المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تاريخ الحضرة
22-5-2019
المالئات Fillers
24-10-2017
ستون خصوصية لصلاة العيد
2023-03-16
الفلسفة
4-7-2016
مـراحـل نـشـأة مـصطـلح العـولـمـة
2024-01-10
معنى كلمة رجز
23-6-2022


قصة قوم قريش  
  
4013   05:38 مساءً   التاريخ: 2-4-2021
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج2 ، ص511 - 514
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / مقالات عامة من التاريخ الإسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014 1591
التاريخ: 8-10-2014 1453
التاريخ: 7-12-2015 1456
التاريخ: 8-10-2014 1483

السماء أبادت أعداء الله الذين حاولوا إلحاق الأذى بالكعبة حتى اتيح لقريش أن يعاد إليها أمنها وتجارتها بعد أن هربوا إلى رؤوس الجبال أثناء الغزو الحبشي المذكور .

والقصة تبدأ بهذا النحو :

​{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}

إن ما يعنينا الآن من هذه القصة ، هو دلالتها الفكرية . أما دلالتها الفنية قد سبق أن أوضحناها في حينه .

إن القصة صيغت وقريش تـتعامل مع رسالة الإسلام تعاملاً وسخاً ، مستجمعة كل قواها وكيدها لمحاربة محمد (صلَّ الله عليه وآله) ورسالته .

ودلالتها في هذا السياق واضحة كل الوضوح . إنها أولا تذكر القرشيين بحادثة قريبة العهد بهم . فقد كان الغزو الحبشي الفاشل في نفس العام الذي ولد فيه محمد (صلَّ الله عليه وآله) مما يعني أن معمريهم يتذكرون الغزو تماماً .

ثانيا : أنها تداعي أذهانهم إلى المصير الذي لاقاه أعداء الله في محاولاتهم للوقوف حيال مساكن الله ...

إذن ، القصة فيما يتصل بمعاصري الرسالة تـترك لدى أذهان القرشيين وأذهان الإسلاميين أيضا إيحاءات واضحة ، إنها تريد أن تقول للقرشيين : إن السماء التي أرسلت طيراً أبابيل على الغزاة بمقدورها أن تصنع ذلك حيال العدو الجديد : قريش .

وتريد أن تقول للإسلاميين : إن السماء التي أبادت العدو القديم بمقدورها أن تبيد العدو الجديد أيضا ، مما يشيع الاطمئنان في نفوس الإسلاميين ، وإزالة القلق الذي قد يساورهم حيال شتى وسائل الكيد التي مارسها القرشيون .

بيد أن الملاحظ أن القصة شددت على ظاهرتين في هذا الصدد ، وهما : الطعام والأمن {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} .

مثلما شددت على قضية محددة هي رحلة الشتاء والصيف وصلتها بكل من الطعام والأمن .

والسؤال : ما هو التفسير الفني لهذا التشدد ؟

إن كلا من الدافعين الدافع إلى الطعام والدافع إلى الأمن يشكلان في تصور علماء النفس الذين يعنون بدوافع الشخصية دوافع رئيسة لا مجال لممارسة التأجيل حيالها .

وواضح أن الحاجة إلى الطعام تجيء في مقدمة الحاجات الحيوية .

وتجيء الحاجة إلى الأمن في مقدمة الحاجات النفسية .

وهذا يعني أن القصة اختارت أقوى دافع حيوي عند الشخصية ، وهو البحث عن الطعام ، واختارت أقوى دافع نفسي وهو البحث عن الأمن ، وجعلتهما مصدر تذكير لهؤلاء الذين يلهثون وراء إشباع دوافعهم ، ... وهم غافلون عن أن أهم دوافعهم التي لا مناص من إشباعها ، قد توفرت لهم فعلا ... ففيم تحركاتهم إذن ؟

لا شك أن اللهاث وراء الإشباع الزائد عن الحاجة ، أو الإشباع الذاتي الصرف الذي لا يعنى بحاجات الآخرين أو الحاجات المنضبطة بالمبادئ ، هو الذي يفسر سلوك هؤلاء المرضى ، من نحو بحثهم عن السيطرة والتفوق والتملك واللذة العاجلة بعامة .

إن رحلة الشتاء والصيف ، وهي الرحلة التي ألمحت القصة إليها ، تعد مؤشرا فنيا لقضية التذكير بنعم السماء على هؤلاء القوم الذين وقفوا من رسالة السماء سلبيا .

لم تـتحدث القصة عن الطعام بعامة ، ولم تـتحدث عن الأمن بعامة ، إنما أشارت إليهما بعد أن ألمحت إلى رحلة الشتاء والصيف ، مما يعني من حيث البناء الهندسي للقصة أن الرحلة هي المفتاح الرئيسي لتفسير كل شيء .

فما هي تفصيلات هذه الرحلة ؟

القصة ذاتها لم تـتحدث عن تفصيلات هذه الرحلة ، وإنما اكتفت بالقول

{إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} .

والتفسير الفني لهذا الصمت الذي نسجته القصة حول رحلة الشتاء والصيف ، ينطوي على سمة جمالية ممتعة هي : أن القصة نفسها قدمت إجابة في نهاية القصة ، حينما طالبت بعبادة رب البيت الذي حماه من غزو الأحباش ، وحمى القرشيين من الجوع والخوف :

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}

{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}

القارئ مدعو من جديد إلى أن يتأمل إشارة القصة إلى {رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} ليتعرف أسرار الفن العظيم لهذه الإشارة واكتنازها بأكثر من دلالة يستخلصها القارئ .

إن البيت الحرام يداعي ذهن القارئ إلى أنه نفس البيت الذي حاول الأحباش أن يكيدوا له ، ثم رد الله كيدهم إلى نحورهم .

والبيت الحرام في الآن ذاته يداعي ذهن القارئ إلى أنه هو نفس البيت الذي أحاط به هؤلاء القوم الذين تـتحدث القصة عنهم ، وعن نعم السماء عليهم ، ...

ومنها : النعمة التي تفرزها رحلة الشتاء والصيف .

ولكن رحلة الشتاء والصيف لا تزال غامضة في الأذهان ... فكيف تم إلفات الذهن إليها ؟ تم ذلك من خلال طريقة فنية غير مباشرة ، هي اختـتام القصة بعبادة رب البيت الذي أطعم القرشيين وآمنهم من الخوف ، ... بحيث يستخلص القارئ من أن كلا من الإطعام والأمن ، مرتبطان برحلة الشتاء والصيف .

إذن رحلة الشتاء والصيف التي ذكرت القصة بها قريشا إنما هي تلك المعطيات التي اقترنت بها نعم الطعام الذي توفر لهم ، ونعم الأمن والطمأنينة من أي خوف يداهمهم .

وأخيرا فإن تفصيلات الطعام والأمن ، لا تحمل ضرورة فنية لأن تسرد في القصة مادام الهدف الفني هو : التذكير بالنعم وليس بجزئياتها .

ومن هنا فإن النصوص المفسرة هي التي تنهض بهذه المهمة الثانوية .

وتقول هذه النصوص بما مؤداه :

إن الحرم أرض مجدبة وقريش تعتمد على التجارة الخارجية في معيشتها وقد هيأت السماء لهذا البلد رحلتين ، واحدة في الشتاء : متجهة نحو اليمن ، نظرا لحرارة هذه المنطقة .

وواحدة في الصيف : متجهة نحو الشام ، نظرا لبرودتها وهذا فيما يتصل بالحاجة إلى الطعام .

أما فيما يتصل بالحاجة إلى الأمن ، فإن النصوص المفسرة تشير إلى أن السماء حملت قلوب الناس على تعظيم البيت الحرام ، ... ومن هنا لم يتعرض أحد لهذه القوافل التجارية بسوء ، لمجرد أنهم يقولون : نحن أهل حرم الله ... وحتى داخل الجزيرة فإن الحرميّ يُخلى عنه وعن أمواله ، للسبب ذاته .

المهم ، أن التذكير بهذه النعم وفق الطريقة الفنية التي سلكتها القصة يظل مفسراً لدلالة القصة التي تستهدف لفت الانتباه ، ليس لقوم بأعيانهم فحسب ، بل كل الآدميين قديما وحديثا ، إلى أن نعم الله لا تعد ولاتحصى وإلى ضرورة تثمين هذه النعم وتقديرها ... وإلا فإن الله قادر على إزالة هذه النعم عمن يحاول الكيد لرسالة الإسلام ، بل إبادتهم أساسا ، كما ابيد من كان قبلهم ممن هو أشد قوة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .