المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ما هي التوائم ؟
23-11-2015
حقيقة الصّبر
2024-08-16
Pentaspherical Space
3-8-2021
البرامج الوثائقية
10/9/2022
Functions-One–one, Onto, and Bijective Functions
14-2-2017
الميرزا حسن ابن الميرزا محمد زمان ابن الميرزا محمد جعفر
5-4-2017


محمد بن عليّ بن النعمان الكوفي  
  
3206   03:18 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص229-230.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

أبو جعفر المعروف بمؤمن الطاق، و بالأحول، و قال المخالفون فيه : شيطان الطاق، و كان له دكان بالكوفة في موضع يعرف بطاق المحامل، و ظهر في زمانه الدينار و الدرهم المغشوش و ذلك لجودة ظاهرهما لكن الباطن خلاف ذلك.

وكان هو يعرف الصحيح و الجيّد من الفاسد و الرديء و لذا قال المخالفون فيه شيطان الطاق.

وهو أحد المتكلمين، و له تصانيف منها كتاب افعل و لا تفعل ، و احتجاجه مع زيد بن عليّ و مع الخوارج مشهور، و مكالمته مع أبي حنيفة معروفة، و ذلك ان أبا حنيفة قال يوما من الأيام لمؤمن الطاق : إنكم تقولون بالرجعة ؟ قال : نعم، قال أبو حنيفة : فاعطني الآن ألف درهم حتى أعطيك ألف دينار إذا رجعنا ، قال الطاقي لأبي حنيفة : فاعطني كفيلا بانك ترجع إنسانا و لا ترجع خنزيرا  .

وروي انّ أبا حنيفة قال لمؤمن الطاق و قد مات جعفر بن محمد (عليه السلام) : يا أبا جعفر انّ إمامك قد مات، فقال أبو جعفر : لكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم‏  .

وفي مجالس المؤمنين انّ أبا حنيفة كان جالسا في جمع من أصحابه إذ أقبل أبو جعفر إليهم فلمّا رآه أبو حنيفة قال لأصحابه : قد جاءكم شيطان، فسمع أبو جعفر مقالته و لما وصل إليهم تلى عليه و على أصحابه : { أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } [مريم : 83]

و روي عن أبي مالك الأحمسي انّه : خرج الضحّاك الشاري بالكوفة فحكم و تسمّى بإمرة المؤمنين و دعا الناس إلى نفسه فأتاه مؤمن الطاق فلمّا رأته الشراة وثبوا في وجهه فقال لهم : جاع، قال : فأتى به صاحبهم فقال لهم مؤمن الطاق : أنا رجل على بصيرة من ديني و سمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك.

فقال الضحاك لأصحابه : إن دخل هذا معكم نفعكم، قال : ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك فقال : لم تبرّأتم من عليّ بن أبي طالب و استحللتم قتله و قتاله؟ قال : لأنّه حكّم في دين اللّه، قال : و كلّ من حكّم في دين اللّه استحللتم قتله و قتاله و البراءة منه؟ قال : نعم.

قال : فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه إن غلبت حجّتي حجّتك أو حجّتك حجّتي، من يوقف المخطئ على خطئه و يحكم للمصيب بصوابه؟ فلا بدّ لنا من إنسان يحكم بيننا، قال : فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه فقال : هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين.

قال : و قد حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه؟ قال : نعم، فأقبل مؤمن الطاق على أصحابه فقال : هذا صاحبكم قد حكّم في دين اللّه فشأنكم به، فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت أي هلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.