أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-9-2020
1351
التاريخ: 7-8-2020
5412
التاريخ: 26-6-2020
1306
التاريخ: 20-9-2020
1255
|
رواية الحاكم النيسابوري في المستدرك. (1)
بسنده عن أبي الطفيل عن سلمان الفارسي، قال :
«كنت رجلاً من أهل جي ، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء ، فقيل لي إن الدين الذي تطلب إنما هو بالمغرب ، فخرجت حتى أتيت الموصل ، فسألت عن أفضل من فيها. ، فدللت على رجل في صومعة ، فأتيته ، فقلت له :
إني رجل من أهل جي، وجئت أن أطلب العمل وأتعلم العلم، فضمني إليك، أخدمك وأصحبك، وتعلمني شيئاً مما علمك الله.
قال: نعم. فصحبته، فأجرى علي مثل ما كان يُجري عليه، وكان يجرى عليه الخل والزيت والحبوب، فلم أزل معه حتى نزل به الموت، فجلست عند رأسه أبكيه.
فقال: ما يبكيك.؟
قلت: أبكي أني خرجت من بلادي أطلب الخير، فرزقني الله صحبتك، فعلمتني، وأحسنت صحبتي، فنزل بك الموت، فلا أدري أين أذهب؟
فقال: لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا وهو على الحق، فأته فاقرأه مني السلام، وأخبره أني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته.
فلما أن قبض الرجل، خرجت فأتيت الرجل الذي وصفه لي، فأخبرته بالخبر، وأقرأته السلام من صاحبه، وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته.
فضمني إليه ، وأجرى علي ما كان يجري علي مع الآخر ، فصحبته ما شاء الله ، ثم نزل به الموت ، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي ، فقال لي : ما يبكيك.؟
قلت : خرجت من بلادي أطلب الخير ، فرزقني الله صحبة فلان ، فأحسن صحبتي وعلمني وأوصاني عند موته بك ، وقد نزل بك الموت ، فلا أدري أين أتوجه؟.
فقال : تأتي أخاً لي على درب الروم فهو على الحق ، فأته ، واقرأه مني السلام ، واصحبه فانه على الحق.
فلما قبض الرجل، خرجت حتى أتيته فأخبرته بخبري وتوصية الآخر قبله ، قال : فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي ، فلما نزل به الموت جلست أبكي عند رأسه ، فقال لي ما يبكيك.؟
فقصصت قصتي، قلت له: إن الله تعالى رزقني صحبتك، فأحسنت صحبتي، وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه.
فقال: لا دين! وما بقي أحد أعلمه على دين عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض، ولكن هذا أوانٌ يخرج فيه نبي، أو قد خرج بتهامة، وأنت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه، فاذا بلغك أنه قد خرج، فانه النبي الذي بَشّر به عيسى صلوات الله وسلامه عليهما، وآية ذلك (2) أن بين كتفيه خاتم النبوة، وأنه يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة.
قال: فكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه.، فمر بي ناس من أهل مكة، فسألتهم. فقالوا: نعم، ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي! فقلت لبعضهم: هل لكم أن أكون عبداً لبعضكم على أن تحملوني عقبه، وتطعموني من الكسر، فإذا بلغتم إلى بلادكم، فان شاء أن يبيع باع، وإن شاء أن يستعبد إستعبد!.
فقال رجل منهم : أنا. فصرت عبداً له حتى أتى بي مكة ، فجعلني في بستان له مع حبشانٍ كانوا فيه ، فخرجت ، فسألت ، فلقيت إمرأة من أهل بلادي ، فسألتها؟ فإذا أهل بيتها قد أسلموا. قالت لي: إن النبي (صلى الله عليه وآله) يجلس في الحجر (3) هو وأصحابه إذا صاح عصفور بمكة ، حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا.
فانطلقت إلى البستان ، فكنت أختلف (4) ، فقال لي الحبشان : مالك؟
فقلت : أشتكي بطني ، وإنما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة يجلس فيها هو وأصحابه ، خرجت أمشي حتى رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) ، فاذا هو يجتبي ، وإذا أصحابه حوله ، فأتيته من ورائه ، فعرف النبي (صلى الله عليه وآله) الذي أريد ، فارسل حبوته ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه ، فقلت : الله أكبر ، هذه واحدة.
ثم أنصرفت، فلما أن كانت الليلة المقبلة، لقطت تمراً جيداً، ثم أنطلقت حتى أتيت به النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعته بين يديه. فقال : ما هذا؟ فقلت: صدقة. فقال للقوم، كلوا ، ولم يأكل. ثم لبثت ما شاء الله ، ثم أخذت مثل ذلك ، ثم أتيته فوضتعه بين يديه ، فقال : ما هذا؟ فقلت: هدية. فأكل منها وقال للقوم: كلوا.
فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فسألني عن أمري وأخبرته.، فقال : إذهب فاشترِ نفسك.
فانطلقت إلى صاحبي، فقلت : بعني نفسي.
فقال : نعم ، على أن تنبت لي بمائة نخلة. ، فما غادرت منها نخلةً إلا نبتت ، فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأخبرته أن النخل قد نبتت. فأعطاني قطعةً من ذهب ، فانطلقت بها ، فوضعتها في كفة الميزان ، ووضع في الجانب الآخر نواة ، قال : فوذالله ما استقلت قطعة الذهب من الأرض ، قال : وجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرته. فأعتقني.
__________________
(1) المستدرك مع التلخيص ج 3 /603.
(2) الآية هنا العلامة.
(3) حجر اسماعيل بجانب الكعبة.
(4) الإختلاف : الرواح والمجيء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|