهته، أن يمنح الدور لجورج كلوني، وهو أمر لا يعود اتخاذ القرار فيه إليك. إذ يمكن للمخرج، في الواقع، أن يعتبر أن الأوصاف الجسدية التي كتبتها لا تمارس أي تأثير على الشخصية وأن باستطاعته أن يعيد رسمها على طريقته. غير أنه يمكن أن تكون لديك مصلحة لا ريب فيها في طرح مبررات اختيارك الملامح الجسدية لشخصيات الفيلم.
تدور أحداث فيلم "Scarface "لبرايان ديبالما والذي كتبه أوليفر ستون، في ميامي في حقبة الثمانينيات وهي الفترة التي شهدت هجرة كثيفة للكوبيين إلى الولايات المتحدة. وهكذا وصفت الشخصية الرئيسية في الفيلم، توني مونتانا، على أنها "رجل ضئيل شعره قصير وعيناه سوداوان وبشرته داكنة، يحمل ندبة طويلة على وجهه الأمر الذي يضفي عليه صفة القسوة. ويعد هذا الوصف مبرراً في السياق التاريخي والثقافي الاجتماعي للقصة.
يمثل فيلم "Alien "لريدلي سكوت حالة خاصة بسبب إجماع الجمهور على الأداء الاستثنائي لسيغورني ويفر التي أدت شخصية الملازم إيلين ريدلي، وهو دور كان ذكورياً في الأصل.
ويروي فيلم "Shoes Her In "لكورتيس هانسون قصة شقيقتين. وقد كتب وصف هاتين الشخصيتين النسائيتين بطريقة تجعل القارئ يفهم على الفور الشرخ الذي يفصل بينهما. فالشقيقة الأولى شقراء، رقيقة، جذابة ومغناج أما الثانية فبدينة، جامدة ترتدي أزياء متحفظة وباهتة. وينطلق الفيلم برمته، بالطبع، من هاتين الشخصيتين متناقضتي الملامح مع كل الأحكام المسبقة المقترنة بهذا التناقض في سبيل إبراز الانعطافات والتغيرات التي تعانيان منها بصورة أفضل.
ويمكن للون البشرة أن يكون ملمحاً جسدياً هاماً. فالبشرة السوداء للمحامي، في فيلم "Philadelphia "لجوناثان ديم، هي عنصر أصيل في ملامح الشخصية يسمح لكاتب السيناريو بمعالجة موضوعة العنصرية بكل أشكالها. وفي فيلم " Far Heaven From "لتود هاينز، تقع ربة المنزل الكاملة التي تلعب دورها جوليان مور في حب بستاني أسود. وتجري أحداث الفيلم في سنوات الخمسينيات في حقبة كانت العنصرية خلالها في أوجها وهو بعد إضافي يزاد على الخيانة الزوجية.
ويمكن للدمامة أن تكون ملمحاً جسدياً أساسياً. فالبطل، في كل من "Man Elephant "لديفيد لينش و"Freaks "لتود براونينغ، مسخ يعده الناس وحشاً. وفي الحالتين، يعمل القبح، بالنسبة إلى كاتب السيناريو، على إثبات أن المسوخ الفعليين هم من يستغلون بؤس هذين الشخصين. ويروي فيلم "Bête la et Belle La،" بصورة أكثر شعرية، تلك المفارقة بين القبح الخارجي والجمال الداخلي.
فالدمامة الجسدية، إذن، قد تكون محركاً ممتازاً للدراما. إذ يعرض فيلم "Officiers Des Chambre La "لفرانسوا دوبريون الشخصية التي أداها إيريك كارافاكا كرجل وسيم يغوي النساء. ثم يمزق انفجار قنبلة نصف وجهه الأمر الذي يجعله يعد نفسه مسخاً. بيد أن الفيلم يرينا أن هذا الحدث سيجعل منه رجلاً أجمل من الداخل يستعيد حياته ويعرف كيف يهتم بالآخرين.
والإعاقات بدورها عناصر جسدية قوية استخدمتها السينما بكثرة في بناء الملامح الجسدية للشخصيات في أفلام نذكر منها العمى في فيلم "Daredevil "لمارك ستيفن جونسون والتوحد لدى رايموند في "Man Rain " لباري ليفنسون والشلل لدى كريستي في "Foot Left My "لجيم شيريدان والشلل الرباعي في "Flint Larry "لميلوس فورمان وكيني، الطفل الجذع، في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه لكلود غانيون، وجوني ذو الجسد الأبتر في فيلم .ترومبو لدالتون" Johnny Got His Gun"
في فيلم "Worker Miracle The "لآرثر بن، ينبغي على الشخصية الرئيسية، آني سوليفان، أن تعتني بطفلة صغيرة ضريرة صماء بكماء. وآني هي نفسها مربية متخصصة أصبحت شبه ضريرة، كما هي حال فاوستو كونسول الذي أصبح ضريراً على أثر انفجار في الفيلم الإيطالي (عطر ( امرأة» لدينو ريزي. وأدا، في فيلم "Piano The "لجاين كامبيون، شابة أصبحت بكماء على أثر حادث.
ويروي لنا جوليان شنابل، في فيلم "Butterfly The And Bell Diving The،" قصة كفاح رجل مشلول كلياً باستثناء عينه التي لا تزال ترمش في حركة تشكل بالنسبة إليه الأسلوب الوحيد للتواصل مع محيطه. وفي فيلم "Waves The Breaking "للارس فون تراير، تقترن بيث بجون الذي تحبه حتى الجنون. يدق عنق جون في حادث يؤدي إلى شلله.
رأينا أنه قد يكون من المثير أن توسم الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات الرئيسية في السيناريو بإعاقة جسدية. بيد أن الخطر يكمن في وقوع الفيلم في رثائية لا تحتمل أو في خلق شخصيات شديدة النمطية. وهكذا، يتطلب الأمر أن يتمتع كاتب السيناريو بالموهبة والحساسية اللازمتين لخلق شخصيات تتمتع بكينونة تتجاوز مجرد حالتها الجسدية.
يتطلب اللجوء إلى خلق شخصية معوقة من كاتب السيناريو أن يقوم بما يلزم من الأبحاث مستعيناً بالجمعيات التي تعنى بالمعوقين مثلاً أو بالتواصل المباشر مع أشخاص مستهم الإعاقة مباشرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|