المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نبذ من كلام الصادق (عليه السلام)
17-04-2015
زوجة رعمسيس الثاني الملكة (است نفرت)
2024-08-17
اُكذُوبَةُ المُسْتشرقيْن
9-4-2017
Prosodic features
2024-06-12
Euler,s Machin-Like Formula
7-3-2020
التفكير في عاقبة الأمور
25-7-2018


أولاد الامام الصادق (عليه السلام)  
  
3285   03:25 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3, ص196-200.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

قال المفيد (رحمه الله) باب ذكر أولاد أبي عبد الله (عليه السلام) و عددهم و أسمائهم و طرف من أخبارهم و كان لأبي عبد الله (عليه السلام) عشرة أولاد إسماعيل و عبد الله وأم فروة و أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) و موسى (عليه السلام) وإسحاق و محمد لأم ولد و العباس و علي و أسماء و فاطمة لأمهات أولاد شتى.

وكان إسماعيل أكبر إخوته و كان أبوه (عليه السلام) شديد المحبة له و البر به و الإشفاق عليه و كان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه و الخليفة له من بعد إذ كان أكبر إخوته سنا و لميل أبيه إليه و إكرامه له فمات في حياة أبيه (عليه السلام) بالعريض و حمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع .

وروي أن أبا عبد الله (عليه السلام) جزع عليه جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما و تقدم سريره بغير حذاء و لا رداء و أمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة و كان يكشف عن وجهه و ينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده و إزالة الشبهة عنهم في حياته.

ولما مات إسماعيل رحمه الله انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه (عليه السلام) و قام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه و لا من الرواة عنه و كانوا من الأباعد و الأطراف.

فلما مات الصادق (عليه السلام) انتقل فريق منهم إلى القول بإمامة موسى (عليه السلام) بعد أبيه و افترق الباقون فرقتين فريق منهم رجعوا عن حياة إسماعيل و قالوا بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الإمامة كانت في أبيه و أن الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ و فريق ثبتوا على حياة إسماعيل و هم اليوم شذاذ لا يعرف اليوم منهم أحد يومأ إليه و هذان الفريقان يسميان الإسماعيلية و المعروف منهم الآن يقولون إن الإمامة في إسماعيل و من بعده في ولده و ولد ولده إلى آخر الزمان.

وكان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل و لم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام و كان متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد و يقال إنه كان يخالط الحوشية و يميل إلى المرجئة و ادعى بعد أبيه الإمامة و احتج بأنه أكبر إخوته الباقين فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) لما تبينوا ضعف دعواه و قوة أمر أبي الحسن (عليه السلام) و دلائل حقه و براهين إمامته و أقام نفر يسير منهم على أمرهم و دانوا بإمامة عبد الله و هم الفطحية و إنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله و كان أفطح الرجلين أي عريضهما و يقال إنهم إنما لقبوا بذلك لأن داعيتهم إلى إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح .

و كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل و الصلاح و الورع و الاجتهاد وروى عنه الناس الحديث و الآثار وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول حدثني ثقة الرضي إسحاق بن جعفر و كان إسحاق (رضي الله عنه) يقول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) وروى عن أبيه النص بالإمامة على أخيه موسى (عليه السلام) و كان محمد بن جعفر سخيا شجاعا و كان يصوم يوما ويفطر يوما و رأى رأي الزيدية في الخروج بالسيف.

وروي عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين أنها قالت ما خرج من عندنا محمد قط في ثوب حتى يكسوه و كان يذبح في كل يوم كبشا لأضيافه.

وخرج على المأمون في سنة تسع و تسعين و مائة بمكة و تبعه الزيدية الجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه و أخذه فأنفذه إلى المأمون فلما وصل إليه أكرمه المأمون و أدنى مجلسه منه و وصله و أحسن جائزته و كان مقيما معه بخراسان يركب إليه في موكب من بني عمه و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته.

وروي أن المأمون أنكر ركوبه إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا على المأمون في سنة المائتين فآمنهم فخرج التوقيع إليهم لا تركبوا مع محمد بن جعفر و اركبوا مع عبيد الله بن الحسين فأبوا أن يركبوا و لزموا منازلهم فخرج التوقيع أن اركبوا مع من أحببتم فكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب إلى المأمون و ينصرفون بانصرافه.

وذكر عن موسى بن سلمة أنه قال أتي إلى محمد بن جعفر فقيل له إن غلمان ذي الرئاستين قد ضربوا غلمانك على حطب اشتروه فخرج متزرا ببردتين و معه هراوة و هو يرتجز و يقول

الموت خير لك           من عيش بذل

وتبعه الناس حتى ضرب غلمان ذي الرئاستين و أخذ الحطب منهم فرفع الخبر إلى المأمون فبعث إلى ذي الرئاستين فقال له ائت محمد بن جعفر و اعتذر إليه و حكمه في غلمانك قال فخرج ذو الرئاستين إلى محمد بن جعفر قال موسى بن سملة فكنت عند محمد بن جعفر جالسا حين أتي فقيل له هذا ذو الرئاستين فقال لا يجلس إلا على الأرض و تناول بساطا كان في البيت فرمى به هو و من معه ناحية و لم يبق في البيت إلا وسادة جلس عليها محمد بن جعفر فلما دخل عليه ذو الرئاستين وسع له محمد على الوسادة فأبى أن يجلس عليها و جلس على الأرض فاعتذر إليه و حكمه في غلمانه.

وتوفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون فركب المأمون ليشهده فلقيهم و قد خرجوا به فلما نظر إلى السرير ترجل و مشى حتى دخل بين العمودين و لم يزل بينهما حتى وضع فتقدم فصلى عليه ثم حمله حتى بلغ به إلى القبر ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بني عليه ثم خرج فقام على القبر حتى دفن فقال له عبد الله بن الحسين و دعا له يا أمير المؤمنين إنك قد تبعت فلو ركبت فقال له المأمون إن هذه رحم قد قطعت من مائتي سنة.

وروي عن إسماعيل بن محمد بن جعفر أنه قال قلت لأخي و هو إلى جنبي و المأمون قائم على القبر لو كلمناه في دين الشيخ فلا نجده أقرب منه في وقته هذا فابتدأنا المأمون فقال كم ترك أبو جعفر من الدين فقلت خمسة و عشرين ألف دينار فقال قد قضى الله عنه دينه إلى من أوصى قلنا إلى ابن له يقال له يحيى بالمدينة فقال ليس هو بالمدينة هو بمصر و قد علمنا بكونه فيها و لكن كرهنا أن نعلمه بخروجه من المدينة لئلا يسوءه ذلك لعلمه بكراهتنا لخروجهم عنا.

وكان علي بن جعفر (رضي الله عنه) راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل و لزم أخاه موسى بن جعفر (عليه السلام) و روى عنه شيئا كثيرا.

وكان العباس بن جعفر (رحمه الله) فاضلا نبيلا .

و كان موسى بن جعفر أجل ولد أبي عبد الله (عليه السلام) قدرا و أعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا و لم ير في الناس و في زمانه أسخى منه و لا أكرم نفسا و عشرة و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أفقههم و أعلمهم و اجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره و رووا عن أبيه الصادق (عليه السلام) نصوصا عليه بالإمامة و إشارات إليه بالخلافة و أخذوا عنه معالم دينهم ورووا عنه من الآيات و المعجزات ما يقطع بها على حجته و صواب القول بإمامته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.