المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لماذا نسمع بالكرامات في مشاهد الائمة والسيدة زينب ولا نسمع بها في قبر الرسول والكعبة ؟  
  
1421   09:41 صباحاً   التاريخ: 14-10-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج7 ، ص 10 - 12
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / القبور /

الجواب: إن التوسل بالأنبياء والأئمة عليهم السلام هو الأمر الطبيعي، المتوقع خصوصاً من الناس المذنبين الذين لا يجدون ـ عادة ـ في أنفسهم الجرأة للطلب مباشرة ممن سبق لهم أن أذنبوا معه، أو تجرأوا على مقامه وتمردوا عليه وعصوا أوامره ونواهيه.. بل قد يكون حالهم في تهيبهم من الطلب المباشر منه تعالى، حال الطفل الذي يتوسل بأمه لنيل مطالبه من أبيه، مع علمه بحبه له، وعطفه عليه، ورأفته به، رغم أنه قد لا يكون ذلك الطفل قد أساء لأبيه أصلاً..

ويستجيب الله تعالى طلبهم إذا كانت لهم مصلحة في هذه الاستجابة، ولا يكون في ذلك أي أثر سلبي عليهم ولا على غيرهم..

وإذا كان دعاؤهم وطلبهم جامعاً لشرائط الإجابة من الإخلاص والخلوص، وغير ذلك..

ومن الواضح: أن الوهابيين الذين يسيطرون على بلاد الحجاز هم من أكثر الناس تشدداً في المنع من التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله، والتبرك بقبره الشريف، وبأي من الأماكن المقدسة الأخرى، ويعتبرون ذلك شركاً، وكفراً، ويمارسون ضد من يحاول الاقتراب من القبر الشريف، أو غيره من الأماكن، أشد أنواع الإذلال، والإهانة، وإذا عرفوا أنه شيعي، فإنهم يبادرون إلى البطش بهم بقسوة بالغة ومن دون شفقة أو رحمة..

ولأجل ذلك.. فإنه قلما يجرؤ أحد على الاقتراب من تلك الأماكن، أو حتى على إظهار أنه يعتقد بأنها مما يمكن أن يكون لها أي تأثير في الشفاء، أو في قضاء الحاجات فإن من يفعل ذلك سيكون مجازفاً بحياته أو بكرامته على أقل تقدير..

وبعد هذا.. فلو أن الكرامة والمعجزة قد حصلت لبعض الناس بالفعل، فهل تراه يجرؤ على إظهارها، أو على التحدث عنها؟!..

إنه لا بد أن يتوقع في هذه الصورة أن تنصب على رأسه أعظم الدواهي، وأشد المصائب، وأعظم النكبات..

وأما بالنسبة للوهابيين أنفسهم، فإنهم لا يستحقون إظهار الكرامة لهم، وهم في موقع العناد واللجاج، والرفض والتحدي، وسيبادرون إلى تكذيب أية كرامة أو معجزةٍ تحصل أمامهم لأي كان من الناس، لأنها تبطل معتقداتهم وتحرجهم وتجعلهم في موقعٍ لا يحسدون عليه..

ولو شفي مريضهم، أو قضيت حاجاتهم بالمعجزة والكرامة لصاحب القبر الشريف، فإنهم سوف لا يفهمونها في سياقها الصحيح، بل هي ستضيع سدى.. وربما يكون ضررها أعظم إذا ما استفيد منها في غير سياقها الطبيعي..

على أنه قد تحصل لكثير من المؤمنين ببركات قبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وسائر قبور الأئمة صلوات الله عليهم كرامات وألطاف.. وقد يتناقلها الناس في حدود ضيقة، وقد تصل إلى مسامعنا، وقد لا تصل، فإن عدم معرفة أكثر الناس بها، لا يدل على عدم حصولها..

بل إننا نلاحظ أن الكرامات التي تحصل في مقامات الأئمة لا يكون لها ذلك الانتشار المناسب، خصوصاً إذا كان المهتمون بها هم فئة قليلة من الناس. وهم أولئك الذين يكونون قريبين من الحدث، والذين يتيسر لهم اليقين به أكثر من غيرهم..

ويتأكد هذا المعنى، إذا لاحظنا:

أن ما يصدر من كرامات لا يكون غالباً مما يراد له أن يتخذ صفة العموم والشمول للناس جميعاً، بل هو لطف إلهي يتوجه غالباً إلى فرد بخصوصه، لإخراجه من شدة، أو تلبية لحاجة ماسة، يحس بها الداعي، وينقطع إلى الله تعالى من أجلها، بعد أن أعيته الحيل، وانقطعت به السبل، وتكون الاستجابة له من موجبات زيادة يقينه، وترسيخ إيمانه.

وربما يستفيد من ذلك أيضاً آخرون ممن يكونون في أجواء ذلك الحدث، حيث يحفظ به إيمانهم، واعتقادهم أيضاً..

وربما يكون من فوائد ذلك تعريف الناس بمقامات أهل البيت عليهم السلام، وتأكيد الشعور لديهم بلزوم طاعتهم، حيث يتضح لديهم: أنهم موضع عناية الله، وهم صفوته من خلقه.. وقد يختلف الأمر بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وآله، حيث إنه قد لا تكون في كثير من الأحيان أية ضرورة لإظهار المعجزة عنده ما دام أن جميع المسلمين يؤمنون بنبوته، ويعتقدون بعلو درجته، ولزوم طاعته، إلا إن كان ثمة ضرورة لإزالة آثار تشكيكات الجاحدين، وإبطال شبهات أهل الأهواء، أو غيرهم من الجاهلين..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.