أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2021
1672
التاريخ: 30-8-2021
2537
التاريخ: 9-7-2022
1758
التاريخ: 21-5-2020
2607
|
قال (عليه السلام) : من أحبنا اهل البيت ، فليستعد للفقر جلبابا (1).
ان الحب يعني اللزوم والثبات (2)، وهو ما يقتضي الطاعة والامتثال للمحبوب ، ليتحقق اللزوم والثبات بمستوييهما المادي والمعنوي، مع التوطن على تحمل لوازم ذلك ، وهو ما يتخلص في تفعيل دور التقوى في حياة الفرد ، الامر الذي يتطلب مساحة واسعة من الاهتمام والوعي لما يترتب عليه :
1- فقد يكون دنيويا بالصبر على تدني المستوى المالي وتحمل الفقر ، كون متابعة اهل البيت (عليهم السلام) تستلزم تنفيذ تعاليمهم ، وعدم التورط بالحرام ، وهو ما يمنع :
أ- بعض فرص القفز نحو الغنى ، لأنه لابد من تحديد الهدف مسبقا إما طلب الدنيا من دون فرز بين طيب المال وخبيثه ، او البحث عن الحلال والتمسك به دون غيره ، على أساس ان غير الحلال مما لا يدوم ولا بركة فيها وهو من أشد انواع الفيروسات التي تصيب الإنسان وتقلل مناعته الايمانية والاخلاقية ، ولا تجدي بعد ذلك محاولات المعالجة إلا بعد التخلص منه جميعا ، وهو مالا يفعله كثير ، فلذا ينكبون ويتأثرون بآثاره ، ليودعوا السعادة والبركة والاطمئنان والسمعة النزيهة وسواها من عوامل فاعلة ومهمة في استقرار الفرد شخصيا واجتماعيا، قال تعالى : {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة : 100] ، كما :
ب- يمنع انسيابية العمل، ويوجب تلكأه ، نتيجة المضايقات الامنية والمطاردات ، او المصادرات المالية ، او التمييز في فرص الاستثمار ، مما يضعف الحالة المعيشية ، ولا يتحقق غنى بالمفهوم المادي وعلى مستوى ضخامة الرصيد ، للتعاكس البين في اتجاهي المعارضة السياسية والانشغال بلوازمها، والارتزاق بالطريقة العلنية.
2- وقد يكون اخرويا ، من حيث ان الفقر الحقيقي {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30] ، {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس : 54] ، {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر : 17] ، مما يدفع باتجاه تأمين الإنسان نفسه بما يوفر غناه وسعادته يوم القيامة ، من خلال تفضله تعالى بالجنة ونعيمها، فيكون قد انجاها من تعاسة الفقر ، وامنها من الخوف ، وهذا كله مشروط بتفعيل دور التقوى التي تتوافر معها فرص العمل الصالح المتقبل، قال تعالى : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [المائدة : 27].
فالدعوة إلى تحمل المشاق الدنيوية من اجل النجاة اخرويا، عندما يجتاز الإنسان صعوبات الحساب، سواء كان ذلك بسبب الاضطهاد على الهوية وتحقق المظلومية ، ام نتيجة العمل الصالح وتوفر ضمانات حصول الرضوان والغفران ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب : 70، 71] ، وهذا الغنى الحقيقي الذي يكون الإنسان قد احرزه ليوم فقره ولو اقتضى تجرع مرارات كالصبر على المكاره وتقليل الملاذ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فليستعد : فليتهيأ ، جلبابا : قميصا.
(2) ينظر: مقاييس اللغة 2/26 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|