المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أيهما أفضل العدل أو الجود ؟  
  
2446   01:20 صباحاً   التاريخ: 24-3-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2،ص142-146
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / العدل و المساواة /

قال (عليه السلام) : وقد سئل : أيهما أفضل العدل أو الجود :

العدل يضع الامور مواضعها ، والجود(1) يخرجها من جهتها .

والعدل سائس عام ، والجود عارض خاص. فالعدل أشرفهما وأفضلهما.

قد يتصور البعض انه قادر على إدارة الامور من خلال إمكانيته المالية ، فيصل إلى القلوب ، ويحوز على الثقة عندما ينفق امواله ، ليستر عيوبه ، ويغطي نقائصه ، وهو غافل عن كون طريق الوصول لذلك هو الانصاف والتوازن الذي يضمن معادلة تصلح لتكوين علاقة سليمة مع بقية الافراد ، من شأنها ان تمد جسور الثقة وروابط الاطمئنان النفسي بصلاحه لما يطمح إليه.

وهذا عام ينطبق على علاقة الإنسان داخليا وخارجيا ، فإذا هدف إلى شيء فعليه تعبيد طريقه بوضع الشيء في محله المناسب ، دون التعدي على احد مهما كان ، حيث يضر ذلك به ولا ينفعه ما ينفقه من مال بعد ان تجاوز او جار على احد ، لأنه من الواضح عدم احتياج كل احد لماله ، لكن لا احد يستغني عن عدله ، لما يمثله من الإنصاف وحسن السيرة ، ليأمن إليه الناس ، فيثقوا به ، ويعتمدوا عليه ، ويتعاملوا معه وفقا لما دلهم عليهم عدله ، من حكمه وتعقل وتدبير ، وهي روابط وثوق قد لا تعدلها غيرها ، إلا إذا تحلى الإنسان بالإيمان ، فعندها يمنعه التزامه الإيماني عن الفتك والاعتداء والاساءة ، وعندها ربما يطمئن إليه البعض.

فالدعوة إلى وضع الامور في نصابها الصحيح ، كونه الضامن الامين للدلالة على مؤهلات الشخص ، فتناط به مهمات عديدة ، تجعل منه عنصرا ناجحا اجتماعيا ، وأما سوى ذلك من طرق يتوصل بها آخرون كاستثمار المال لأغراض دعائية ، فهي غير ناجحة ، ولو نفعت مؤقتا فهي غير مضمونة دائما.

فالحكمة :

أ- ترشد إلى اتباع أفضل السبل واقصرها ، للوصول للغرض المنشود ، والعدل يمثل البرنامج العام الذي لا يتأثر بالمؤثرات المتغيرة ، في مقابل المال المتأرجح والعارض الزائل.

ب- كما يستفاد منها النقد لحالات التعدي والتجاوز ، مما يقوم به اجواد من الناس ، فإن المجتمع بحاجة إلى العدل ، أكثر من كونه محتاجا إلى الجود، فإن رغب احد بالجود والسخاء ، فتلك مكرمة قد تحلى بها، لكنه لو لم يفعل لما لأمه أحد ، واما لو لم يعدل فسيرفضه من في السماء ومن في الارض ، لذا ليست المشكلة في الجود ، بل في اساءة استخدامه كأداة للوصول ، إذا ما قورن بالعدل ، فهو أوسع قاعدة وأشمل تغطية جماهيرية.

ج- كما تصحح مفهوم (من جاد ساد) ، وانه لا سيادة ولا زعامة صالحة دائمة ، إذا ما ظلم الإنسان اخاه الإنسان ، او تجاوز على حقوقه ، او بغى عليه ، بل يتحقق ذلك للضعيف الفقير إذا ما أعطى من نفسه الحق ووضع الامور في مواضعها ، فإنه يسود ويتزعم جماعته ، بعد ان وثقوا بعدله وكياسته وطريقة تدبيره الامور ، وبهذا نكون قد امنا جميع حالات التعدي ، وضمنا عدالة اجتماعية شاملة ، بينما إذا جاد وجار ، فلا يهنأ المجود عليه به ، لاقترانه بالجور ، فضلا عن بقية الافراد ممن لم يصلهم سوى الظلم والجور.

فكان (عليه السلام) بصدد المصارحة الواضحة مع الطبقات القيادية في المجتمع : ان لا معدل عن العدل ، وإلا لكثرت الانقلابات والاغتيالات وسائر ما يزعزع الأمن ويهدد الاستقرار ، وعندها لا ينفع شراء الاصوات ، وفرص الهيمنة بالوسائل المختلفة ، ترغيبا او ترهيبا ، بل ستذهب الجهود  بلا مقابل ، بدلا من ان تفك حصارا اجتماعيا على هذا المهيمن بماله ، في الوقت الذي تتظافر جميع الجهود من اجل تذليل الصعوبات المالية ان وجدت ، لذا كان العدل اشرف وأفضل ، بعد كونه قد رسم للإنسان سياسة تعامله مع غيره ، لتحترق الحقوق ، وتؤدي الاستحقاقات ، فيؤمن الغضب والثورة والهياج والبطش ، في وقت لا يدري ذو المال كيف يحمي نفسه من بعض ذلك ، وهذا ما لم يكن بسبب سلبية صفة الجود بقدر ما كان بسبب غياب العدل ، فينبغي لنا ان نتفاعل مع هذه الحكمة بفهم يحتم عليهم التروي ومزيد التفكير ، وعدم الاستبداد ، أو رفض النصح ، لما يكلفهم ذلك دنيويا واخرويا، لننطلق في قضاياه ضمن محور العدل ، فنصل للمراد في وقت لا نضمن فيه الوصول بمحاور اخرى ومنها الجود بالمال وتوظيفه لأغراض الدعاية ، حيث لا يصدق الناس به عندما اتضحت مديات قدرته على معالجته المشكلات ، فاستعان بالجور ، عندما ضاق به العدل ، مع انه (من ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق)(2)، وهو بهذا لم يعالج المشكلة ، وانما اضاف اخرى ، ولذلك نرى ان انهيارات دولية وغيرها تحصل بسبب فقدان العدل ، كطريقة للتعامل ، ووسيلة للتغلب على ما يعترض الطريق الطويل ، فإن المنكوب يتطامن عندما يأمل باسترداد حقه ، لكنه لا يسكت لو اشتري سكوته بالمال ، والفارق شعوره بكرامته الإنسانية في ظل العدل ، وإشعاره بهوانها حتى لو احيط بالمال ، فهو ليس بعوض دائما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الجود : كثرة العطاء من غير سؤال.

 (1) نهج البلاغة 1/46.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.