المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


محكم القرآن ومتشابهه‏  
  
2326   03:36 مساءاً   التاريخ: 26-04-2015
المؤلف : محمد علي الاشيقر
الكتاب أو المصدر : لمحات من تاريخ القران
الجزء والصفحة : ص227-234.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /

يعرف المحكم بانه الاتقان وعدم تطرّق الاختلاف والالتباس اليه وما يحتمل وجها واحدا وبقول آخر ان معناه يدل عليه بوضوح لا خفاء فيه ويشمل النص والظاهر ..

فالنص والظاهر يدلان على المعنى البارز المطلوب، ومن هذا النوع أصول الدين واصول الاحكام ..

اما المتشابه فهو ما يحتمل وجوها عدة أو ان يشابه بعضه بعضا أو ان يشبه اللفظ واللفظ في الظاهر والمعنيان مختلفان، والمتشابه يفتقر إلى الدلالة الراجحة على معناه ويشمل المجمل والمؤول والمشكل ..

وفي كتاب اللّه العزيز آيات محكمة ومتشابهة اشارت اليها آيات عدة بكل صراحة ووضوح منها قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران : 7]

وهناك من قال بأن القرآن كله محكم لقوله تعالى : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود : 1] وآخرون يرون بأن كله (القرآن) متشابها لقوله تعالى : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر : 23]

ان الرأي الأول- والمتعلق بوجود المحكم والمتشابه- هو المعوّل عليه وبه يأخذ الغالبية من الفقهاء والمجتهدين قديما وحديثا ..

اما الحكمة والفلسفة في انزال المتشابه من الآيات فهو «حث الناس على المثابرة والسعي والعمل على كشفها وبالتالي ليرتقي المتعلم فيها رتبة بعد رتبة حتى يبلغ منتهاه ويدرك اقصاه، ولتكون للعالم فضيلة النظر وحسن الاستخراج ولتقع المثوبة من اللّه جل شأنه على قدر العناية، ولو كان كل العلوم أو كل القرآن شيئا واحدا لم يكن عالم ولا متعلم ولا خفي ولا جلي» (1) و«لبطل التفاضل بين الناس وسقطت المحنة وماتت الخواطر» (2)

اما السيوطي في الاتقان فيوجز الحكمة في انزال المتشابه بالنقاط التالية :

1- الحث للعلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث في دقائقه ..

2- ظهور التفاضل وتفاوت الدرجات ..

3- ابتلاء العباد بالوقوف عنده والتوقف فيه والتفويض والتسليم والتعبد بالاشتغال به ..

هذا ولا يمكن لأحد ان يتصور بتاتا بان المتشابه من القرآن يحمل نوعا أو شيئا من الضعف أو الخلل أو عدم القدسية أو شيئا من ذلك. بل الأمر هو على عكس ذلك حيث ان كلا من المحكم والمتشابه من الآيات هو متقن وذو نظم جميل وبديع لا يتسرب اليه الضعف والخلل في اللفظ أو المعنى، وان الاثنين قد نزلا من عبد اللّه على طريقة واحدة وكيفيّة مماثلة ولهما نفس القدسية والدرجة والاحترام ..

ورغم ما بين الاثنين- المحكم والمتشابه- من هذا الالتقاء والاتفاق إلا ان هناك مميزات خاصة يحتفظ كل منهما لنفسه، وهذه المميزات والاختلافات هي التي اوحت ودعت إلى تقسيم آيات القرآن إلى آيات محكمة وأخرى متشابهة ..

اما عن هذه المميزات والفروق فيمكن تلخيصها بالنقاط التالية :

1- ان المحكم لا يعرف المراد منه إلا بالظهور أو التأويل، والمتشابه هو ما احتفظ اللّه سبحانه واستأثر بعلمه دون خلقه كالحروف المتقطعة في أوائل السور وعلم الساعة واستواء الرحمن على العرش وحمل العرش وخروج عيسى وطبيعة الأرواح ..... الخ

 2- ان المحكم ما ظهر ووضح معناه ومقصده بينما المتشابه هو ما غم وخفي معناه وهدفه. علما بان المتشابه من الآيات واضحة من ناحية المفهوم وانما جاء الخفاء والغموض من مصداق هذا المفهوم ..

3- ان المحكم لا يحتمل تأويله إلا وجها واحدا فالحكم فيه واضح الدلالة وقطعي والمتشابه ما احتمل عدة وجوه.

4- المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى البيان والمتشابه ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى البيان برده إلى غيره.

بقى بعد هذا ان نعرف نقطتين اثنين يرتبطان بالمحكم والمتشابه غاية الارتباط واوثقه هما :

1- ما هو مدى العمل والالتزام بكل من المحكم والمتشابه.

2- ما هو مدى وقدرة الراسخين في العلم في بيان وكشف معنى وأغراض الآيات المتشابهة من القرآن.

فبقدر تعلق الأمر بالنقطة الأولى فالمتعارف بين جموع المسلمين هو «ان المحكم من القرآن يلزم علينا ان نؤمن ونعمل وندين به، بينما المتشابه منه علينا ان نؤمن به كالمحكم ولكن لا نعمل به» (3)..

اما عن النقطة الثانية فقد اختلف المسلمون حولها، فقد ذهب قسم من علمائهم إلى ان الفئات والجماعات التي تتجلى بالخصال والمزايا التي تؤهلهم للوصول إلى درجة ومكانة الراسخين في العلم وهي كثيرة منها التفقّه في العلم والتقوى والاستقامة والخلق الحسن والاستقصاء ..... الخ ففي مكنتهم ووسعهم- بتأييد اللّه تعالى- من ادراك كنه وحقيقة كل أو بعض معاني واغراض المتشابه من الآيات الكريمة ..

اما البقية فهي تنحو إلى قول فصل لا يتفق وما يذهب اليه زملاؤهم ومفاده هو استحالة كل شخص أو فئة مهما أوتيت من علم وادراك، معرفة حكم المتشابه ومقاصده بدعوى هو أن المتشابه من الآيات قد اختص اللّه تعالى فقط بمعرفة حقيقتها دون عباده ومهما كانت منزلة هؤلاء العلمية.

و رغم هذا الاختلاف بين الطرفين حول مدى صلاحية علماء المسلمين في كشف حقيقة المتشابه من الآيات- رغم ان الشارع المقدس قد نهى من الخوض في المتشابهات أو التعرض لها- فقد امكن جمع وتوحيد كافة اقوالهم بخصوص الموضوع ومن ثم استخراج حلول مشتركة تحضى بتأييد الجميع ودعمهم وهي :

1- ان هناك نوعا من المتشابه لا سبيل للوقوف عليه بتاتا وبأي حال من الأحوال كقيام الساعة وخروج الدابة أو معرفة أجل الموت ومكانه وسببه وما في الأرحام وظهور المهدي‏(4)(عليه السلام)فضلا عن‏ الأوصاف المتعلقة بالعرش وكيفية استواء الرحمن حيث ان اللّه تعالى وحده دون سواه ينفرد ويحتفظ بعلم كل ذلك ..

2- كما وهناك نوع من المتشابه للفقيه المتعلم الفطن البصير سبيل لمعرفته وتفسيره كالأحكام المغلقة والألفاظ الغريبة وغيرها ..

3- وهناك أخيرا لون ثالث من المتشابه يقع بين الأمرين السابقين يخفى معناه على بعض الراسخين بينما يدركه البعض الآخر ممن هم اسمى منهم وفهما وتقوى وصلاح ..

ونؤكد أخيرا ما سبق ان قلناه فيما مضى من ان اشتمال القرآن الكريم على الآيات المتشابهة وعدم اقتصاره على الآيات المحكمة وحدها فهو من أجل ان يكون حافزا للمسلمين وعلمائهم ومفكريهم لتكريس جهودهم لتعلم العلوم والمعارف المختلفة والوقوف على أساليب اللغة والبيان والاستزادة من الدراسات والبحوث المتنوعة، لأن كل ذلك ستعينهم على فهم وتدبر الآيات المتشابهة والوقوف على مرادها واغراضها الحقيقية ..

____________________________

(1) الدين والإسلام- الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.

(2) تأويل مشكل القرآن- ابن قتيبة الدينوري.

(3) تفسير العياشي- محمد بن مسعود العياشي.

(4) لقد استفاضت الأحاديث وتواترت الأخبار وتعدد مخرجيها من مختلف أئمة الحديث والحفاظ والاعلام على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم في مسألة ظهور المهدي .. ففي صحيح الترمذي جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي» ..

وفي كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني أنه :« قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى بخروج المهدي وأنه من أهل البيت» ..

وفي كتاب نور الابصار للشبلنجي جاء انه :« تواترت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن المهدي من أهل البيت وأنه يملأ الأرض عدلا» و« عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لبعث اللّه تعالى رجلا من أهل بيتي» ..

وجاء في الفتوحات الإسلامية لمؤلفه زيني دحلان :« والأحاديث التي جاء ذكر ظهور المهدي كثيرة متواترة فيها ما هو صحيح وفيها ما هو حسن وفيها ما هو ضعيف وهو الأكثر، ولكن لكثرتها وكثرة رواتها وكثرة مخرجيها يقوي بعضها بعضا حتى صارت تفيد القطع» ..

ويقول في مكان آخر من الفتوحات :« تواترت الأخبار التي جاءت فيها ذكر المهدي وأنه من المقطوع به وأنه من ولد فاطمة وأنه يملأ الأرض عدلا» ..

هذا إضافة إلى اجماع كتب الإمامية وإيمانهم بظهور المهدي وأنه الإمام الثاني عشر ومن ولد علي وفاطمة وأنه- عند ظهوره- سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا ..

كما وأن كثيرا من المفسرين والرواة يشير في تفسير قوله تعالى في الآية (5) من سورة القصص : {وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ} وقوله تعالى في الآية (105) من سورة الأنبياء : {وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ} انهما وردت في واقعة وحادثة ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان ..

وعن حياة المهدي المنتظر (مختصرة) فإنه ولد في منتصف شهر شعبان من عام 256 هـ وكان عمره عند وفاة أبيه الحسن العسكري 5 سنوات .. وللإمام المهدي- وفقا للرواية الإمامية- غيبتان هي الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى ..

فالأول تبدأ من حين وفاة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في عام 260 هـ إلى وقت انقطاع السفارة الخاصة بوفاة السفير الرابع علي بن محمد الصيمري عام 329 هـ وهي بحدود 70 سنة.

أما الغيبة الثانية (الكبرى) فتبدأ بعد الأولى مباشرة حتى ظهوره وقيامه (عليه السلام) على وجه الأرض ليملأها قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا ..

أما وكلاؤه وسفراؤه في عهد غيبته الصغرى والذين كانوا يتشرفون بلقائه كما وتخرج التواقيع الشريفة بواسطتهم فهم أربعة توارثها اللاحق بعد وفاة السابق وهم :

1- عثمان بن سعيد العمري.

2- محمد بن عثمان بن سعيد العمري.

3- الحسين بن روح النوبختي.

4- علي بن محمد الصيمري.

وبعد انتقال الأخير إلى جوار ربه بدأت الغيبة الكبرى وباتت النيابة عامة وهي تحت شروط وقيود أوضحها المهدي المنتظر نفسه(عليه السلام)منها قوله :« لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا ثقاتنا وقد علموا أنا نفاوضهم سرنا ونجمله إليهم» ..

وقوله : « وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم» ..

وقوله - عليه السلام :« وأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه» ..




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .