المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر في سيرة المعصومين (عليهم ‌السلام)
2025-01-13
الشكر في مصادر الحديث
2025-01-13
فلسفة الشكر
2025-01-13
مـتطلبـات البنيـة التحـتية للتـجارة الإلكتـرونـيـة
2025-01-13
مـتطلبـات التـجـارة الإلكتـرونـيـة
2025-01-13
التـجارة الإلكترونـيـة وعـلاقـتها بالمـوضـوعات الأخـرى
2025-01-13

المشاكل الناتجة عن استخدام المبيدات
10-12-2015
ما معنى القول المشهور: إن القرآن يفسره الزمن ؟
23-1-2021
فسيولوجيا عقد الثمار في الطماطم
16-10-2020
cis-Acting Constitutive Mutations Identify the Operator
3-6-2021
علم المناخ وعلم الميتورولوجيا
2024-08-05
رجفة الأرض
23-11-2014


محطّاتٌ عاشورائيّة: الإمام زين العابدين (عليه السلام) لابن زياد.. أبالقتل تهدّدني! أما علمتَ أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة  
  
2584   03:34 مساءً   التاريخ: 4-9-2020
المؤلف : alkafeel.net
الكتاب أو المصدر :
الجزء والصفحة :
القسم : الاخبار / اخبار الساحة الاسلامية / أخبار العتبة العباسية المقدسة /

يذكرُ أصحابُ السير أنّه في مثل هذه الأيّام من سنة 61هـ، وقف الإمام زين العابدين(عليه السلام) بتلك الشجاعة والصلابة أمام الطاغية عبيد الله بن زياد في مجلسه، وهو أسيرٌ ومكبّلٌ بالسلاسل ينظر إليه وهو ينكث بالقضيب ثنايا أبيه تشفّياً وانتقاماً، فلم تمنعه شدّة الحزن من التصدّي له والوقوف بوجهه وقد تعرّض (عليه السلام) للقتل.
لكنّ إرادة الله حالت دون ما يريد الطاغية ابن زياد، فقد دار حوارٌ بينهما انتهى بأنْ أمَرَ اللعينُ بضرب عنق الإمام(عليه السلام)، فتعلّقت الحوراء زينب بابن أخيها وقالت لابن زياد: (إنّك لم تبقِ منّا أحداً فإنْ كنتَ عزمت على قتله فاقتلني معه)، لكنّ الإمام السجّاد لم يأبهْ ولم يخشَهُ في مجلسه بل وجّه إليه كلاماً عرّفه بنفسه الشريفة التي لا تخشى الموت بل تستهين به، فقال له بكلّ ثباتٍ وجرأة ويقين: (أبالقتل تهدّدني!! أما علمتَ بأنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة).
إنّ البطولة التي أبداها الإمام السجّاد(عليه السلام) بعد واقعة كربلاء، وهو مریضٌ وتحت أسر الأعداء لا تقلّ أهميّةً عن بطولة الميدان، حيث لم يكن هذا الموقف الوحيد الذي تصدّى من خلاله للظالمين بعد استشهاد أبيه والطاهرين من أهله(عليهم السلام)، فقد كان له موقفٌ في الكوفة من خلال خطبته العظيمة التي بيّن فيها الجريمة النكراء التي ارتكبها الأمويّون، بقتلهم سبط رسول الله وغدر أهل الكوفة به، وفيها من التقريع لهم ما أجّج في النفوس مشاعر السخط والغضب على يزيد، حيث قال (عليه السلام):
(أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ. أَنَا ابْنُ الْمَذْبُوحِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَلا تِرَاتٍ.

أَنَا ابْنُ مَنِ انْتُهِكَ حَرِيمُهُ، وَسُلِبَ نَعِيمُهُ، وَانْتُهِبَ مَالُهُ، وَسُبِيَ عِيَالُهُ. أَنَا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً وَكَفَى بِذَلِكَ فَخْراً. أَيُّهَا النَّاسُ! نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ! هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كَتَبْتُمْ إِلَى أَبِي وَخَدَعْتُمُوهُ؟ وَأَعْطَيْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَالْبَيْعَةَ، وَقَاتَلْتُمُوهُ وَخَذَلْتُمُوهُ؟ فَتَبّاً لِمَا قَدَّمْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، وَسَوْأَةً لِرَأْيِكُمْ. بِأَيَّةِ عَيْنٍ تَنْظُرُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (صلّی الله عليه وآله) إِذْ يَقُولُ لَكُمْ: قَتَلْتُمْ عِتْرَتِي، وَانْتَهَكْتُمْ حُرْمَتِي، فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِي)؟!
كان لهذه الكلمات دويٌّ وضجيج واستفاقةٌ ووجوم، وغضبٌ وسخط على السلطة وتأنيبٌ للضمير وتقريعٌ للنفس، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَصَارَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلَكْتُمْ وَمَا تَعْلَمُونَ!
وعلى الرغم من الحالة المأساويّة التي كان عليها الإمام(عليه السلام) فقد استأنف حديثَه ووعْظَه لهم فقال: (رَحِمَ اللهُ امْرَأً قَبِلَ نَصِيحَتِي، وَحَفِظَ وَصِيَّتِي فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِنَّ لَنَا فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةً حَسَنَةً.
فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ: نَحْنُ كُلُّنَا -يَا ابْنَ رَسُولِ اللهُ- سَامِعُونَ مُطِيعُونَ حَافِظُونَ لِذِمَامِكَ غَيْرَ زَاهِدِينَ فِيكَ وَلا رَاغِبِينَ عَنْكَ، فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِنَّا حَرْبٌ لِحَرْبِكَ، وَسِلْمٌ لِسِلْمِكَ، لَنَأْخُذَنَّ يَزِيدَ! وَنَبْرَأُ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَظَلَمَنَا!
فَقَالَ(عليه السلام): هَيْهَاتَ! هَيْهَاتَ! أَيُّهَا الْغَدَرَةُ الْمَكَرَةُ، حِيلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ شَهَوَاتِ أَنْفُسِكُمْ! أَتُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ كَمَا أَتَيْتُمْ إِلَى آبَائِي مِنْ قَبْلُ؟! كَلّا وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ، فَإِنَّ الْجُرْحَ لَمَّا يَنْدَمِلْ، قُتِلَ أَبِي -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ- بِالأَمْسِ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ مَعَهُ، وَلَمْ يُنْسِنِي ثُكْلَ رَسُولِ اللهِ وَثُكْلَ أَبِي وَبَنِي أَبِي، وَوَجْدُهُ بَيْنَ لَهَاتِي، وَمَرَارَتُهُ بَيْنَ حَنَاجِرِي وَحَلْقِي، وَغُصَصُهُ يَجْرِي فِي فِرَاشِ صَدْرِي، وَمَسْأَلَتِي أَنْ لا تَكُونُوا لَنَا وَلا عَلَيْنَا).