المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أبو جعفر محمد بن عبد الله بن رزين
4-2-2018
عهد «مرنبتاح» ونهاية الأسرة التاسعة عشرة.
2024-08-31
النباتات القابلة للتحول
28-9-2016
تفسير آية (58-59) من سورة التوبة
8-8-2019
حينما يشرق نور التوحيد
21-12-2015
تصنيع الصوديوم
22-9-2016


اربعة حكَم  
  
1671   02:45 صباحاً   التاريخ: 24-1-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : 2302
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

قال (عليه السلام) : (لا غنى كالعقل ، ولا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالأدب ، ولا ظهير كالمشاورة).

يبين (عليه السلام) في هذه الحكمة امورا قد تخلى عن التمسك بها الكثير من الناس لحسبانهم انها من الماضي الغابر الذي لم يعد نافعا في عصرهم فأراد (عليه السلام) إعادة الرونق والنضارة لها والكشف عنها بما يجعل المتصف بها عارفا بأهميتها وقيمتها المعنوية.

1- العقل : إذا تم للإنسان ان يدرك الأشياء بواسطة (نور روحاني به تدرك النفس مالا تدركه بالحواس)(1)

فإنه سيتمكن من معرفة الأشياء المواجهة معرفة أقرب ما تكون للصواب والدقة ويكون قويا في إصدار الأحكام والجدل في القضايا لأنه يستند إلى ذلك المصدر الوثيق الذي يكشف عن الامور كشفا دقيقا فإذا كان كذلك فهو غني بفكره ومصدر تحريكه للأمور فلا يشكو عوزا في استيعاب القضايا حتى لو كان فقيرا بالحسابات المادية ولغة الأرقام لأن العقل يهديه لاستحصال المال – المشروع طبعا – بينما الذي يحوز المال الكثير وهو مفتقر للعقل لا يمكنه – دائما – الاستهداء لشيء أو حل مشكلة بواسطة المال ، وإذا امكنه ذلك فهو بواسطة شراء العقول والاعتماد عليها فهو فقير عقليا وان حسب نفسه ممن يملك عقلا.

وفي هذه الفقرة من الحكمة تسكين لآلام الفقراء ذوي الطاقات المبدعة وشد على سواعدهم ليتواصلوا في كفاح الحياة ليحققوا الانجازات الممكنة وان تجاهلهم الاغنياء فهم ينتظرون من الإمام (عليه السلام) هذه اللفتة والتقدير لا أحد سواه.

2- الجهل : ضد العلم بالشيء وهو من المعلوم الواضحة.

وقد تبين مما تقدم ان الجهل يعني الحاجة والعوز وعدم الكفاية ، وذلك باعتبار المقابلة بين العقل الذي يعني العلم والانفتاح والمعرفة ، وبين الجهل الذي هو مقابلها ولذا كان في اختيار التقابل بين كلمتي الغنى والفقر وبين كلمتي العقل والجهل – كان – حسنا بلاغيا له اثره اللطيف في ربط المعاني وإيصالها إلى الذهن بحيث يتأثر بها السامع ليقتنع بها.

فالجاهل ولو كان غنيا بلغة الأرقام والمقتنيات، وهو الفقير حقا والمحتاج واقعا.

ولا يحسبن في وقت يمر عليه انه من الاغنياء لأن الغنى الصحيح هو الثراء العقلي لأنه الذي يقوم الأمم ويهدي الشعوب ويحقق الآمال ويهدف لى تحقيق المنافع وتوسيع قاعدة المصالح وليس ذلك كله بالمال وان تم بعضه بالمال فهو باعتباره أحد الوسائل لا اهمها.

3- الادب : ان يكون لدى الفرد محاسن الاخلاق ومكارمها وان يتعود فيتطبع على ذلك بحيث ينشأ ويظل على ذلك التطبع حتى يكون طبيعة من خصائصه الذاتية.

ومن هذا الشرح المبسط للأدب المقصود في الحكمة هنا يتضح وجه انه خير ما يورثه الإنسان لأبنائه والجيل الناشئ من بعده لأنه يغذيهم المحاسن والمكارم ويربيهم حتى يتعودوها وتكون شيئا عاديا وطبيعيا ومن دون كلفة عليهم بل ينطلقون فيه من أرض القناعة والتصديق الاكيد بالفائدة.

وبهذا يكون قد ساعد على إصلاح المجتمع وإسعاده وتعمير بعض جوانبه المهدمة باندفاع غالب أفراده نحو الماديات بما جعلهم مهملين للمعنويات والتي منها محاسن الاخلاق ومكارمها وكل فضيلة ، فخوت قلوبهم وتبائسوا ولم يظهر عليهم أي أثر للتقدم والسعي الحثيث الذي قدموه في سبيل الوصول إلى هدفهم المادي.

فكأن الحكمة في هذه الفقرة تتوجه نحو الأولاد الذين لم يحصلوا على قدر من الميراث المادي كما هو شأن البقية ، فتصور الامر بأن الاموال زائلة مهما كانت وبلغت بينما الاخلاق الراسخة في النفوس والتربية الصالحة هي التي تبعدهم عن السجون ودور الاصلاح ومراكز التأديب وهي التي توفر لهم العيش الكريم وهي التي تحفظ لهم الصورة الناصعة والمحترمة في أنظار الآخرين وهي ... وهي .... مما يطول بتعداده الكلام وهو معلوم لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بما يجعله في عداد الاساسيات التي لا نقاش في ثبوتها.

4- المشاورة : هي مفاعلة من المشورة بمعنى بيان وجه الصواب وتقديم النصيحة ، وقد قال (عليه السلام) كما يأتي شرحه ان شاء الله تعالى في الحكمة (162): (من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها) مما يدل ويؤكد على نقطة حساسة يغفل عنها الكثير مكتفين بتجاربهم ومعلوماتهم وأحيانا استبدادهم وتسرعهم وهو الذي يغير مجرى الاحداث إلى حيث الورطة وصعوبة التلافي عندئذ.

بل ينبغي للعاقل ان يعتمد رأي احد ويستند على خبرة خبير ولو بمجرد العلم بوجوه الآراء وتوجهات الاشخاص ومديات انظارهم ومستويات أفكارهم وأطروحاتهم للحلول المناسبة والحالة المعينة ، وبعدها فلو لم يجد اياً منها مقنعا للعدول عن رايه أمكنه الوقوف عند رايه والعمل به من دون ما تقيد بآراء الآخرين لأن من  يسدي النصيحة ولا يقصر في إبداء الرأي ويستجيب للإشارة عند طلبها منه إنما يقدم حصيلة خبرته في الحياة ، وعصارة أفكاره ، وغاية ما توصل إليه وهو غير متهم بشيء لأن المفروض انه قد تقدم إليه المستشير بطلب الإشارة وإبداء المشورة فأشار حتى سميت مشاورة فلا بد من التوقف جيدا عند قوله وعدم التعجل بالرفض أو اتخاذ قرار معاكس في تعامله مع القضايا لأن ذلك هو الحمق بعينه وقلة الحكمة بل انعدامها.

ولهذه الأهمية عبر الإمام (عليه السلام) بأنه لا ظهير كالمشاورة والظهير هو المعين (2) فلم يعبر بذلك عن الاموال التي يكنزها الإنسان ويحتفظ بها للشدائد ولم يعبر عن الاولاد الكثيرة او العشيرة والأتباع او عن الجاه والمنصب وقوة التأثير و ... و ... ، بل قد خص المشاورة بذلك الوصف الدقيق لنعرف اهميتها في نضج القضية المطلوب التوصل إلى حلها.

إذن فالدعوة إلى تعظيم شأن العقل وان لا يستقله الإنسان أن رزق به.

وإلى التخلص من الجهل مهما أمكن لأنه فقر يلاحق حتى الغني.

وإلى اكتساب الأدب والتحلي به والمحافظة عليه وتعميمه للأتباع.

وإلى عدم الاستبداد بالرأي بل بالتروي وطرح القضية على بساط البحث والنقاش لتتمخض المناقشة عن أفضل الحلول للقضية.

ولو اتبعنا ذلك في حياتنا وحاولنا – ولو جاهدين – تطبيق بنودها لعرفنا الطريق إلى تحصيل الغنيمة من دون ما جهد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المنجد ص520 مادة (عقل). وقد تقدم نقل بعض التعريفات للعقل في شرح الحكمة (11) فراجع.

(2) المنجد ص482 مادة (ظهر).

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.