المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الخط التربوي للإمام الصادق ( عليه السّلام )  
  
1418   07:18 مساءً   التاريخ: 29/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص157-160
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

لم تكن علاقة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) مع جماعته وأصحابه من الناحية التربوية قائمة على أساس الوعظ والارشاد العام من دون تشخيص لمستويات وواقع سامعيه فكريا وروحيا وما يحتاجون اليه ، بل كان ( عليه السّلام ) يستهدف البناء الخاص ويميّز بينهم ويزقّ لهم الفكرة التربوية التي تحركهم نحو الواقع ليكونوا على استعداد تام لتحمل مسؤولية اصلاح الأمة فكان يزوّدهم بالأسس والقواعد التربوية الميدانية التي تؤهلهم لتجاوز الضغوط النفسية والاقتصادية ويمتلكوا الأمل الإلهي في تحقيق أهدافهم .

ونشير إلى بعض ما رفد به الإمام أصحابه من توجيهات ضمن عدّة نقاط :

النقطة الأولى : في الدعوة والاصلاح

قال ( عليه السّلام ) : « إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال :

عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى . عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهى . رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى »[1].

واعتبر الإمام ( عليه السّلام ) النقد البنّاء سببا لسدّ الفراغ والضعف الذي يصيب الافراد عادة ، فقال ( عليه السّلام ) : « أحبّ اخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي »[2].

وقال ( عليه السّلام ) : « إذا بلغك عن أخيك ما تكره ، فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا ، فقل لنفسك لعلّ له عذرا لا نعرفه »[3].

النقطة الثانية : التعامل التربوي في مجال العلم والتعلم

أكّد الإمام الصادق ( عليه السّلام ) على الخطورة التي تترتب على الرسالة العلمية إذا انفكت عن قاعدتها الأخلاقية ووظّف العلم لأغراض دنيوية وما ينجم عنه من تشويه لهذه الرسالة المقدسة . وقد لعب هذا الفصل بين العلم وقاعدته الأخلاقية دورا سلبيا حيث انتج ظاهرة وعاظ السلاطين التي وظّفت الدين لمصلحة السلطان من هنا حذّر الإمام ( عليه السّلام ) من هذه الظاهرة ضمن تصنيفه لطلبة العلم قائلا : « طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل .

فصاحب الجهل والمراء ، مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدقّ اللّه من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه .

وصاحب الاستطالة والختل ، ذو خبّ وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى اللّه على هذا خبره ، وقطع من آثار العلماء أثره .

وصاحب الفقه والعقل ، ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنّك في برنسه ، وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق اخوانه فشدّ اللّه من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه »[4].

النقطة الثالثة : الضابطة التربوية للتصدّي والقيادة

وضع الإمام ( عليه السّلام ) قاعدة أخلاقية عامة وضابطة يتعامل بها المؤمن ويطبقها في كل ميادين الحياة ، وبها تنمو الفضيلة ، وتكون أيضا سببا للتنافس الصحيح والبنّاء والتفاضل المبدئي . وبغياب هذه القاعدة واستبدالها بمقاييس مناقضة لها سوف يتقدم المفضول على الفاضل وتضيع القيم وتهدر الطاقات ، قال ( عليه السّلام ) : « من دعا الناس إلى نفسه ، وفيهم من هو أعلم منه ، فهو مبتدع ضالّ »[5].

النقطة الرابعة : المحنة والقدرة على المقاومة

لقد عبّأ الإمام الصادق ( عليه السّلام ) شيعته وعاهدهم في أكثر من مرّة قائلا : إن الانتماء لخطّه سوف يترتّب عليه من الاضطهاد والابتلاء ما لا يطيقه أحد إلّا من اختاره اللّه سبحانه ، كما أن التشيع لا يستحقه إلا أولئك الذين لديهم الاستعداد للتضحية العالية وتحمّل البلاء . وهذا أسلوب إلهي استخدمه اللّه مع أوليائه ، فعن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) عندما ذكر عنده البلاء وما يخص به المؤمن قال : سئل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من أشد الناس بلاءا في الدنيا ؟ فقال : « النبيون ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف ايمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه »[6].

وروى الحسين بن علوان عن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) إنه قال وعنده سدير : « إن اللّه إذا أحبّ عبدا غتّه بالبلاء غتّا »[7].

وقال ( عليه السّلام ) : « قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ، ولكل نعمة شكرا ولكل عسر يسرا ، اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال ، فإنّ اللّه إنما يقبض عاريته وهبته وليبلو شكرك وصبرك »[8].

وقال ( عليه السّلام ) : « إنا لنصبر ، وإن شيعتنا لأصبر منّا ، قال الراوي فاستعظمت ذلك ، فقلت : كيف يكون شيعتكم أصبر منكم ؟ ! فقال ( عليه السّلام ) : إنا لنصبر على ما نعلم ، وأنتم تصبرون على ما لا تعلمون »[9].

 

[1] تحف العقول : 358 ، وبحار الأنوار : 78 / 240 .

[2] تحف العقول : 366 ، وبحار الأنوار : 78 / 249 .

[3] إحقاق الحق : 12 / 279 ، والمشروع الرويّ : 1 / 35 .

[4] الكافي : 1 / 49 ، وبحار الأنوار : 83 / 195 .

[5] تحف العقول : 375 ، وبحار الأنوار : 78 / 259 .

[6] وسائل الشيعة : 2 / 906 .

[7] المصدر السابق : 2 / 908 .

[8] تحف العقول : 361 ، وبحار الأنوار : 67 / 216.

[9] مشكاة الأنوار : 274 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.