أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-04-2015
1738
التاريخ: 13-10-2014
2603
التاريخ: 27-09-2015
1835
التاريخ: 13-10-2014
1887
|
لا ريب أنّ معاني القرآن ومعارفه العالية ومطالبه الشامخة لا تدرك ولا تفهم إلّا بطريق العلم بألفاظه ومفرداته والقواعد المبتنية عليها الخطابات والآيات القرآنية. فان القرآن إنّما نزّل بلسان قوم العرب ، حتى يتحقق به تبيين حدود اللّه وأحكامه وتفهيم المعارف الحقّة الالهية للناس ، فلو لم يكن القرآن بلسان القوم لم يفهموه حتى يهتدوا بهدايته ، كما قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم : 4] ؛ نظرا إلى دلالة قوله :
{ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } على ذلك.
فيفهم منه أنّ القرآن لا يكون تبيانا ولا بيانا ، إلّا على أساس لسان قوم العرب وما يتكلّمون ويتخاطبون بعضهم مع بعض على أساسه ، من اللغات والقواعد المحاورية ، كما لا يمكن الاكتفاء بذلك في فهم متشابهات القرآن.
وقد أجاد الزركشي في بيان ذلك ؛ حيث قال :
«ومن ادّعى فهم أسرار القرآن ولم يحكّم التفسير الظاهر ، فهو كمن ادّعى البلوغ إلى صدر البيت قبل تجاوز الباب. فظاهر التفسير يجري مجرى تعلم اللغة التي لا بد منها للفهم ، وما لا بد فيها من استماع كثير؛ لأنّ القرآن نزل بلغة العرب.
فما كان الرجوع فيه إلى لغتهم ، فلا بد من معرفتها أو معرفة أكثرها؛ إذ الغرض مما ذكرناه التنبيه على طريق الفهم ليفتح بابه ، ويستدلّ المريد بتلك المعاني التي ذكرناها من فهم باطن علم القرآن وظاهره. على أنّ فهم كلام اللّه تعالى لا غاية له ، كما لا نهاية للمتكلّم به. فأمّا الاستقصاء فلا مطمع فيه للبشر ، ومن لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر لم يدرك من لذة القرآن شيئا.
ومن أحاط بظاهر التفسير- وهو معنى الألفاظ في اللغة- لم يكف ذلك في فهم حقائق المعاني ، ومثاله قوله تعالى : {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال : 17] ، فظاهر تفسيره واضح ، وحقيقة معناه غامضة؛ فانّه إثبات للرمي ، ونفي له ، وهما متضادّان في الظاهر ، ما لم يفهم أنّه رمى من وجه ، ولم يرم من وجه ، ومن الوجه الذي لم يرم ما رماه اللّه عزّ وجلّ.
وكذلك قال : {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } [التوبة : 14] ، فاذا كانوا هم القاتلين كيف يكون اللّه تعالى هو المعذّب؟! وإن كان تعالى هو المعذّب بتحريك أيديهم ، فما معنى أمرهم بالقتال!
فحقيقة هذا تستمدّ من بحر عظيم من علوم المكاشفات ، فلا بدّ أن يعلم وجه ارتباط الأفعال بالقدرة ، ويفهم وجه ارتباط القدرة بقدرة اللّه تعالى حتى تستكشف وتتضح ، فمن هذا الوجه تفاوت الخلق في الفهم بعد الاشتراك في معرفة ظاهر التفسير» (1).
هذا ، ولكن ينبغي أن يعلم إجمالا أنّ من أهم شرائط التفسير ثلاثة أمور لا بدّ من مراعاتها :
1- جعل الروايات المفسّرة الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام أصلا ومرجعا في التفسير ، ولا سيما في تفسير الآيات المتشابهة.
2- احراز صحة أسناد الروايات المنقولة في التفسير.
3- الاجتناب عن التفسير بالرأي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|