لقد كان لبعض الصحابة دور في ترويج الأسباب في المجتمع ، فها هو الأشعث بن قيس يبرز ليقول في الآية : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران : 77] : «فيّ نزلت ، خاصمت إلى رسول اللّه ، فقضى عليّ باليمين» ، «1» فكان يقوم بترويج سبب نزول هذه الآية مع أنّ هذا السبب لا يحمل في طيّاته أيّ أمارات المدح ! وما كان هذا الأمر ليحصل لو لا ارتباط المجتمع بأسباب النزول بشكل أو بآخر.

كما يذكر الزركشيّ في البرهان ، في ختام بحث أسباب النزول وتحت عنوان فائدة ، يقول : «روى البخاري في كتاب الأدب المفرد في بر الوالدين ، عن سعد بن أبى وقاص رضي اللّه عنه قال : نزلت فيّ أربع آيات من كتاب اللّه» ، ثمّ يورد الآيات الأربع . «2»

______________________________

(1). الشيخ الطوسي ، الأمالي، ج 1، ص 368.

(2). البرهان في علوم القرآن، ص 33، 34، وذكره ، الإتقان في علوم القرآن ، ج2 ، ص 512.