المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المجاز العقلي  
  
17375   10:35 صباحاً   التاريخ: 13-9-2020
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص:115-122
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2020 6650
التاريخ: 25-03-2015 3248
التاريخ: 13-9-2020 25687
التاريخ: 22-1-2022 2117

المجاز العقلي

 

الأمثلة :

(1) قال المتنبي يصف ملك الروم بعد أن هزمه سيف الدولة :

ويمشي به العكاز في الدير تائبا
 

 

وقد كان يأبى مشي أشقر أجردا (1)
 

 

(2) بنى عمرو بن العاص مدينة الفسطاط.

(3) نهار الزاهد صائم وليله قائم.

(4) ازدحمت شوارع القاهرة.

(5) جد جدك وكد كدك.

(6) قال الحطيئة :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها
 

 

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
 

 

(7) وقال تعالى : «وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا».

(8) وقال تعالى : «إنه كان وعده مأتيا».

 

البحث :

انظر إلى المثالين الأولين تجد أن الفعل في كل منهما أسند إلى غير فاعله، فإن العكاز لا يمشي، والأمير لا يبني، وإنما يسير صاحب العكاز، ويبني عمال الأمير، ولكن لما كان العكاز سببا في المشي والأمير سببا في البناء أسند الفعل إلى كل منهما.

ثم انظر إلى المثالين التاليين تجد أن الصوم أسند إلى ضمير النهار، والقيام أسند إلى ضمير الليل، والازدحام أسند إلى الشوارع، مع أن النهار لا يصوم، بل يصوم من فيه، والليل لا يقوم، بل يقوم من فيه، والشوارع لا تزدحم، بل يزدحم الناس بها، فالفعل أو شبهه في هذين المثالين أسند إلى غير ما هو له، والذي سوغ ذلك الإسناد أن المسند إليه في المثالين زمان الفعل أو مكانه.

وفي المثال الخامس أسند الفعلان «جد» و «كد» إلى مصدريهما ولم يسندا إلى فاعليهما. وفي المثال السادس يقول الحطيئة لمن يهجوه : «واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي» فهل تظن أنه بعد أن يقول : لا ترحل لطلب المكارم يقول له : إنك تطعم غيرك وتكسوه؟ لا. إنما أراد اقعد كلا (2) على غيرك مطعوما مكسوا فأسند الوصف المسند للفاعل إلى ضمير المفعول.

وفى المثالين الأخيرين جاءت كلمة «مستورا» بدل ساتر و «مأتيا» بدل آت، فاستعمل اسم المفعول مكان اسم الفاعل، وإن شئت فقل أسند الوصف المبني للمفعول إلى الفاعل.

فأنت ترى من الأمثلة كلها أن أفعالا أو ما يشبهها لم تسند إلى فاعلها الحقيقي، بل إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره، وأن صفات كانت من حقها أن تسند إلى المفعول أسندت إلى الفاعل. وأخرى كان يجب أن تسند إلى الفاعل أسندت إلى المفعول، ومن الهين أن تعرف أن هذا الإسناد غير حقيقي، لان الإسناد الحقيقي هو إسناد الفعل إلى فاعله الحقيقي، فالإسناد إذا هنا مجازي ويسمى بالمجاز العقلي ؛ لأن المجاز ليس في اللفظ كالاستعارة والمجاز المرسل ؛ بل في الإسناد وهو يدرك بالعقل.

القواعد :

(24) المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.

(25) الإسناد المجازي يكون إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره، أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول أو المبني للمفعول إلى الفاعل.

نموذج

(1) قال أبو الطيب :

أبا المسك أرجو منك نصرا على العدا
 

 

وآمل عزا يخصب البيض بالدم (3)
 

ويوما يغيظ الحاسدين وحالة
 

 

أقيم الشقا فيها مقام التنعم (4)
 

 

(2) قال تعالى : «لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم».

(3) ذهبنا إلى حديقة غناء.

(5) بنت الحكومة كثيرا من المدارس بمصر.

(5) وقال أبو تمام :

تكاد عطاياه يجن جنونها
 

 

إذا لم يعوذها برقية طالب (5)
 

 

الإجابة

(ا) «ا» عزا يخضب البيض بالدم.

إسناد خضب السيوف بالدم إلى ضمير العز غير حقيقي لأن العز لا يخضب السيوف ولكنه سبب القوة وجمع الأبطال الذين يخضبون السيوف بالدم، ففي العبارة مجاز عقلي علاقته السببية.

«ب» ويوما يغيظ الحاسدين.

إسناد غيظ الحاسدين إلى ضمير اليوم غير حقيقي، غير أن اليوم هو الزمان الذى يحصل فيه الغيظ : ففي الكلام مجاز عقلي علاقته الزمانية.

(2) لا عاصم اليوم من أمر الله.

المعنى لا معصوم (6) اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله، فاسم الفاعل أسند إلى المفعول ؛ وهذا مجاز عقلي علاقته المفعولية.

(3) ذهبنا إلى حديقة غناء.

غناء مشتقة من الغن ؛ والحديقة لا تغن وإنما الذي بغن عصافيرها أو ذبابها ؛ ففي الكلام مجاز عقلي علاقته المكانية.

(4) بنت الحكومة كثيرا من المدارس.

الحكومة لم تبن بنفسها ولكنها أمرت ؛ ففي الإسناد مجاز عقلي علاقته السببية.

(5) تكاد عطاياه يجن جنونها.

إسناد الفعل إلى المصدر مجاز عقلي علاقته المصدرية.

تمرينات

(1)

وضح المجاز العقلي فيما تحته خط وبين علاقته وقرينته :

(1) قال تعالى : «أولم نمكن لهم حرما آمنا؟».

(2) كان المنزل عامرا وكانت حجره مضيئة.

(3) عظمت عظمته وصالت صولته (7).

(4) لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى
 

 

ونمت وما ليل المطى بنائم (8)
 

(5) ملكنا فكان العفو منا سجية
 

 

فلما ملكتم سال بالدم أبطح (9)
 

 

(6) ضرب الدهر بينهم وفرق شملهم.

(7) «يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات».

(8) جلسنا إلى مشرب عذب، ماؤه دافق.

(9) قال طرفة بن العبد (10) :

ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا
 

 

ويأتيك بالأخبار من لم تزود (11)
 

(10) يغنى كما صدحت أيكة
 

 

وقد نبه الصبح أطيارها (12)
 

(11) إنا لمن معشر أفنى أوائلهم
 

 

قيل الكماة ألا أين المحامونا (13)
 

 

 (2)

بين كل مجاز عقلي وعلاقته في أقوال العرب الآتية :

(1) طريق وارد صادر (يرده الناس ويصدرون عنه).

(2) له شرف صاعد، وجد مساعد (14).

(3) ضرسهم الزمان وطحنتهم الأيام.

(4) يفعل المال ما تعجز عنه القوة.

(5) هم ناصب (15). جد عثور (16). يوم عاصف (17). ريح عقيم (18).

عجب عاجب.

(6) أعمير إن أباك غير رأسه
 

 

مر الليالي واختلاف الأعصر
 

 

(7) رمت به الأسفار أبعد مراميها. حرب غشوم (19). موت مائت (أي شديد). شعر شاعر.

(8) لها وجه يصف الحسن.

(9) وضع فلانا الشح ودناءة النسب.

(10) أرضهم واعدة (إذا رجى خيرها).

(11) بطشت بهم أهوال الدنيا.

(12) أعرني أذنا واعية.

(3)

بين المجاز العقلي والمجاز المرسل والاستعارة فيما يأتي :

كفى بالمرء عيبا أن تراه
 

 

له وجه وليس له لسان
 

 

 (2) قال المتنبي :

والهم يخترم الجسيم نحافة
 

 

ويشيب ناصية الصبى ويهرم (20)
 

 

(3) قال الشريف الرضى يخاطب الشيب :

أيها الصبح زل ذميما فما أظ
 

 

لم يومي من ذاك الظلام
 

 

(4) وقال النابغة الذبياني :

فبت كأنى ساورتني ضئيلة
 

 

من الرقش في أنيابها السم ناقع (21)
 

(5) وكم علمته نظم القوافي
 

 

فلما قال قافية هجاني
 

 

(6) «وأرسلنا السماء عليهم مدرارا».

(7) نشر الليل ذوائبه.

(8) «فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه».

(9) فلا فضيلة إلا أنت لابسها
 

 

ولا رعية إلا أنت راعيها
 

 

(10) «وجاء ربك والملك صفا صفا».

(11) «يذبح أبناءهم».

(4)

اشرح الأبيات الآتية وبين ما فيها من مجاز عقلي :

صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
 

 

وعناهم من أمره ما عنانا (22)
 

وتولوا بغصة كلهم من
 

 

ه وإن سر بعضهم أحيانا
 

ربما تحسن الصنيع ليالي
 

 

ه ولكن تكدر الإحسانا
 

 

 

وكأنا لم يرض فينا بريب ال
 

 

دهر حتى أعانه من أعانا (23)
 

كلما أنبت الرمان قناة
 

 

ركب المرء في القناة سنانا (24)
 

 

 

 

 

 

__________________

(1) العكاز : عصا في طرفها زج، وقوله مشى أشقر أجرد : أي مشى جواد أشقر أجرد، والأشقر من الخيل : الأحمر، والأجرد : القصير الشعر، يقول : إنه أقام في دير الرهبان وصار يمشى على العكاز تائبا من الحرب بعد أن كان لا يرضى مشى الجواد الأشقر، وهو أسرع الخيل عند العرب.

(2) الكل : من يعوله غيره.

(3) أبو المسك : كنية كافور الإخشيدي، والبيض : السيوف، يقول : أرجو منك أن تنصرني على أعدائي، وأن توليني عزا أتمكن به منهم وأخضب سيوفى بدمائهم.

(4) يقول : وأرجو أن أبلغ بك يوما يغتاظ فيه حسادي لما يرون من إعظامك لقدري وكذلك أرجو أن أبلغ بك حالة تساعدني على الانتقام منهم فأتنعم بشقائي في حربهم.

(5) يعوذها : يحصنها، والرقية : العوذة، جمعها رقى.

(6) يجوز أن تكون «عاصم» مستعملة في حقيقتها، ويكون المعنى لا شيء يعصم الناس من قضاء الله إلا من رحمه الله منهم فإنه تعالى هو الذي يعصمه.

(7) صال عليه : وثب.

(8) السرى : السير ليلا، والمطى جمع مطية وهي الدابة تمطو : أي تسرع في مشيها.

(9) الأبطح : مسيل واسع فيه دقاق الحصى.

(10) شاعر من شعراء الجاهلية يعد في الطبقة الثانية منهم وهو من أجودهم طويلة، فكلما طالت قصيدته حسنت، وكان في حسب من قومه، جريئا على هجائهم وهجاء غيرهم، وله المعلقة المشهورة.

(11) من لم تزود : أي من لم تعطه زادا، والزاد طعام المسافر، يقول : إذا عشت فستعلمك الأيام ما لم تكن تعلم، ويأتيك بالأخبار ما لم تكلفه ذلك.

(12) صدح الطائر : رفع صوته بغناء، الأيكة : الشجرة.

(13) الكماة : جمع كمى وهو الشجاع المتكمي في سلاحه أي المتغطي المتستر به، يقول : إنا من قوم أفناهم الإقدام على الحروب وإغاثة المستغيثين.

(14) الجد : الحظ.

(15) هم ناصب : أي ذو نصب وتعب على حد قولهم (رجل تامر ولابن) أي ذو تمر ولبن، وقيل هو فاعل بمعنى مفعول فيه. لأنه ينصب فيه ويتعب.

كليل نائم : أي ينام فيه.

(16) عثور : كثير العثار والزلل.

(17) يوم عاصف : أي تعصف فيه الريح.

(18) العقيم : هي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا.

(19) الغشوم : كثير الغشم وهو الظلم.

(20) يخترم : يهلك، والناصية : شعر مقدم الرأس، يقول : إن الهم إذ استولى على الجسم هزله حتى يهلك، وقد يشيب به الصبي ويصير كالهرم من الضعف.

(21) ساورتني : واثبتني، والضئيلة : الحية الدقيقة النحيفة، والرقش : جمع رقشاء وهي الحية فيها نقط سوداء وبيضاء، والسم الناقع : المنقوع، وإذا نقع السم كان شديد التأثير.

(22) عناهم : أهمهم وشغلهم.

(23) من : فاعل يرض أو أعانه على التنازع، يقول : كأن الذى يعين الدهر على نكاية أهله لم يرض بما تجر حوادث الدهر من البلاء، فزاد عليها بلاء العداوة والشر.

(24) القناة : عود الرمح، والسنان : نصله.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.