أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019
1371
التاريخ: 6-11-2020
1976
التاريخ: 31-1-2023
1098
التاريخ: 12-1-2022
1486
|
ـ ظهور دولة العراق والشام (داعـش)
داعش هي مختصر لدولة الخلافة الاسلامية المزعومة في العراق والشام ، ظهر هذا التنظيم في حزيران 2014 ، مدعياً بانه يريد ان يعيد الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية ، ولكن ليس بالطريقة السمحاء التي نادى بها القران الكريم واتبعها الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وانما باتباع اسلوب العنف والتطرف الارهابي الوهابي الذين اتبعوه اسلافهم الخوارج (*)1 ؛ وهم مجموعة من المتطرفين لا يرغبون بسماع لغة الحوار بل يعتقدون انهم على حق فيما يقومون به ويجوز للفرد منهم استخدام صلاحيات لنفسه هي من اختصاص الباري جلت قدرته حيث العقاب والثواب بيد الخالق وليس بيد المخلوق ، وقد اتخذوا من الدين سبيل للوصول الى غاياتهم وليس بالامر الغريب في الفكر الاقتصادي فقد حصل في فترة الكنسية السيكولائية في اوربا (*)2 امر شبيه بهذا ،اي ان تضارب المصالح يوصل الى ذلك ، وهؤلاء عملوا بنفس الطريقة في تكفير المعارض لرأيهم وقتله من الشيعة والمسيح والايزيدين وحتى من يخرج عن طاعتهم حتى ولو كان من مجموعتهم .
• العوامل التي ساعدت على ظهور داعـش
1ـ لقد كانت خطوات ظهور تنظيم داعش مدروسة ومخطط لها ومرصود لها مبالغ كبيرة وقد انطلق هذا من منظمات عالمية تعمل على عدم استقرار بلاد الشرق الاوسط الساخنة وبدلاً من ان تأتي قوات اجنبية للاحتلال وتكون الخسائر عليهم كبيرة ، فإن هذا التنظيم يكتسب صفة المنطقة والدين والمعتقد ويعمل ضد كل ما هو في صالح البلاد العربية والاسلامية فقد ناصرتها تونس واكتوت بنارها وحاربتها مصر حينما سخّر رئيس النظام السابق طاقاته لمساندة الافكار الواهابية المتطرفة وادى الى اعتقاله والآن نلاحظ المشاكل القائمة في الجمهورية العربية السورية حيث استغل داعش مساندته من الانظمة الاسلامية المتطرفة ومن منظمات عالمية ليس في صالحها استقرار المنطقة وقد اتخذت من الدين غاية للوصول الى ما ترغب اليه وبأي وسيلة كانت وهو المبدأ الميكافيلي .
الدرس الذي يمكن الاستفادة منه في الفكر الاقتصادي هو ان مساندة دول الجوار لداعش كتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر هو عدم رغبة المنطقة في تطور العراق لما لديه من امكانية على التطور لو تُرك له المجال وهو شبيه بما حصل في المانيا من عدم الرغبة بالتطور من قبل دول الجوار وكما ورد في شرح المدرسة التاريخية .
2ـ الفراغ السياسي والامني في العراق حيث المحاصصة الطائفية وظهور الفساد الاداري والمالي وتفشي الجريمة ، كما وان المعارضين للنظام السوري وضمن الربيع العربي ظهروا وحملوا السلاح وساندتهم دول الخليج وبمباركة الامريكان لتبقى اسرائيل هي الاقوى في المنطقة وكل هذه الامور تخدم من يرغب ان يتصيد ويتحين الفرص للاطاحة بالنظم السياسية والتأثير السلبي في المنهج الاقتصادي لتلك الدول حيث ان الاستقرار الاقتصادي هو المنطلق نحو العمل وفق النشاط الاقتصادي المطلوب ، وحالة اللا استقرار تصيب النشاط الاقتصادي بالضمور وعدم امكانية التطور ، حيث ان موارد البلدان المبتلية بداعش تسخر اغلب مواردها لمحاربة هذه المجموعات الارهابية لأنه النسبة العظمى من موارد البلاد تذهب لشراء السلاح وإعادة بناء ما دمرته الحرب والاهتمام بالايتام والارامل وهي نتاج الحرب بدل من التفرغ الى البناء والاعمار وتسخير الموارد الاقتصادية لتنمية القطاعات الاقتصادية في البلاد ، فضلاً عن مشكلة الفساد الاداري والمالي الذي ينخر في جسد البلدان الداخلة في مجال المعارك وعدم الاستثمار .
استفاد داعش من الفراغ الامني والذي سببه الانتفاضات واساليب الاعتراض المسلح واتباع سبيل العنف والقتل الى اتاحة الفرصة وتكوين دولته متخذاً من الرقة عاصمة لدولته وكما هو واضح لو لم يكن هناك تكيف وتناغم وبيئة مناسبة لاحتضانهم في الرقة لما تواجدوا فيه ، وقد دعمت داعش بلدان عربية تبنت وباركت ذلك من دول الخليج من المملكة العربية السعودية وقطر الذين لا يرغبون باستغلال هذه المناطق والذي اطلقوا هليه الهلال الخصيب في كل من جنوب لبنان ومنطقة سوريا والعراق وصولاً الى ايران واساساً هي حرب طائفية للقضاء على المد الشيعي الغير منسجم مع الاطروحات السلفية المتواجدة في الخليج والتي اثرت على سمعة الدين وقد حصلت في اوربا وبالذات في المانيا حالة من الحرب الطائفية التي مزّقت المانيا وجزأتها الى 39 دويلة ولم تستطع التوحد الى بعد ان ظهر على الساحة قائد مخلص ومختار من قبل الشعوب وهو يمتلك قيادة وكفاءة وقدرة واخلاص ورغبة في وحدة الشعوب الالمانية ،ان الذي اظهر المد السلفي هو التصرفات غير السليمة للقيادات والفرق والتناحر الطائفي واجندات مأجورة اظهرت العرب والاسلام بمظهر المتخلف والمجرم القاتل.
3ـ التحاق اعداد كبيرة من الجنود والشرطة والمخابرات بداعش الذين كانوا يخدمون في السابق في العراق (وكذلك من الذين لا يرغبون في الحكم العلوي في سوريا) ان عدم اعطائهم الفرصة في العمل وتسريحهم سبب مشكلة كبيرة ارتُكبت بحقهم وحق البلد ، وكان السبب في ذلك قرار السياسيين العراقيين والامريكان حيث ارتكبوا خطأ كبير في عدم اتاحة فرصة عمل لهم وقد لاحظنا من تجارب الشعوب في الفكر الاقتصادي وأثناء فترة الحرب العالمية الاولى والحرب الثانية ان العاملين في الدولة التابعين لنظام سابق ينبغي بقائهم في العمل والتغير يشمل القيادات لأ العامل هو ابن الدولة وابن المجتمع ومن حقه العيش ولكن الذي ارتكبه السياسيين الامريكيين متعمدين وبمباركة العراقيين كانوا سبباً في عدم استقرار العراق من خلال حل الجيش والشرطة وقوى الأمن وعمل هذه الفوضى الخلاقة للعاملين في الدولة من الذين كانوا من أصحاب الرأي والمقربين من رئيس النظام السابق ، اي هم من طائفة ترغب في الاستحواذ على طائفة اخرى ، والذي زاد في الموضوع تعقيداً هو عدم اتاحة الفرصة لهم في العمل ، وهم الذين كانوا قادة ولديهم المعرفة في كل تفاصيل التحركات العسكرية مما سبب العداء لفئة من العسكر المدرب وصاحب الخبرة بمخـتلف صنوف القتال .
4ـ ان الموقف الدولي من هذا التنظيم الارهابي كان موقف الحياد والترقب وعدم إعطاء اهمية ما زال ضمن منطقة الشرق الاوسط وبعيداً عن اراضيهم ، ولم يأخذوا بنظر الاعتبار ان خطر داعش ليس فقط على هذه المنطقة وانما خطره دولياً تسخره هذه المنظمات العالمية ، ولكن حينما تمكن التنظيم وكوّن الحاضنة التي ينطلق من خلالها ووجد له بيئة العمل انطلق الى بلدان العالم الغربي ووصلت التفجيرات الى كل من تركيا التي كانت تسانده ضد النظام السوري وفرنسا وبلجيكا (بروكسل) كذلك في البلاد العربية التي ساندته بقوة كالسعودية والتي انطلق التنظيم من المفاهيم الوهابية الذي هو معتقد آل سعود .
اذن مفاهيم القاعدة مستندة على تشويه سمعة الدين الاسلامي الحنيف وبمباركة لمنظمات الدولية المساندة لإسرائيل والتي لا ترغب في هدوء منطقة الشرق الاوسط والمنبثقة من العولمة وسياسة القطب الواحد وقد سخّر هذا التنظيم لكل من يلوّح بالعمل ضد الرأسمالية وسياسة القطب الواحد بالانتقام والتفجير وبقي رأي العالم حيادي وشبيه برأي ما كانت عليه تنظيم القاعدة والذي هو مكمل لهذا التنظيم الى ان حصل تفجير برج التجارة العالمي في امريكا في 11 سبتمبر من عام 2001 فبدأت الحملات ضد هذا التنظيم وقد سكت العالم امام ما قام به التنظيم من اعمال غير سليمة اتجاه الجزائر في عام 1993 والآن الخطر يهدد كل أرجاء المعمورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*1) ـ هي مجموعة سلفية خرجت عن مفاهيم الاسلام واطلقوا عليهم مصطلح الخـوارج وهم يعتقدون ان في اعمالهم هذه جهاد في سبيل الله وهم من الجماعة الذين تآمروا على قتل الخليفة امير الممؤمنين (عليه السلام) في الكوفة وحاكم الشام معاوية وحاكم مصر عمرو بن العاص في فترة حكم الخـليفة الراشدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وقـد اعتمد افكارها في العصر الحديث محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية الذين كانت افكارهم متطرفة وتفسر مفاهيم الاسلام بشكل متطرف .
(*2) ـ هي فترة زمنية مرت في اوربا ودامت الف عام بدأت من عام (520) وانتهت في عام (1520) وسميت بالفترة المظلمة ، استغلت الكنيسة والإقطاع فيها المجتمع باسم الدين وسميت بفترة العصور الوسطى وسخرت الكنيسة مفهوم الدين لصالحها وسخرت الامور بشكل منافي لشرع الله في تطبيقه للديانة المسيحية ونلاحظ ما حصل في اوربا من تخلف وأمية وجهل والاعتقاد بالخرافة دام الف عام وسُـمي بالفترة المظلمة ، وضمن الفترة المظلمة نلاحظ ان الإقطاع في الريف استغلوا الفلاح والذي لم يكن في حينها نشاط يُذكر تستخدمه المجتمعات غير الزراعة والانتاج الحرفي ، وفي المدينة استغل رجال الكنيسة المجتمع ابشع استغلال وكفروا من يتبع الديانة الكاثوليكية الراديكالية ، وقد كفّر الكاثوليك البروتسـتانت واخرجوهم من ديارهم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|