المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحكم الوضعي
11-9-2016
Glucans
19-6-2018
تعريف المحرر الإلكتروني
27-8-2020
كيفية مساهمة إدارة الموارد البشرية في رفع الكفاءة والفعالية الإدارية
20-7-2020
مشاركة النطق‏Coarticulation
23-04-2015
الطفل والكيان العائلي
15-1-2016


منع سبُّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام)  
  
3172   03:37 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص279-280.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

كان عمر بن عبد العزيز بالمقارنة بينه و بين الخلفاء الأمويين الآخرين رجلاً عادلاً نسبياً وعلى الرغم من عدم تأييد حكمه من قبل المعصومين (عليهم السَّلام) ووضعه في قائمة الطغاة، غير انّه وعلى أيّة حال فقد كافح الكثير من مظالم أسلافه، ولم يكن حكمه خالياً من نفع وخدمة للمسلمين.

إنّ من أهمّ إنجازاته وخدماته للإسلام والإنسانية والتي تتألّق من بين صحيفة أعماله الشخصية و الحكومية هو إلغاء بدعة سبّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ، وقد قدّم خدمة عظيمة للشيعة، بل للإنسانية جمعاء من خلال إلغاء بدعة شائنة جاوز عمرها 60 عاماً.

كانت هذه البدعة من تراث معاوية المشؤوم، معاوية الذي قرّر بعد استشهاد أمير المؤمنين عام 40 هجرية وسيطرته على الأوضاع أن يقدّم علياً ومن خلال إعلامه المضاد، ويعرّفه بأنّه من أبغض شخصيات العالم الإسلامي، ولأجل تحقيق هذا الهدف ضيّق الخناق على أتباع أمير المؤمنين ومواليه وضغط عليهم من جهة وبسطوة السيف والرماح منع من تناقل فضائله ومناقبه، ولم يسمح حتى بأن ينقل حديث أو رواية أو بيت واحد في مدح وفضل الإمام علي (عليه السَّلام) ؛ ومن ناحية أُخرى ولأجل تشويه شخصية الإمام (عليه السَّلام) المتألّقة حثّ المحدّثين من مرتزقة جهاز الحكم الأموي بأن يضعوا أحاديث في طعن علي (عليه السَّلام) ، ومن خلال ذلك وضعت أحاديث كثيرة وانتشرت بين الناس، ولم يكتف معاوية بذلك بل أصدر أمراً بأن يلعن ويسب على المنابر في كلّ خطبة من خطب أيام الجمعة في أرجاء العالم الإسلامي، فشاعت هذه البدعة المشؤومة وأثرت في الرأي العام وتحوّلت إلى أمر ذي جذور، لدرجة أصبح الأطفال يتربّون على بغض علي (عليه السَّلام) ، والكبار يرحلون عن الدنيا وهم يحملون له مشاعر الكراهية ؛ وبعد معاوية اتبع الخلفاء الأمويون هذه البدعة أيضاً، واستمرت حتى نهاية القرن الأوّل الهجري حيث تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.