المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Carbonyl Condensations versus Alpha Substitutions
21-11-2019
إخبار النبي بمقتل الحسين
28-3-2016
الأمان الكهربي
7-1-2016
Capillary Zone Electrophoresis
16-12-2015
ريحان الحبشي  (ت / حدود 560 هـ)
28-4-2016
الغيب واُم موسى
10-02-2015


لا تضع شريكك في حرج  
  
1758   11:01 صباحاً   التاريخ: 25-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص120-123
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2018 1765
التاريخ: 28-12-2019 2042
التاريخ: 1-8-2018 1767
التاريخ: 8-7-2018 1871

 بالقرب من أعلى القائمة التي نصها (لا أستطيع أن أحتمل الأمور عندما يقوم شريكي بالتصرف هكذا) ، نجد العادة المحطمة للأعصاب ، والشديدة الإهانة والمؤلمة ، هي جعل شريكك يقع في مازق (موقف محرج) ، أو بكلمات اخرى فان هذا يعني ان تجبر شريكك على القيام باتخاذ قرار فوري في لحظة غير مناسبة وذلك عندما يكون مضطرا لان ينتقي اجابة معينة ، لان ذلك سوف يجعله يبدو بمظهر سيء .

وإليكم مثالاً تقليدياً: يرن جرس الهاتف وانت لست في مزاج يسمح لك بالتحدث ولهذا تقوم زوجتك بالرد على الهاتف وعلى الطرف الاخر صديقة مشتركة لكما تتصل لتعرف اذا كنتما ترغبان في الاجتماع معها في عطلة نهاية الاسبوع.

وكنت انت تتطلع منذ عدة اسابيع لقضاء عطلة هادئة كفرصة مواتية لتتجاذبا اطراف الحديث حول بعض المواضيع الخاصة بالمنزل ، الا ان زوجتك تطير فرحا لتلك الفرصة .

سوف اذكر لك الموقف الذي تصبح فيه الامور صعبة : تقوم زوجتك برفع سماعة الهاتف وتوجه الكلام اليك : يا عزيزي انا في غاية السعادة ، ان سوزان على الهاتف وسوف نجتمع سويا في عطلة نهاية هذا الاسبوع ، اليس ذلك رائعا ؟) وسوزان على الطرف الاخر من الهاتف تسمع كل ما تقولانه وهي الان تنتظر بلهفة شديدة لسماع جوابك .

لو كان هناك اي لحظات غير مريحة فلا بد ان هذه هي احدى تلك اللحظات . ماذا يجب ان تقول ؟ انت وبكل صراحة لا تريد ان تذهبا لقضاء العطلة مع سوزان ، صحيح انها صديقة طيبة بحق ومضى وقت طويل لم ترها فيه ، والاكثر من ذلك انها مشتاقة لان تراكما وكذلك زوجتك ايضا تحمل نفس الاشتياق . ولكن انت الان في مازق ، فانت لا تملك دقيقة واحدة ان تفكر في اولوياتك او كم تحتاج من الوقت بصورة ماسة في نهاية هذا الاسبوع لان تنتهي من الامور الاخرى وانت ليس لديك علم بكل الحقائق او ما هو مطلوب منك عمله على وجه الدقة  ولو انك اجبت بصراحة شديدة لبدوت انانيا وسوف تجرح مشاعر اصدقائك او سوف تكدر مشاعر زوجتك ، ولو من ناحية اخرى وافقت على الذهاب ، بالرغم من عدم رغبتك الحقيقية في الذهاب فعلى الارجح سوف تشعر بانك مجبر بشدة او ربما تشعر بالاستياء الشديد ، وفي تلك اللحظة فان افضل ما يمكنك عمله هو ان توازن بين خياراتك بأقصى ما في امكانك وحاول ان تتذكر ان ما تمر به يعتبر ايضا من صغائر الامور وكلا الاختيارين سيغدو مناسبا تنفيذه .

الا انه يوجد حل شديد البساطة ومتسم بالاحترام حيث من المخجل عدم تطبيقه او الاستعانة به ، فمن الناحية الفلسفية يمكن ان نسمي هذا الحل (ليس من العدل ان اضع شريكي في هذا المأزق) ولكي نطبق تلك الفلسفة فان كل ما على زوجتك القيام به هو ان تعبر وبكل امانة عن حماسها هي الشخصي للقاء صديقتها ثم تقول بكل ذوق (ولكنني لا استطيع ان اتحدث نيابة عن زوجي ولكنني حقيقة كلي رجاء ان يتمكن من ان يأتي معنا هو ايضا ، وسوف اساله اذا كان لديه اي خطط وسوف ارد عليك في الحال فانا في غاية الشوق لان اراك).

وهذا جواب سوف يحل المشكلة وبهذا الشكل سوف يكون الجميع رابحين ، ولم تجرح مشاعر احد ما ولم يتعرض احد لان يكون في مازق حرج فانت الان تملك الفرصة لتفكر في خياراتك ، وان تسمع مدى اشتراكك مع شريكك وان تبحث في كل العوامل ثم تتخذ قرارا . ما هو الامر الاسهل من ذلك ؟

لعل اكثر الامور صعوبة وغرابة هو ان توضع في مازق امام الاخرين ، وهذا مثال أسوأ من مثال على الهاتف ، لأنه في مثل تلك الحالات فان الاخرين يمكنهم ان يسمعوك وان يروك ، وسوف يرون ما ينعكس على وجهك من تعبير ورد فعلك الجسماني ، وهكذا ، فانت تستطيع ان تضع شريكك في مازق بأساليب مختلفة – ولسوء الحظ فان أيا من تلك الاساليب لا يتقبلها الاخرون ولا يرحبون بتجريبها ، ولكن التعرض الدائم للمأزق عادة ما يولد رد فعل انفعالي دفاعي او اي ترف اخر سلبي ، وعلى اي حال فانه غالبا ودوما ما يخلق جوا شديد التوتر .

ان إحدى الطرق السهلة لتجنب اجهاد صغائر الامور في العلاقات الزوجية بحثاً هو الا تتعرض بصورة غير ضرورية لان توضع في الاختبار ، وان لم تشأ ان تضع شريكك في موضع الاختبار ، فان هذا الامر يعوزه التفكير وليس دائما – ولكن غالبا – يمكنك ان تتجنب ان تضع شريكك في مازق ، ولو قمت بهذا فسوف تجني مكافاة جميلة وهي شريك يتمتع بوافر الحب وهدوء الاعصاب . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.