المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



محمد بن مسلم بن رياح، أبو جعفر الطحان الثقفي الكوفي  
  
3569   04:11 مساءاً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص230-231.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

[قال الشيخ القمي  : ] من كبار أصحاب الباقرين (عليهما السّلام) و حواريهما و محبيهما، و من أورع و أفقه الناس، كان من وجوه الأصحاب في الكوفة، و هو ممّن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه و على تصديقه و الانقياد له بالفقه، مكث في المدينة أربع سنين و أخذ المعارف و احكام الدين عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) ثم بعده عن الامام الصادق (عليه السلام) .

و قال هو : ما شجر في رأيي‏  شي‏ء قط الّا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث و سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن ستة عشر الف حديث‏ .

و روي عن الثقة الجليل القدر عبد اللّه بن أبي يعفور انّه قال : قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه ليس كلّ ساعة ألقاك و لا يمكن القدوم و يجي‏ء الرجل من أصحابنا فيسألني و ليس عندي كلّما يسألني عنه، قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فانّه قد سمع من أبي و كان عنده وجيها .

و قال محمد بن مسلم : انّي لنائم ذات ليلة على السطح إذ طرق الباب طارق فقلت : من هذا؟ فقال : شريك‏  يرحمك اللّه، فأشرفت فاذا امرأة فقالت : لي بنت عروس ضربها الطلق فما زالت تطلق حتى ماتت و الولد يتحرك في بطنها و يذهب و يجي‏ء فما أصنع؟

فقلت : يا أمة اللّه سئل محمد بن عليّ بن الحسين الباقر (عليه السلام) عن مثل ذلك فقال : يشق بطن الميت و يستخرج الولد، يا أمة اللّه افعلي مثل ذلك، أنا يا أمة اللّه رجل في ستر من وجّهك إليّ؟

قال : قالت لي : رحمك اللّه جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي فقال ما عندي فيها شي‏ء و لكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فانّه يخبر، فمهما أفتاك به من شي‏ء فعودي إليّ فأعلمينيه.

فقلت لها : امضي بسلام، فلمّا كان الغد خرجت إلى المسجد و أبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت، فقال : اللهم عقرا دعنا نعيش‏ .

وروي عن زرارة قال : شهد أبو كريبة الأزدي و محمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة و هو قاض فنظر في وجوههما مليا ثم قال : جعفريان فاطميان! فبكيا، فقال لهما : ما يبكيكما؟

قالا : نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من إخوانهم لما يرون من سخف و رعنا.

ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن يكونوا من شيعته، فان تفضل و قبلنا فله المنّ علينا و الفضل.

فتبسّم شريك ثم قال : إذا كانت الرجال فلتكن امثالكم‏ .

وروي انّ محمد بن مسلم كان رجلا شريفا موسرا فقال له أبو جعفر (عليه السلام)  : تواضع يا محمد، فلمّا انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان و جلس على باب مسجد الجامع و جعل ينادي عليه، فأتاه قومه فقالوا له فضحتنا، فقال : انّ مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه و لن أبرح حتى أفرغ من بيع باقي هذه القوصرة، فقال له قومه : إذا أبيت الّا لتشتغل ببيع و شراء فاقعد في الطحانين، فهيّأ رحى و جملا و جعل يطحن‏ و لذلك لقّب بالطحان، و توفي سنة 150هـ.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.