المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

صناعة شمع العسل Making Wax
20-7-2020
العمليات التصنيعية الحيوية Bioprocesses
21-8-2017
Vladimir Petrovich Potapov
17-12-2017
عمليات التعرية الجليدية- البرى Alrasion
9/9/2022
ظل المطر ما هي هذه الظاهرة وكيف تحدث؟
5-10-2016
فريسيا سبيلندنس Vriesea splendens
14-2-2016


الثامن من شوّال المعظّم ذكرى فاجعة هدم أضرحة البقيع  
  
3346   04:02 مساءً   التاريخ: 1-6-2020
المؤلف : alkafeel.net
الكتاب أو المصدر :
الجزء والصفحة :
القسم : الاخبار / اخبار الساحة الاسلامية / أخبار العتبة العباسية المقدسة /

في كلّ عام وفي مثل هذا اليوم -الثامن من شهر شوّال- تتجدّد أحزان محبّي وأتباع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وهم يستذكرون الجريمة النكراء التي اقترفتها أيدي الطغمة الظالمة من أعدائهم ومبغضيهم، بهدمهم أضرحة وقبور أئمّة الهدى(عليهم السلام) وانتهاك حرمتها وقدسيّتها.
ويذكر لنا التاريخ أنّه نتيجةً لهذا الحقد الدفين الذي هو امتدادٌ لحقد أسلافهم من الطغاة والخوارج الجهلاء، فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد، كانت هناك هجمتان بربريّتان لمحو آثار هذه البقعة الطاهرة.
الأولى: كانت عام (1220هـ / 1805م) وقد أعاد المسلمون بعد مجيء الدولة العثمانيّة بناءها على أحسن هيأة من تبرّعاتهم، فبُنِيت القببُ والمساجد بشكلٍ فنيّ رائع، حيث عادت هذه القبور المقدّسة محطّ رحال المؤمنين، ويقول أحد الرحّالة الإنجليز حين وصف المدينة المنورة بعد تعميرها، بأنّها تُشبه إسطنبول أو أيّ مدينةٍ أخرى من المدن الجميلة في العالم، وكان هذا في عام (1877 - 1878م) أي قبل تعرّض المدينة المباركة لمحنتها الثانية.
الثانية: عام (1344هـ / 1925م) فقد عاودت تلك العصاباتُ هجومها على المدينة المنوّرة مرّةً أخرى، فقاموا بتهديم المشاهد المقدّسة للأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وأهل بيت رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوىً من وعّاظهم، فأصبح البقيعُ ذلك المزارُ المهيب قاعاً صفصفاً لا تكاد تُعرف بوجود قبرٍ فضلاً عن أن تعرفَ صاحبَه، ويصف الرحّالة الغربيّ واسمه (ايلدون رتر) المدينةَ المنوّرة بعد الجريمة الثانية التي نفّذها الوهابيّون المجرمون عند استيلائهم على المدينة وقتلهم الآلاف من الأبرياء، يقول: "لقد هُدمت واختفت عن الأنظار القبابُ البيضاء التي كانت تدلّ على قبور آل البيت النبويّ.. وأصاب القبور الأُخَر نفسُ المصير فسُحقت وهُشّمت".
يُشار الى أنّ مقبرة البقيع تضمّ أضرحة عددٍ كبير من الصحابة وآل بيت النبيّ والمسلمين الآخرين، ومنهم الأئمّة الأربعة وهم (الإمام الحسن بن علي الزكيّ، والإمام علي بن الحسين السجّاد، والإمام محمد بن علي الباقر، والإمام جعفر بن محمد الصادق -عليهم الصلاة والسلام-).
وختاماً يبقى البقيعُ جرحاً لم ولن يندمل مهما مرّت اﻷزمنةُ وتعاقبت الدهور.. ويبقى شاهداً ماثلاً للعيان يروي ظلامة قادةٍ هداةٍ اختارتهم السماءُ ليُخرِجوا البشريّة من الظلمات إلى النور، فحاربتهم خفافيشُ الكهوف الظلاميّة وأبالسةُ بني آدم، فعمدت إليهم تشريداً وتقتيلاً ولمزاراتهم تهديماً، ولكنّنا على يقينٍ أنّ كلّ جرحٍ بعد جرح البقيع يأبى أن يُسكنه وينسى مرارةَ ألمه، مهما كان شديد الوطأة وهكذا هو الحال اليوم.