أولا : رجوع الزوجة عن النشوز قبل رفع الدعوى :

إذا رجعت المرأة إلى صوابها وأطاعت زوجها فليس له بعد ذلك أن يستعمل اي وسيلة من الوسائل الممنوحة له ، كما تعود إليها نفقتها لزوال المسقط لها ووجود التمكين المقتضى لها . فالزوجة إذا عادت عن نشوزها بعد وعظ الزوج لها فإنه على هذا الزوج أن يتوقف عن تأديبها وال يواصل طرق التأديب(1) .

 أي أن تنتفي طرق التأديب . كقوله تعالى : ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا ) (2)

أي إذا أطاعت المرأة زوجها في كل ما يريد منها مما أباحه الله له فليس له  عليها بعد ذلك ولا هجرانها وفي قول الله سبحانه وتعالى تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب فإن الله العلي الكبير وليهن وهو سينتقم لظلمهن والبغي  عليهن .(3)

ثانياً : رجوع الزوجة عن النشوز بعد رفع الدعوى :

مخافة من الزوج من أن تفقد جميع حقوقها بعد الطلاق من نفقة ومسكن بل أنها قد تدفع تعويض للزوج بسبب الضرر التي ألحقته به بنشوزها ، فإنها تتراجع عن نشوزها وتعود لمسكن الزوجية الذي أعده الزوج لها ، كما يمكن أن يكون رجوعها عن النشوز اقتناعها بحكم المصلحين والحكمين بعد أن تفهم الخطأ الذي هي فيه وتعود عنه ، وإذا عادت الزوجة عن النشوز وعادت لبيت الزوجية يعود لها الحق في السكن والنفقة والقسم وال يجوز للزوج التعدي عليها أو ظلمها بطريق  من التوبي اللساني والأذى الفعلي وغيره وأن يجعل ما كان منها كأن لم يكن (4)

___________

1- علي محمد قاسم – نشوز الزوجة أسبابه وعالجه – دار الجامعة الجديدة للنشر – مصر – 2003 – ص176

 2- سورة النساء – الآية 34

3- ابن كثير – عماد الدين أبي البغداء ابن كثير الدمشقي – مختصر تفسير ابن كثير – المجلد الأول – دار القرآن الكريم – بيروت – 1981–  ص382

4-علي محمد قاسم – نشوز الزوجة وأسبابه وعالجه – دار الجامعة الجديدة للنشر – مصر – 2003 – ص176