مذهب الاخراج الأفقي هو أحد الاتجاهات التي أخذت بها مدرسة التجريد الوظيفي وطبقتها بأكثر من وسيلة.

وقد بدأ الأمر مجرد محاولة للتخلص من القيد القديم الذي كان يعتبر العمود وحدة الصفحة ، ثم  تطورت المحاولة بعد تلك التجارب البصرية التي وجهت المخرجين الى الاهتمام بالمسرى الأفقي لعين القارئ على الصفحة ، فأصبحت . مذهبا مستقلا يعتبر أحدث مذاهب الاخراج جميعا .

ويقوم الاخراج الأفقي على اساس ان مسرى العين الطبيعي على الصفحة في اثناء قراءتها أفقي أولا ، ورأس ثانيا . وعلى ذلك تبنى الصفحة من وحدات عرضية توفر للعين في المكان الأول مسراها الأفقي ، وتتباين وشكل الصفحة الأولى . ويتحقق ذلك بجعل معظم عناوين الصفحة من النوع الممتد ، وتوزيع المتن أو معظمه على الأعمدة التي يمتد فوقها العنوان بحيث يكون الموضوع كله مستطيلا أفقيا ، وكذلك استخدام الصور والقطاعات الأفقية ، وجمع سطور الموضوعات على أكثر من عمود ، وتجاور العناصر المتصلة بموضوع واحد .

ولا يعني ذلك أن تكون جميع الوحدات التي تشترك في بناء  الصفحة من هذا النوع الأفقي فكثيرا ما يستخدم المخرج معها بعض الوحدات التي جمعت على عمود واحد لتحقيق شيء من التباين ، وللفصل بين الكتل الأفقية ، على ان مثل هذه الوحدات تكون في العادة قصيرة حتما لا تعكس الغرض المقصود منها.

ويلاحظ ان الصحف التي تتبع هذا المذهب تستعيض عادة عن جداول الاعمدة داخل الموضوع الواحد بمسافات بيضاء . ولا شك ان لذلك تأثيرا بصريا ونفسيا يؤكد الغرض المقصود من هذا الاخراج . فأزالة هذه " الحواجز " الطولية بن لأعمدة يسهل على العين مسراها الأفقي ، ويضاعف الشعور بذلك في نفس القارئ ثم ان هذه الوسيلة تيسر جمع مواد الصفحة التي تتخطى حدود الأعمدة التقليدية ٠