المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



تفسير الأية (60-64) من سورة الكهف  
  
26547   02:21 صباحاً   التاريخ: 29-8-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الكاف / سورة الكهف /

 

قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَو أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } [الكهف: 60، 64]

 تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ } أكثر المفسرين على أنه موسى بن عمران وفتاه يوشع بن نون وسماه فتاه لأنه صحبه ولازمه سفرا وحضرا للتعلم منه وقيل لأنه كان يخدمه ولهذا قال له { آتِنَا غَدَاءَنَا } وهو يوشع بن نون بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب وقال محمد بن إسحاق يقول أهل الكتاب إن موسى الذي طلب الخضر هو موسى بن ميشا بن يوسف وكان نبيا في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران إلا أن الذي عليه الجمهور أنه موسى بن عمران ولأن إطلاقه يوجب صرفه إلى موسى بن عمران كما أن إطلاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينصرف إلى نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم).

 قال علي بن إبراهيم: حدثني محمد بن علي بن بلال قال اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى أيهما كان أعلم وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته  وهو حجة الله على خلقه فكتبوا إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس بها سلام قال من أنت قال أنا موسى بن عمران قال أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما قال نعم قال فما حاجتك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال إني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه الخبر بطوله.

{ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} معناه: لا أزال أمضي وأمشي ولا أسلك طريقا آخر حتى أبلغ ملتقى البحرين بحر فارس وبحر الروم ومما يلي المغرب بحر الروم ومما يلي المشرق بحر فارس عن قتادة وقال محمد بن كعب هو طنجة وروي عنه إفريقية وكان وعد أن يلقى عنده الخضر { أَوأَمْضِيَ حُقُبًا } أي: دهرا عن ابن عباس وقيل سبعين سنة عن مجاهد وقيل ثمانين سنة عن عبد الله بن عمر { فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } أي: فلما بلغ الموضع الذي يجتمع فيه رأس البحرين { نَسِيَا حُوتَهُمَا} أي تركاه وقيل إنه ضل الحوت عنهما حين اتخذ سبيله في البحر سربا فسمي ضلاله عنهما نسيانا منهما له وقيل إنه من النسيان والناسي له كان أحدهما وهو يوشع ، فأضيف النسيان إليهما كما يقال نسي القوم زادهم إذا نسيه متعهد أمرهم وقيل: إن النسيان وجد منهما جميعا فإن يوشع نسي أن يحمل الحوت أوأن يذكر موسى ما قد رأى من أمره ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء فصار كل واحد منهما ناسيا لغيره ما نسيه الآخر وقوله { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } أي: فاتخذ الحوت طريقه في البحر مسلكا يذهب فيه وذلك أن موسى وفتاه تزودا حوتا مملوحا عن ابن عباس وقيل حوتا طريا عن الحسن ثم انطلقا يمشيان على شاطىء البحر حتى انتهيا إلى صخرة على ساحل البحر فأويا إليها وعنده عين ماء تسمى عين الحياة فجلس يوشع بن نون وتوضأ من تلك العين فانتضح على الحوت شيء من ذلك الماء فعاش ووثب في الماء وجعل يضرب بذنبه الماء فكان لا يسلك طريقا في البحر إلا صار الماء جامدا فذلك معنى قوله { فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}.

 { فَلَمَّا جَاوَزَا} ذلك المكان { قَالَ } موسى { لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا } قيل: إنهما انطلقا بقية يومهما وليلتهما فلما كان من الغد قال موسى ليوشع آتنا غداءنا أي أعطنا ما نتغدى به والغداء طعام الغداة والعشاء طعام العشي والإنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } أي: تعبا وشدة قالوا إن الله تعالى ألقى على موسى الجوع ليتذكر حديث الحوت { قَالَ } له يوشع عند ذلك { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ } ومعناه أن يوشع تذكر قصة الحوت لما دعا موسى بالطعام ليأكل فقال له أ رأيت حين رجعنا إلى الصخرة ونزلنا هناك فإني تركت الحوت وفقدته وقيل: نسيته ونسيت حديثه وقيل فيه إضمار أي نسيت أن أذكر لك أمر الحوت.

 ثم اعتذر فقال: { وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } وذلك أنه لوذكر لموسى (عليه السلام) قصة الحوت عند الصخرة لما جاوزها موسى ولما ناله النصب الذي أشكاه ولم يلق في سفره النصب إلا يومئذ { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا } أي: سبيلا عجبا وهو أن الماء انجاب عنه وبقي كالكوة لم يلتئم وقيل: إن كلام يوشع قد انقطع عند قوله { واتخذ سبيله في البحر } فقال موسى عند ذلك عجبا كيف كان ذاك وقيل: إن معناه واتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجبا عن ابن عباس والمعنى دخل موسى الكوة على إثر الحوت فإذا هو بالخضر { قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } قال موسى (عليه السلام) ذلك ما كنا نطلب من العلامة { فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا } أي: رجعا وعادا عودهما على بدئهما في الطريق الذي جاءا منه يقصان آثارهما { قَصَصًا } أي: ويتبعانها ويوشع أمام موسى (عليه السلام) حتى انتهيا إلى مدخل الحوت .

_______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص362-364.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ وإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوأَمْضِيَ حُقُباً فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً } . اختلفوا في موسى بطل هذه القصة : هل هو موسى بن عمران أوغيره ؟ . نقل الرازي عن اليهود انه موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب ، وهو أقدم من موسى بن عمران وأكثر العلماء والمفسرين على أنه ابن عمران الشهير ، وهو الظاهر . أما فتاه فالمعروف انه يوشع بن نون ابن أخت موسى بن عمران وتلميذه المقرب وخليفته من بعده على بني إسرائيل ، أما الذي قال له موسى : هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا . . فالمعروف بين الناس انه الخضر ، ولكن اللَّه سبحانه سكت عن اسمه ، واسم فتى موسى ، فيجمل بنا نحن ان نعبر عن هذا بفتى موسى ، وعن ذاك بصاحبه .

وقيل : ان الخضر لقب ، أما اسمه فبليا بن ملكان ، واختلفوا : هل هو نبي أوولي ؟ . وأيضا قيل : انه من المعمرين الأحياء إلى يوم يبعثون ، أما نحن فنلتزم السكوت عن نبوته وحياته إذ لا دليل قاطع للشك من الكتاب أوالسنة على واحدة منهما ، ولا يمتان إلى عقيدتنا وحياتنا بصلة . وقال البعض : انه من الملائكة .

وهذا أبعد الأقوال .

وفي رواية ان سائلا سأل موسى : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا . . فأراد اللَّه سبحانه ان يعلمه التواضع ، وانه فوق كل علم عليم ، فأوحى اللَّه إليه ان في مجمع البحرين رجلا يعلم أشياء لا تعلمها . فقال له موسى : وكيف لي به ؟

قال : تحمل معك حوتا لا حياة فيه ، فحيث تفقد الحوت فالعالم هناك ، فحمل موسى الحوت ، واصطحب معه فتاه ، وجدّا في السير حتى بلغا مجمع البحرين إذ أخذت موسى سنة فنام ، وفي أثناء نومه انتفض الحوت وقفز إلى البحر ، فكانت هذه آية من آيات اللَّه لموسى .

وسواء استند الراوي إلى العيان أوالاستنتاج فإن روايته هذه تلقي ضوء على ما ذكرناه من كلام اللَّه بين قوسين في صدر هذا الكلام .

{ فَلَمَّا جاوَزا قالَ } - موسى – { لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً } .

بعد أن استراح موسى وفتاه قليلا عند مجمع البحرين استأنفا السير إلى أن أدركهما التعب ، وأحسا بالجوع ، فطلب موسى من فتاه الغداء ، وكان الفتى قد شاهد انتفاضة الحوت وقفزته إلى البحر ، ولكنه نسي أن يخبر موسى بأمره ، ولما طلب منه أن يأتي بالغداء تذكر و{ قالَ } - لموسى – { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ واتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } .

ولما سمع هذا موسى لاحت له دلائل الفوز ببغيته ، و{قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً } رجع موسى وفتاه إلى المكان الذي قفز منه الحوت إلى البحر ، وسارا على الطريق الذي جاءا منه يتبعان أثرهما الأول .

_______________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 143-144.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قصة موسى والعالم الذي لقيه بمجمع البحرين وكان يعلم تأويل الحوادث ذكر الله سبحانه بها نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو التذكير الرابع من التذكيرات الواقعة إثر ما أمره في صدر السورة بالصبر والمضي على تبليغ رسالته والسلوة فيما يشاهده من إعراض الناس عن ذكر الله وإقبالهم على الدنيا وبين أن الذي هم مشتغلون به زينة معجلة ومتاع إلى حين فلا يشقن عليه ما يجده عندهم من ظاهر تمتعهم بالحياة وفوزهم بما يشتهون فيها فإن وراء هذا الظاهر باطنا وفوق سلطتهم على المشتهيات سلطنة إلهية.

فالتذكير بقصة موسى والعالم كأنه للإشارة إلى أن لهذه الوقائع والحوادث التي تجري على مشتهى أهل الدنيا تأويلا سيظهر لهم إذا بلغ الكتاب أجله فأذن الله لهم أن ينتبهوا من نومة الغفلة وبعثوا لنشأة غير النشأة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

وموسى الذي ذكر في القصة هو ابن عمران الرسول النبي أحد أولي العزم (عليهم السلام) على ما وردت به الرواية من طرق الشيعة وأهل السنة.

وقيل: هو أحد أسباط يوسف بن يعقوب (عليهما السلام) وهو موسى بن ميشا بن يوسف وكان من أنبياء بني إسرائيل ويبعده أن القرآن قد أكثر ذكر اسم موسى حتى بلغ مائة ونيفا وثلاثين وهو يريد ابن عمران (عليه السلام) فلو أريد بما في هذه القصة غيره لضم إليه قرينة صارفة.

وقيل إن القصة أسطورة تخييلية صورت لغاية أن كمال المعرفة يورد الإنسان مشرعة عين الحياة ويسقيه ماءها وهوالحياة الخالدة التي لا موت بعدها أبدا والسعادة السرمدية التي لا سعادة فوقها قط.

وفيه أنه تقدير من غير دليل وظاهر الكتاب العزيز يدفعه ولا خبر في القصة التي يقصها القرآن عن عين الحياة هذه إلا ما ورد في أقاويل بعض المفسرين والقصاصين من أهل التاريخ من غير أصل قرآني يستند إليه أووجدان حسي لعين هذه صفتها في صقع من أصقاع الأرض.

والفتى الذي ذكره الله وأضافه إلى موسى قيل هو يوشع بن نون وصيه، وبه وردت الرواية قيل: سمي فتى لأنه كان يلازمه سفرا وحضرا أولأنه كان يخدمه.

والعالم الذي لقيه موسى ووصفه الله وصفا جميلا بقوله:{ عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } ولم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر وكان نبيا من الأنبياء معاصر لموسى (عليه السلام) وفي بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهوحي لم يمت بعد، وهذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أونقل قطعي بخلافه وقد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير وتكاثرت القصص والحكايات في رؤيته ومع ذلك لا تخلوالأخبار والقصص عن أساطير موضوعة أومدسوسة.

قوله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } الظرف متعلق بمقدر، والجملة معطوفة على ما عطف عليه التذكيرات الثلاثة المذكورة سابقا، وقوله:{ لَا أَبْرَحُ } بمعنى لا أزال وهو من الأفعال الناقصة حذف خبره إيجازا لدلالة قوله:{ حَتَّى أَبْلُغَ } عليه والتقدير لا أبرح أمشي أو أسير، ومجمع البحرين قيل: هو الذي ينتهي إليه بحر الروم من الجانب الشرقي وبحر الفرس من الجانب (2) الغربي، والحقب الدهر والزمان وتنكيره يدل على وصف محذوف والتقدير حقبا طويلا.

والمعنى - والله أعلم - واذكر إذ قال موسى لفتاه لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين أوأمضي دهرا طويلا.

قوله تعالى:{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } الظاهر أن قوله:{ مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } من إضافة الصفة إلى الموصوف وأصله بين البحرين الموصوف بأنه مجمعهما.

وقوله:{ نَسِيَا حُوتَهُمَا } الآيتان التاليتان تدلان على أنه كان حوتا مملوحا أومشويا حملاه ليرتزقا به في المسير ولم يكن حيا وإنما حي هناك واتخذ سبيله في البحر ورآه الفتى وهو حي يغوص في البحر ونسي أن يذكر ذلك لموسى ونسي موسى أن يسأله عنه أين هو؟ وعلى هذا فمعنى{ نَسِيَا حُوتَهُمَا } بنسبة النسيان إليهما معا: نسيا حال حوتهما فموسى نسي كونه في المكتل فلم يتفقده والفتى نسيه إذ لم يخبر موسى بعجيب ما رأى من أمره. هذا ما ذكروه.

واعلم أن الآيات غير صريحة في حياة الحوت بعد ما كان ميتا بل ظاهر قوله:{نسيا حوتهما} وكذا قوله:{ نَسِيتُ الْحُوتَ} أن يكونا وضعاه في مكان من الصخرة مشرف على البحر فيسقط في البحر أويأخذه البحر بمد ونحوه فيغيب فيه ويغور في أعماقه بنحوعجيب كالدخول في السرب ويؤيده ما في بعض الروايات أن العلامة كانت هي افتقاد الحوت لا حياته والله أعلم.

وقوله:{ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } السرب المسلك والمذهب والسرب والنفق الطريق المحفور في الأرض لا نفاذ فيه كأنه شبه السبيل الذي اتخذه الحوت داخل الماء بالسرب الذي يسلكه السالك فيغيب فيه.

قوله تعالى:{ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } قال في المجمع،: النصب والوصب والتعب نظائر، وهو الوهن الذي يكون عن كد انتهى، والمراد بالغداء ما يتغدى به وفيه دلالة على أن ذلك كان في النهار.

والمعنى: ولما جاوزا مجمع البحرين أمر موسى فتاه أن يأتي بالغداء وهو الحوت الذي حملاه ليتغديا به ولقد لقيا من سفرهما تعبا.

قوله تعالى:{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ } إلى آخر الآية يريد حال بلوغهم مجمع البحرين ومكثهم هناك فقد كانت الصخرة هناك والدليل عليه قوله:{واتخذ سبيله} إلخ وقد ذكر في ما مر أنه كان بمجمع البحرين، يقول لموسى: لا غداء عندنا نتغدى به فإن غداءنا وهو الحوت حي ودخل البحر وذهب حينما بلغنا مجمع البحرين وأوينا إلى الصخرة التي كانت هناك وإني نسيت أن أخبرك بذلك.

فقوله:{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ } يذكره حال أويهما إلى الصخرة ونزولهما عندها ليستريحا قليلا، وقوله:{ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ } أي نسيت حال الحوت التي شاهدتها منه فلم أذكرها لك، والدليل على هذا المعنى - كما قيل - قوله:{ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } فإن{ أَنْ أَذْكُرَهُ } بدل من ضمير{ أَنْسَانِيهُ } والتقدير وما أنساني ذكر الحوت لك إلا الشيطان فهو لم ينس نفس الحوت وإنما نسي أن يذكر حاله التي شاهد منه لموسى.

ولا ضير في نسبة الفتى نسيانه إلى تصرف من الشيطان بناء على أنه كان يوشع بن نون النبي والأنبياء في عصمة إلهية من الشيطان لأنهم معصومون مما يرجع إلى المعصية وأما مطلق إيذاء الشيطان فيما لا يرجع إلى معصية فلا دليل يمنعه قال تعالى:{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }: ص: 41.

وقوله:{ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا } أي اتخاذا عجبا فعجبا وصف قام مقام موصوفه على المفعولية المطلقة، وقيل: إن قوله:{ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ } قول الفتى وقوله:{ عَجَبًا } من قول موسى، والسياق يدفعه.

واعلم أن ما تقدم من الاحتمال في قوله:{ نَسِيَا حُوتَهُمَا } الخ جار هاهنا والله أعلم.

قوله تعالى:{ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} البغي الطلب، والارتداد العود على بدء، والمراد بالآثار آثار أقدامهما، والقصص اتباع الأثر والمعنى قال موسى: ذلك الذي وقع من أمر الحوت هو الذي كنا نطلبه فرجعا على آثارهما يقصانها قصصا ويتبعانها اتباعا.

وقوله:{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا } يكشف عن أن موسى كان مأمورا من طريق الوحي أن يلقى العالم في مجمع البحرين وكان علامة المحل الذي يجده ويلقاه فيه ما وقع من أمر الحوت إما خصوص قضية حياته وذهابه في البحر أو بنحوالإبهام والعموم كفقد الحوت أوحياته أوعود الميت حيا ونحو ذلك، ولذلك لما سمع موسى من فتاه ما سمع من أمر الحوت قال ما قال، ورجعا إلى المكان الذي فارقاه فوجدا عبدا{إلخ}.

______________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج13،ص272-275.

2- فمجمع البحرين على هذا ما بينهما سمي مجمعاً بنوع من التوسع.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

لقاءِ موسى والخضر (عليهما السلام):

ذكر المفسّرون في سبب نزول هذه الآيات أنَّ مجموعة مِن قريش جاؤوا إلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وسألوه عن عالم كان موسى(عليه السلام) مأموراً باتباعه، وفي الجواب على ذلك نزلت هذه الآيات.

لقد ذكرت في سورة الكهف ثلاث قصص متناسقة وهذه القصص هي: قصّة أصحاب الكهف التي إنتهينا مِنها; وقصّة موسى والخضر(عليهما السلام); وقصّة ذي القرنين التي سنقف على ذكرها فيما بعد.

هذه القصص الثلاث تخرجنا مِن الأفق المحدود في حياتنا وما تعدونا عليه وألفناه، وتبيّن لنا أن حدود العالم لا تنحصر في نطاق ما نرى وما نُشاهد، وأنَّ الشكل العالم للحوادث والأحداث ليسَ هو ما نفهمهُ مِن خلال النظرة الأُولى.

وإِذا كانت قصّة أصحاب الكهف تتحدث عن فتية تركوا كلّ شيء مِن أجل أن يحافظوا على إِيمانهم، وقد أدى بهم ذلك إلى حوادث عظيمة ذات أبعاد تربوية لجميع الناس، فإِنَّ قصّة موسى والخضر لها أبعاد عجيبة أُخرى. ففي القصّة يُواجهنا مشهد عجيب نرى فيه نبيّاً مِن أولي العزم بكل وعيه ومكانته في زمانه يعيش محدودية في علمه ومعرفته مِن بعض النواحي، وهو لذلك يذهب إلى معلم (هو عالم زمانه) ليدرس ويتعلم على يديه، ونرى أنَّ المعلم يقوم بتعليمه دروساً يكون الواحد مِنها أعجب مِن الآخر. ثمّ إنَّ هذه القصّة تنطوي ـ كما سنرى ـ على ملاحظات مهمّة جدّاً.

في أوّل آية نقرأ قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًاً}.

إِنَّ المعنى بالآية هو بلا شك موسى بن عمران النّبي المعروف مِن أولي العزم، بالرغم ممّا احتمله بعض المفسّرين مِن أنَّ موسى المذكور في الآية هو غير موسى بن عمران(عليه السلام)، وسوفَ نرى ـ فيما بعد ـ أنَّ اعتماد هذا الرأي كان بسبب عدم استطاعتهم حل بعض الإِشكالات الواردة في القصّة، في حين أنّه كلما ورد اسم (موسى) في القرآن فالمراد به موسى بن عمران.

أمّا المعني مِن (فتاه) فهو كما يقول أكثر المفسّرين; كما تُشير إلى ذلك العديد مِن الرّوايات: يوشع بن نون، الرجل الشجاع الرشيد المؤمن مِن بني اِسرائيل. واستخدام كلمة (فتى) في وصفه قد يكون بسبب هذه الصفات البارزة، أو بسبب خدمته لموسى(عليه السلام) ومرافقتهُ له.

(مجمع البحرين) بمعنى محل التقاء البحرين، وهناك كلام كثير بين المفسّرين عن اسم هذين البحرين، ولكن ـ بشكل عام ـ يمكن إِجمال الحديث بثلاثة إِحتمالات هي:

أوّلا: المقصود بمجمع البحرين هو محل اتصال «خليج العقبة» مع «خليج السويس» (إِذا المعروف أنَّ البحر الأحمر يتفرع شمالا إلى فرعين: فرع نحو الشمال الشرقي حيث يشكّل خليج العقبة، والثّاني نحو الشمال الغربي ويسمى خليج السويس، وهذان الخليجان يرتبطان جنوباً ويتصلان بالبحر الأحمر).

ثانياً: المقصود بمجمع البحرين هو محل إِتصال المحيط الهندي بالبحر الأحمر في منطقة «باب المندب».

ثالثاً: محل إِتصال البحر المتوسط (الذي يسمّى ـ أيضاً ـ ببحر الروم والبحر الأبيض) مع المحيط الأطلسي، يعني نفس المكان الذي يطلق عليه اسم (مضيق جبل طارق) قرب مدينة «طنجة».

الإِحتمال الثّالث مُستبعد بحكم بعد مكان موسى(عليه السلام) عن جبل طارق الذي يبعد عنهُ مسافة كبيرة جدّاً، قد تصل فترة وصوله(عليه السلام) إِليه عدَّة أشهر إِذا انتقل بالوسائل العادية.

أمّا الإِحتمال الثّاني، فمع أنَّ المسافة ما بينهُ وبين مكان موسى(عليه السلام) أقرب، إِلاَّ أنَّهُ مستبعد ـ أيضاً ـ بحكم الفاصل الكبير بين الشام وجنوب اليمن.

يبقى الإِحتمال الأوّل هو الأقرب مِن حيث قربه إلى مكان موسى(عليه السلام). وما يرحج هذا الرأي هو ما نستفيده مِن الآيات ـ بشكل عام ـ مِن أنَّ موسى(عليه السلام) لم يسلك طريقاً طويلا بالرغم مِن أنَّهُ كان مستعداً للسفر إلى أي مكان لأجل الوصول إلى مقصوده (فدقق في ذلك).

وفي بعض الرّوايات إِشارة إلى هذا المعنى أيضاً.

كلمة «حقب» تعني المدّة الطويلة والتي فسَّرها البعض بثمانين عاماً، وغرض موسى(عليه السلام) مِن هذه الكلمة، هو أنّني سوف لا أترك الجهد والمحاولة للعثور على ما ضيعتهُ ولو أدّى ذلك أن أسير عِدَّة سنين.

ومِن مجموع ما ذكرنا أعلاه يتبيّن لنا أن موسى(عليه السلام) كان يبحث عن شيء مهم وقد أقام عزمه ورسّخ تصميمه للعثور على مقصوده وعدم التهاون في ذلك إِطلاقاً.

إنّ الشيء الذي كان موسى(عليه السلام) مأموراً بالبحث عنه لهُ أثرٌ كبير في مستقبله، وبالعثور عليه سوف يفتتح فصلٌ جديدٌ في حياته.

نعم، إِنَّهُ(عليه السلام) كان يبحث عن عالم يزيل الحجب مِن أمام عينيه ويُريه حقائق جديدة، ويفتح أباب العلوم أمامه، وسنعرف سريعاً أنَّ موسىْ(عليه السلام) كان يملك علامة للعثور على محل هذا العالم الكبير، وكانَ(عليه السلام) يتحرك باتجاه تلك العلامة.

قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا} أي السمكّة التي كانت معهما، أمّا العجيب في الأمر فإِنّ الحوت: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}(2).

وهناك كلام كثير بين المفسّرين عن نوعية السمك الذي كان معداً للغذاء ظاهراً هل كانت سمكّة مشوية، أو مملّحة أو سمكّة طازجة حيث بعثت فيها الحياة بشكل اعجازي وقفزت الى الماء وغاصت فيه، هناك كلام كثير بين المفسّرين.

وفي بعض كتب التّفسير نرى أنَّ هُناك حديثاً عن عين تهب الحياة، وأنّ السمكة عندما أصابها مقدار مِن ماء تلك العين عادت إِليها الحياة.

وهناك احتمال آخر وهو أن السمكّة كانت حيَّة، بمعنى أنّها لم تكن قد ماتت بالكامل، حيث يوجد بعض أنواع السمك يبقى على قيد الحياة فترة بعد إِخراجه مِن الماء، ويعود إلى الحياة الكاملة إِذا أعيد في هذه الفترة إلى الماء.

وفي تتمة القصّة، نقرأ أنَّ موسى وصاحبه بعد أن جاوزا مجمع البحرين شعرا بالجوع، وفي هذه الأثناء تذكَّر موسى(عليه السلام) أنَّهُ قد جلب معهُ طعاماً، وعند ذلك قالَ لصاحبه: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}.

(غداء) يقال للطعام الذي يتمّ تناوله في أوّل اليوم أو في منتصفه. ولكنّا نستفيد مِن التعابير الواردة في كُتب اللغة أنّهم في الأزمنة السابقة كانوا يطلقون كلمة (غداء) على الطعام الذي يتمّ تناوله في أوَّل اليوم (لأنّها مأخوذة مِن كلمة «غدوة» والتي تعني بداية اليوم) في حين أنَّ كلمة «غداء» و «تغدّى» تطلق اليوم على تناول الطعام في وقت الظهيرة.

على أي حال، إِنَّ هذه الجملة تُظهر أنَّ موسى ويوشع قد سَلَكا طريقاً يُمكن أن نسميه بالسفر، إِلاَّ أنَّ نفس هذه التعابير تفيد أنَّ هذا السفر لم يكن طويلا.

وفي هذه الأثناء قالَ لهُ صاحبهُ: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}(3).

ولأنَّ هذا الحادث والموضوع ـ بشكل عام ـ كان علامة لموسى(عليه السلام)، لكي يصل مِن خلاله إِلى موقع (العالم) الذي خرجَ يبحث عنهُ، لذا فقد قال: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}.

وهُنا رجعا في نفس الطريق: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}.

السؤال: وهنا قد يُطرح هذا السؤال: هل يمكن لنبي مثل موسى(عليه السلام) أن يُصاب بالنسيان حيث يقول القرآن {نَسِيَا حُوتَهُمَا} ثمّ لماذا نَسَبَ صاحب موسى(عليه السلام) نسيانهُ إلى الشيطان؟

في الجواب نقول: إِنَّهُ لا يوجد ثمّة مانع مِن الإِصابة بالنسيان في المسائل والموارد التي لا ترتبط بالأحكام الإِلهية والأُمور التبليغية، أي في مسائل الحياة العادية (خاصّة في المواقع التي لها طابع اختبار، كما هو الحال في موسى هنا، وسوف نشرح ذلك فيما بعد).

أمّا ربط نسيان صاحبه بالشيطان، فيمكن أن يكون ذلك بسبب أن قضية السمكة ترتبط بالعثور على ذلك الرجل العالِم، وبما أنَّ الشيطان يقوم بالغواية، لذا فإِنَّه أراد مِن خلال هذا العمل (النسيان) أن يصلا مُتأخِرَينَ إِلى ذلك العالم، وقد تكون مقدمات النسيان قد بدأت مِن (يوشع) نفسهُ حيثُ أنَّهُ لم يُدقق ويهتم بالأمر كثيراً.

________________

1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج7،ص541-545.

2- (سَرَب) على وزن (جَرَب) كما يقول الراغب في مفرداته، وهي تعني السير في الطريق المنحدر، وَ(سرب) على وزن (حرب) تعني الطريق المنحدر.

3- إِن جملة (وما انسانيه إِلاّ الشيطان أن أذكره) جملة اعتراضية تقع في وسط الكلام، ولأنَّ هذه الجملة تذكرـ في الواقع ـ سبب النسيان، لذا فقد وقعت في وسط الكلام، وهذا الأسلوب شائع خصوصاً للأشخاص الذين يكونون موضع عتاب شخص أكبر، حيث أنّهم يذكرون العلة الأصلية ضمن الكلام بشكل اعتراضي، حتى يكون الاعتراض عليهم أقل.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .