ما اصل ربط الخرق السوداء والخضراء في الأيدي والاضرحة المقدسة ؟ |
3637
01:14 صباحاً
التاريخ: 14-10-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-17
1392
التاريخ: 2024-02-03
981
التاريخ: 2024-02-06
921
التاريخ: 14-10-2020
1077
|
السؤال : نسعد كثيراً ـ نحن أبناء المذهب الجعفريّ ـ بربط الخرق السوداء والخضراء في أيادينا وحاجياتنا الخاصّة ، دون أدنى معرفة بأصل هذه العادة ، ويسألنا أخوتنا كثيراً من أهل السنّة عن هذا الموضوع ، ولا نجيب بوضوح ، كيف نفسّر ذلك؟
الجواب : إنّ الشيعة بل المسلمين جميعاً ، يعتقدون بحياة الأولياء بعد الموت ، ودليلهم في ذلك أدلّة كثيرة ، منها قوله تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] ، هذا حال الشهداء ، فكيف بأئمّة آل البيت عليهم السلام فهم شهداء وأولياء.
فاعتقاد حياتهم ممّا لاشكّ فيه ولا ريب ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّهم يرون ويسمعون من زارهم ، ومن سألهم وهم في قبورهم ، هذه كرامة ومنزلة وهبها الله لهم تعظيماً لمقامهم وشرفهم.
ومن هنا ، فإنّ الشيعة يقفون على قبورهم ، ويسألون الله بحقّهم ، ويدعونه فيستجاب لهم ، فإنّ الله قد جعل لبعض الأماكن شرفاً ومنزلة ، فأحبّ أن يدعوه المؤمن في هذه الأماكن المقدّسة ، كما أحبّ أن يدعوه عند مساجده وبقاعه المشرّفة.
وبذلك فإنّ زائري قبورهم يستحصلون من قبورهم وضرائحهم البركة ، ويتعاملون معهم أحياءً لا أمواتاً ، لذا فإنّ أضرحتهم قد حلّت بها البركة ، وأنّ لهذه الأضرحة آثاراً كما لأجسادهم الشريفة ، فيجعلون ما مسّ أضرحتهم مورداً للاستشفاء بإذن الله تعالى ، وهذه الخرق السوداء والخضراء حينما تمسّ هذه الأضرحة ، يعتقد الناس ببركتها ، فتكون لهم حرزاً لطلب الشفاء مثلاً.
وهذه حالة من حالات اعتقاد الناس بحياة الأئمّة عليهم السلام بعد الموت ، فهم يتعاملون معهم أحياءً لا أمواتاً.
ولهذه الحالات نظائر قد حدثت في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله ، والأئمّة عليهم السلام كذلك ، فالروايات تشير إلى أنّ خديجة بنت خويلد عليها السلام قد طلبت من النبيّ صلى الله عليه وآله أن يكفّنها ببردته تبرّكاً بها ، ولتحميها من هول المطّلع ، ومن القبر وحالاته ، وفعلاً فقد استجاب لذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فكفّنها ببردته (1).
وهذا زهير بن أبي سلمى خلع عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بردته فقبّلها متبرّكاً بها ، بعد أن مدحه بقصيدته التي سمّيت بالبردة.
والكميت الأسدي الشاعر المعروف ، حين ألقى قصيدته عند الإمام الباقر عليه السلام أعطاه الإمام مالاً ، فرفض الكميت أخذه وقال : ما مدحتكم للدنيا ، فإنّ جزائي أُريده من الله تعالى ، وطلب منه قميصه أن يعطيه تبرّكاً بهذا القميص الذي مسّ جسد الإمام عليه السلام ، وفعلاً فقد أعطى الإمام قميصه (2).
ودعبل الخزاعي حين أنشد قصيدته عند الإمام الرضا عليه السلام ، قدّم الإمام عليه السلام له عطاءً جزيلاً فرفضه ، وطلب منه جبّته وقال : لتقيني من أهوال القبر يا بن رسول الله (3).
وفعلاً أعطاه جبّته ، فلمّا وصل بغداد كانت له جارية قد شكت عينها ، وأصابها العمى ، فمسح بفاضل جبّة الإمام على عينها ، فزال ما بها من ألمٍ وعمى.
كلّ هذه شواهد على إقرار الأئمّة عليهم السلام بما اعتقده شيعتهم.
مضافاً إلى ما كان عمر بن الخطّاب يتبرّك بالحجر الأسود ويقبّله (4) ، مع أنّه حجر ، وضريح الإمام مشرّف بما حواه من جسد الإمام عليه السلام ، كما أنّ غلاف القرآن منزلته تأتي ممّا يحويه من كلام الله تعالى.
والذي نريد قوله : أنّ اعتقاد الشيعة بشرف هذه الأضرحة ، واستحصال البركة بكلّ ما يمسّ هذه الأضرحة من خرقة خضراء أو غيرها ، ويتمّ الاعتقاد بأنّ الله تعالى لمنزلة هذا الإمام ، قد جعل سبب الشفاء والبركة لما يعتقده الإنسان بهذا الخرقة.
على أنّنا نودّ التنبيه إلى أنّ لفّ هذه الخرق ليس من الضروريّ أن تكون من ضرورات مذهبنا ، بل هي حالة اعتقادية يعتقدها الشيعة لحسن ظنّهم بالله ، واعتقادهم بمنزلة الإمام عليه السلام ، ويمارسونها ليعطيهم الله ذلك على حسب ما يعتقدونه ، وليس في ذلك ما يخالف الكتاب أو السنّة ، بل العقل كذلك.
ومن ثمّ ما تعارف عليه المسلمون من التبرّك بما خلّفه رسول الله صلى الله عليه وآله من قميصه وشعره ، والمسلمون جميعاً يروون قصّة الرجل الذي أحجم رسول الله صلى الله عليه وآله فبعد حجامته له شرب ذلك الدم ، فسأله النبيّ صلى الله عليه وآله : ( أين ألقيت الدم )؟ فقال : شربته يا رسول الله ، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك ، ولكن قال له : ( إنّ جسدك لم تمسّه النار أبداً ) (5) ، ممّا يشير إلى أنّ لدمه صلى الله عليه وآله خصوصية ، وعدم مسّ ذلك الجسد الذي اختلط بدم رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذا ما أمكن توضيحه ببيانٍ سريعٍ مقتضب.
____________
1 ـ شجرة طوبى 2 / 235.
2 ـ مناقب آل أبي طالب 3 / 329.
3 ـ الأمالي للشيخ الطوسيّ : 359.
4 ـ مسند أحمد 1 / 51 ، صحيح البخاريّ 2 / 162 ، صحيح مسلم 4 / 66.
5 ـ المبسوط للسرخسيّ 3 / 69.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|